الكثير من الناس كانوا ينتظرون مثل هذا الكتاب لرغبتهم بمعرفة السبب وراء عدم بث قناة الجزيرة مقابلة الشيخ أسامة بن لادن ومقابلة الدكتور أيمن الظواهري، اللتان أجراهما معهما جمال عبد اللطيف إسماعيل في كانون الأول 1998 في أفغانستان، فقد كان أول صحفي يصل إليهما بعد القصف الأمريكي على كل من أفغانستان والسودان. وهؤلاء المتشوقون لمعرفة ما كان في المقابلتين ولماذا لم تبثهما الجزيرة، لا يعلمون بالطبع لماذا اختارت الجزيرة ذلك التوقيت في حزيران من عام 1999، وبعد قرابة نصف عام على المقابلة، لبث برنامجها الذي سمته (تدمير القاعدة!!).
لهذا كله ولأسباب أخرى وانطلاقاً من قناعته، كصحفي رائد، بأن من حق شعبه عليه إخباره الحقيقة في وقتها، لتجنبه الانخداع من أي جهة كانت، ومن هذا الباب وإيضاحاً لما يرى أنه حق؛ كتب الصحفي والمراسل السابق لقناة الجزيرة في باكستان وأفغانستان وكشمير جمال عبد اللطيف إسماعيل هذا الكتاب الذي يمثل جزءاً من شهادة على واقع عايشه، وتجارب مرّ بها، وهي لم تكن البداية، وبالتالي ليست هي نهاية المطاف، لكنها منعطفات مر بها، وقام بتسطيرها قبل أن يطويها النسيان، ويقدمها على هذه الصفحات شهادة يتحمل مسؤوليتها. حيث قام بإدراج النص الكامل للمقابلة التي عملت إدارة قناة الجزيرة الفضائية عامدة وبالتنسيق مع جهات خارجية على طمسها، (وباعت جزءا منها لمحطات أمريكية كما قال مدير الجزيرة في مقابلة صحفية معه بمئات الآلاف من الدولارات، لم يذهب عشرها إلى رصيد المحطة كما قال مسؤولون ماليون في الجزيرة!!) لتحرم المشاهد العربي من رؤية وسماع كلام موجه له أصلاً، ويتعلق بأحواله ومصيره وما يراد له. وقد قسم جمال عبد اللطيف إسماعيل مقابلاته هذه إلى عناوين فرعية انتزعها من كلام أصحابها، وذلك تسهيلاً على القارئ لمعرفة محتويات هذه المقابلات حسب مواضيعها. جاعلاً فصول الكتاب متسلسلة حسب الواقع الزمني وتسلسل الأحداث فيها. وفيما يلي عناوين هذه الفصول متتابعة: محاولات الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري لابتزاز الحكومة المصرية. المحاولة الثانية لمقابلة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. المحاولة الثالثة بعد القصف الأمريكي على أفغانستان، محاولات جديدة للجزيرة لابتزاز مصر، كيفية الوصول إلى أسامة بن لادن في أفغانستان، نص المقابلة مع أسامة بن لادن، اللقاء مع الدكتور أيمن الظواهري، نص المقابلة، ما بعد المقابلتين، اختفاء أسامة بن لادن في أفغانستان، برنامج الجزيرة: تدمير القاعدة! محاولات الهجوم على أفغانستان في أغسطس 1999، قرار الإبعاد من باكستان