في الصدر حملنــا القرآنـــاعطر وضيـــاءاوآمــــــانا
فأضــــاء لنا وجــه الدنيــا وإلى سر الكـــون هدانـــــا
هذا هو القـــــــــــرآن دستور الهدى فيه الصلاح لطارف وسديد
قـــــــــــــــــــــــرآننا سر النجاة لنا بما يحويه من وعد لنا ووعيد
القرآن بستان العارفين ...و تلاوته كنز ثمين و حفظه بداية طريق العلم ...
** نحاول هنا بعون الله تعالى جمع خلاصة تجارب احد الأخوة في مجال تدريس القران الكريم من خلال كتابة بعض المقتطفات من كتابه الذي الفه لهذا الغرض نسأل الله أن يوفقنا للقول السديد و العمل الصالح الرشيد **
** مقتطفـــــات من المقدمــة**
نقاط مهمة قبل الانطلاق
1 – تعلٌّم تلاوة القرآن الكريم ليُقرأَ كما أُنزِل فرضُ عيَنٍ على كلِّ مسلم مكلَّف ، صغيراً أو كبيراً ، ذكراً أو أُنثى ، أمَّا حِفظُه غَيباً فهو فرضُ كفاية ،إن قام به البعضُ استُحِبَّ في حقِّ الباقين.
2 – ليس الهدف هنا سرد الآيات و الأحاديث الواردة في فضل حِفظِ القرآن أو الكلام عن أحكام و قواعدِ علمِ التجويد فالمكتبةُ الإِسلاميةَ زاخِرةٌ بالكتب التي تناولَت ذلك باستفاضةٍ و تفصيل و إنَّما الهدفُ هنا هو بيان الطريقِ لإعداد أجيالٍ من الحَفظةِ المجودين المتقِنين.
3 – ينبغي العنايةُ بالكَيفِ قَبل الكَمّ فالحُفاظِ المتقنين حفظاً و فَهماً و أداءً و إن قَل عددهم أفضلُ لحاضر المسلمينَ و واقعِ أمرِهم من العددِ الذي يسمى حافظا فقط.
4 – مَن حَفِظَ القرآنَ حَفِظَهُ اللهُ و سدد خُطاه و وفَّقه فيما يُسنَدُ إليه من مَهامٍ و أعمال .
5 – حِفظُ القرآنِ أمرٌ يَسيرٌ على مَن يَسَّره اللهُ عليه من المسلمين على اختلاف لُغاتِهم و ألوانهِم و أجناسِهم
6 – مَدارُ أمرِ تحفيظ القرآن قائمٌ على ثلاثة عناصرَ أ- الوالدان أو أحدهما ب – الابن أو الابنة ج – المعلم او المعلمة
الرســـالة الأولــــى
إلى كل أب عطـــوف و أم حنـــون
كيف تساعدان أبناءكما على حفظ القرآن الكريم ؟
لا شيء أجمل في عين الأبوين من أن يريا أبناءهما و هم يترعرعون على طاعة الله –سبحانه و تعالى – و ذلك يتطلب منهما الكثير من البذل و العطاء فإن الأبناء كالنبتة الصغيرة تحتاج إلى عناية فائقة حتى يشتد عودها و تقوم على ساقها لتعطي ثمارها النافعة في النهاية : فالأرض ينبغي أن تكون خصبة و السقيا لابد أن تكون دائمة و منظمة و الملاحظة و المتابعة يجب أن تكون دؤوبة و واعية مع التحفيز المتعقل و التشجيع الراشد
لذا فإن أعظم ما يقدمه الآباء لأبنائهم لخير دنياهم و آخرتهم أن يأخذوا بأيديهم و يعاونوهم على حفظ كتاب الله تعالى و التخلق بأخلاقه بكل ما يفتح الله به عليهم في سبيل المعاونة و ليس في ذلك نفع للأبناء فحسب بل يتعدى ذلك فضلا من الله و نعمة إلى الأبوين العطوفين الذين كانا سببا في وجود هذه الثلة الخيرة قال الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من قرأ القرآن و عمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بمن عمل بهذا )
أخواني أخواتي ...أبذلوا ما في وسعكم من أجل سعادة أبنائكم الأبدية ... الآباء لا يدخرون جهدا في توفير مقومات الحياة الرغيدة لأبنائهم من غذاء و كساء و تعليم و مكانة و هو أمر يقوم به غالب الناس تقريبا أما تهيئة الأسباب لحفظ شرائع الدين و حفظ القرآن لا يقوم به إلا من اختاره الله و اصطفاه
ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لكل أب مسلم و أم مسلمة أن يساهما في الحفاظ على صرح الإسلام الذي شيده السلف بدمائهم و يمهد لنفسه و أبنائه طريقا للنجاة و الفرار إلى الله و على الآباء أن يتحلوا بالصبر حتى يجنون الثمرة ...
إذا نشأ الأبناء نشأة قرآنية فإنهم سيقومون بإذن الله تعالى بواجب الشكر و العرفان لخالقهم أولا ثم لوالديهم ثانيا و لن ينسوا فضلهما و برهما و لن يملوا من الدعاء لهما لما علموهم من القرآن (( رب أرحمهما كما ربياني صغيرا )) (( ربنا اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب ))
سنعرض لكم معشر الآباء و الأمهات مجموعة من النصائح في رسالتنا لكم بحول الله و قوته .........فانتظرونــــا
في زمن قد لا يكون من الخيـــال أن الجمادات تحرك نفسها نحو العطاء ... و لكن الحقيقة أن المؤمن حي قـــادر على الأبداع و العطـــاء بطـــاقة الخير الكامنة في أعماقه ... ولكن كل ما يحتاجه هو تفجير تلك الطاقات و الأبداعات المدفونة تحت ركام الإهمال و الوهن....... نحو جيل مؤمن مُبدِع