زو لعادات الشعوب إلا أنها لم تفلح في ذلك فالكرم فطرة عند العرب وسجية نبيلة سامية في وجدانهم ومن تقاليد الطعام غسل اليدين قبل وبعد الطعام قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبدؤه ينفي اللحم
وقد قال الشافعي : خدمة الضيف فرض ،وقال حاتم الطائي:
وإني لعبد الضيف مادام ثاوياً وما تلك شيمة المتعبد
ويقدمون الجفنة الكبيرة التي تحتوي على رأس الذبيحة أمام كبير القوم وهو لايقوم من مكانه بل الآخرون هم الذين يتقدمون إليه ولاينهض قبل أن يتوقع أن الجميع قد شعبوا أما إذا كانت الوليمة في سني الجدب لرجل فقير أو كان الضيوف كثر يخشى عليه من الاحراج لذا يطرق بيده على طرف الجفنة فينهض الجميع « وهذا من تقاليد طيء » .
وقد كان - ابراهيم - عليه السلام - لايأكل وحده فإذا حضر طعامه أرسل يطلب من يأكل معه أما قوله تعالى : « ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً » فقيل إنها نزلت في « بني ليث ابن بكر » وهم حي من بني كنانه ، كان الرجل منهم لايأكل وحده ويمكث أياماً جائعا حتى يجد من يشاركه في الطعام ومنه قول الشاعر :
إذا ماصنعت الزاد فالتمسي له أكيلا فإني لست آكله وحدي
« عادات القرى »
القرى : ماقرى الضيف . قال الفرزدق :
وكل قرى الاضياف نقري من القنا ومغتبط به السنام المسدف
المأدبة
المأدبة : الطعام وفي الحديث أنه قال إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مضطراً فليأكل وإن كان صائماً فليصل وكان العرب يتداعون إلى المفاخرة وتسمى « المنافرة »
وأشهرها منافرة أمية بن عبد شمس التي دعا إليها هاشم بن عبد شمس فقال هاشم :
فإني أنافره على خمسين ناقة سود الحدق ننحرها بمكة أو الجلاء عن مكة عشر سنين فرضي أمية وجعلا بينهما « الخزاعي الكاهن » وقد أقسم الخزاعي الكاهن بأن هاشم سبق أمية إلى المآثر وكانت أشهر وليمة للعرب من الثريد .
الوليمة
الوليمة : طعام العرس وفي الحديث « أولم ولو بشاة » وأصل هذا كله من الاجتماع أو لم الرجل إ ذا اجتمع منطقه وعقله .
الخطبة
الخطبة : أن يفد بعض من وجهاء القوم إلى المضيف ويبادر المضيف بإعداد الطعام فلا يتناولونه إلا إذا تحقق مطلبهم فيستمع المضيف إلى مطلبهم ويعرض الاب أمنيته بأن يخطب ابنة المضيف ولدى موافقة المضيف على « الخطبة » يقول تفضلوا وتعودون بما أتيتم به ،فيأكلون طعام الخطبة ويتم الاتفاق على التفاصيل. الصبحة
الصبحة : وليمة تقام عند قدوم موكب العروس ويدعى إليها الناس وهم ينتظرون وصول موكب العروس وبرفقتها « الزفافة » والفتيات يذهبن لإحضار العروس ومن حضر من المهنئين والزائرين .
مناسبات خاصة
الوضيعة : ويقدم فيها اللحم المسلوق يجعل منه الثريد يقدم لأهل الميت وتقتصر على الحاضرين في العزاء .
الدفانة : وهي وليمة لمن يرجعون من المقبرة ، ويقيمها عادة صاحب أقرب بيت أو شيخ القبيلة أو أحد الميسورين .
النقيعة : وجبة من الطعام تعد للقادمين من السفر قال الشاعر :
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ضرب القدار نقيعة القدام
وفيه ذكر النقيعة وهي طعام يتخده القادم من السفر .
جديد الخاثر : ويبدأ في الربيع حين در الحليب ويأخذه من لامواشي لديه ، والفقراء ويقدم صباحاً .
جديد السمن : ويكون بعد اسبوع من در الحليب إذ يتحول من زبدة إلى سمن ويوزع على بيوت الفقراء وتقام وليمة أكثر من السمن والخبز وتسمى الفتيتة .
الطعمة : طعام غير معد خصيصاً لكنه من وجبة طارئة من اللحم أو الخضروات ويقصد من ذلك المحبة والتواصل .
النقول : يؤخذ خارج البيت ويهدى إما للعرسان ويقوم بتقديمه النساء لأخذ هدية العرس أو يقدم للمرضى المحتاجين .
قصاص الغنم: يكون في الربيع حين يطيب ذبح الخراف وقت قص الصوف ويقوم صاحب الاغنام بذبح مايناسبه من الخراف وليمة لمن اشتغل وللحاضرين .
وهناك أسماء أخرى تخضع لبعض المناسبات .
ويختتم الاستاذ الباحث محمد السموري بحثه قائلاً : أردت من هذا البحث اعتماد العادات التي تتشابه فيها مختلف المناطق العربية وإن تميزت بعض المناطق عن غيرها إلا أن السمات المشتركة لها موجودة في الجذر والاصل أراد الباحث من ذلك توثيق التراث الشعبي وتتطلع هذه العادات بما هو رائع وهو التحلي بالقيم العربية الاصيلة قيم الآباء والاجدا