هذا كلام الواحد الخلاقِ ————— في دفتيه مكارم الأخلاقِ
هذا كتاب الله دستورُ الورى ———- وبه رقيُّ الناس والأعراقِ
هذا كتاب الله نورٌ ساطعٌ ————— متلألئ كالكوكب البرّاقِ
هذا كتاب الله فجرٌ مسفرٌ —————- من بعد ليلٍ كالحِ الآفاقِ
هذا كتاب الله مصدرُ عزنا ———- وبه سنشرق أروعَ الإشراقِ
هو خاتم الكتب التي قد أُنزلتْ ———– للسابقين بشرعةٍ ووفاقِ
هو ناسخ الكتب التي قد حُرِّفتْ ——— بتواطؤ الأحبار والسُّرّاقِ
هو نهجنا وفلاحنا ونجاحنا ————– وملاذنا وسعادة العشّاقِ
هو للمريض علاجُه وشفاؤه، ———- هو رقيةٌ للمشتكي والرّاقي
هو جُنةٌ من كلِّ شرٍّ أو أذى، ——- هو للورى الحصنُ المنيع الواقي
هو جَنةٌ من كل صنفٍ نادرٍ ———— للمهتدين تبوح بالأشواقِ
هو معهدٌ للدارسين علومَه، ————– هو بُغيةٌ للطّامح التوّاقِ
هو للحياة منظِّمٌ ومرتِّبٌ ————– وبه تصير بديعة الإشراقِ
هو للفؤاد مرقِّقٌ ومطهِّرٌ ———— من كلِّ حقدٍ أو هوىً وشقاقِ
هو للوحيد مؤانسٌ في وحشةٍ ———- ومنفِّسٌ في حالة الإرهاقِ
هو للحيارَى في الدَّياجي مرشدٌ ——– ومساعدٌ في حالة الإخفاقِ
هو للعطاشى واحةٌ مخضرَّةٌ ———– ترويهمُ، أَنعمْ به من ساقِ
هو للقُرى والسابقين مؤرخٌ، ——- بل مخبرٌ عن سالف الأعراقِ
هو لافتُ الأنظار للآيات في ———– كونٍ بديع الصنع والآفاقِ
فيهِ نواميس الحياة جميعُها ——— فاستنبطوها من رُبى الأوراقِ
هو معجزٌ في آيهِ وبيانهِ ————— ولقد تحدَّى سادةَ الإنطاقِ
لكنَّ أرباب البلاغة أذعنوا.. ———- رفعوا جميعاً راية الإخفاقِ
هو للفضيلة والمحامد جامع ٌ، ——- فيه الهدى ومحاسن الأخلاقِ
هو نخلةٌ، والظلُّ منها دائمٌ ———– تعلو وتُنبِتُ أروعَ الأعذاقِ
هو يربط العبد الضعيفَ بربِّه ——— ويعرِّف المخلوقَ بالخلاقِ
هو دعوةٌ للمشركين إلى الهدى ——- بالحكمة الحسنى وبالإرفاقِ
هو منذرٌ للمعرضين عن الهدى ——– بجهنَّمِ التعذيب والإحراقِ
ومبشرٌ للمقبلين على التُّقى ————– والعاملين بذلك الميثاقِ؛
بجنان عدنٍ خالدٍ سكانُها، ——— والحورِ..قد خُلِقتْ لطول عناقِ
والناس في كل الدُّنى يتلونه ——— من أرض مكَّتِنا إلى الوقواقِ
ولكَمْ تأمل عالمٌ في آيهِ ————– وكم استقى من نبعه الرقراقِ
واستنبط الأحكام من تشريعه ————- بتفكرٍ وبنظرة الإطراقِ
وكم اعتنى الفقهاء باستقرائه ——- واستخلصوا الأحكام باستيثاقِ
سبَروه ثم تصيَّدوا صدفاتِه ————– وكنوزَه من بحره الدَّفّاقِ
ولكم تأثر قارئٌ من آيةٍ ————— واغرورقتْ بدموعهنَّ مآقِ
ولكم تنافس صبيةٌ في حفظه ———— وكذا الكبارُ، بهمةٍ وسباقِ
ولكم تحلَّق حوله حُفَّاظه، ————– أَعظمْ بها من حلقةٍ وتلاقِ
ولكم تلا طفلٌ صغيرٌ آيهُ ————– ببراءةٍ من داخل الأعماقِ
ولكم تغنَّى قارئٌ مترنِّماً ———- بالذكر بالصوت النديِّ الراقي
ولكم تمتَّعت النحاةُ بنطقه ————– ولكم تذوقه أولو الأذواقِ
وكم استقى البلغاء من كلماته ——– وتخيَّروا من روعة الأعذاقِ
واستلهم الخطباءُ منه مواعظ الـ —— ـتوجيه والإرشاد والإشفاقِ
هو للخليقة منحةٌ قدسيةٌ ——— وعلى الأعادي صيحة الإزهاقِ
هذا هو القرآن للثقلين منْ ————— إنسٍ وجنٍّ، للقيامة باقِ
فلتلزموه وتعملوا بخصاله ——– كي تسعدوا يا إخوتي ورفاقي