ظلموك يا حب

--------------------------------------------------------------------------------

ظلموك يا حب !
للحب سر ما زلت أجهـــــله ...
و كم سواي بسر الحب قد حاروا ...
إذا فاض قلبك بنور شفيف , فأبصرت و أدركت ما لم تكن تبصر , إذا تلونت الدنيا في عينيك بلون آخر , و إذا خفق قلبك بقوة و دمعت عينك حينما تتراءى لك معان و كلمات أخرى ,
فاستيقظ فيك شعور دافئ و إحساس مرهف ...
فاعلم أنك تشخيص حالتك هو إصابتك ب"الحب" . و إذا كان لا يرجى من الحب إلا رضا الخالق فأتمنى ألا تشفى من هذه الإصابة .
فكم كان لمن أخلصه و أدرك معناه سعادة و حلاوة , تزدهي و تكبر شجرتها فتغدو ثمارها رضا في كل حال , و صبرا عند مصيبة , و قناعة عند قلة , و طمأنينة و أمانا عند فزع .

لم يكن أبدا ليوصف بأنه اتباع شهوة تؤدي إلى حرام و تشغل القلب و تعمي البصيرة و تدمي الفؤاد بأحزان و أوهام كاذبة ... بل هو أسما و أرقى ...
ظلمـــوه حقا ؛ فجعلوه في مقام علاقة ما أحلها الله , تخدش الحياء و تؤذي العفة و تبنى على باطل , و نهايتها أن ترمى في مكان سحيق فيسعى صاحبها المريض لطلب غيرها ليشبع غريزة حيوانية ( و عذرا على الكلمة ) يمتع بها قلبه الفارغ ... بل الحب أكبر من ذلك ...
فــلــمــــــن يكـــــونــــــ ؟؟
يكون الحب ... للرب الخالـــق المربــــي المنعم على عباده الإلــــه المعبـــود ... يكون لرســـول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان على أمته حريصا و يوم الحشر لنا شفيعـــــا ... و يكون للأيدي الحانـــية التي لا يفتأ عبيرعطائها منذ و لدنا و حتى نشيخ ... هو لإخوننا الذين لم نخترهم , و لمن اخترناهم رفاق طريق نبتغي بإخائهم زيادة في الدين و كل رجائنـــا أن نلقاهم تحت عرش الرحمن ...
الحب يكون لكل من له حق علينا ... من معلم خير , و زوج و ولد يعين على أمور الدنيا و الآخرة , وجار حافظ للمودة , و شاب نشأ في طاعة الله و فتاة تمشي على استحياء و طالب أذكى علمه و خلقه عقله و جوهره ... فهؤلاء الرائعون كل منهم و حسب طريقته يزرع فينــــا أمــــلا و خلقـــــا جــديـــدا ...
هو فقط لله و في الله , و ما كان لله دام و استقــــام ؛ لأن النتيـــجة المضمونــــة ( يحبهم و يحبونه ) ؛ و لأن النهايــــة المحتومــــــة ( المرء مع من أحــــب ) ...
فاختــــــر لنفــــســــــــك ما ينفعك و لا تكن مع من أبى و تخلـــى , و لا مع من تذبذب فلا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ... لا تظـلـــــم نفســـــــك و لا تظـلـــــــــم هذه العاطفــــة البريئـــة الصادقـــــــة بأن تلوثهــا و بأن تضعها في غير مكانها و لمن لا يستحقهــــــا ؛ فتصبح بابا للشقــــاء و العمــــــى يصيب قلبـــــك بلا قــــوس و لا وتـــــــر ...
***للحـــــــب ســــــر ما زلـــــــــــــــــــت أجهلـــــــــــــــه***
***و كم ســــــــواي بســــــــــــــر الحــــــب قد حـــــاروا***
***أليــــــــس في الليـــــــــــل للعبـــــــــــاد أســــــــــــرار***
***حمـــــر محاجــــــرهــــم بيـــــــض مدامعـــــهـــــــــــم***
***و في الشفــــــــاة تراتيــــــــــــــــــل و أذكــــــــــــــــار***
***فلكـــــــل قلـــــــــــــــــب إذا ما حــــــــــب أســـــــــرار***
***وكـــــــــل حب لغير الله ينهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار***