أورام الرحم الليفية
تعاني 30٪ من النساء تقريباً فوق سن الخمس وثلاثون سنة من أورام ليفية تصيب الرحم وعنق الرحم في أماكن مختلفة، وبالرغم من أن سبب ظهور هذه الأورام غير معروف إلا أنها تكثر لدى النساء اللواتي يتزوجن في سن متأخرة أو اللاتى تأخر حدوث الحمل لديهن، وهي تبدو كمحاولة من الرحم للتضخم والانتفاخ لأداء وظيفته الطبيعية والتي فشلت أن تحدث بنفسها وهي حدوث حمل، هذه الأورام عبارة عن ورم صغير يتكون من ألياف يتراوح حـجمها بـين حجم حبة الحمص من 1-2مم وتنمو أحياناً كحبة واحدة وتصبح ورماً واحداً كبيراً أو أورام متعددة، وتصل هذه الأورام إلى أحجام كبيرة للغاية قد تماثل حجم رأس الجنين وأحياناً تملأ حوض وتجويف بطن المرأة بأكمله.
إذا أصابت هذه الأورام الجدار الخارجي للرحم فإنها لا تسبب أي مضاعفات إلا إذا تضخمت بشكل كبير ، أما إذا أصابت التجويف الداخلي فإنها قد تسبب عدم حدوث وتكرار الإجهاض أو الولادة المبكرة نتيجة لضيق تجويف الرحم
إذا كان الورم الليفي موجود في أسفل الرحم فقد يحول دون حدوث ولادة طبيعية، مما يستدعي قيام الطبيب بإجراء عملية قيصرية لإخراج الطفل، وفي حالة وجود الورم في جدار الرحم فقد يضعف من تقلصات الرحم أثناء الولادة.
مما يجعلها غير متناسقة، وهذا ينعكس بدوره على طول فترة الولادة التي قد يليها حدوث نزيف حاد قد يستدعي في بعض الأحيان التدخل الجراحي أو نقل دم للمريضة، لأن الورم الليفي يحول دون تقلص وانكماش الرحم بعد الولادة.
بالإضافة إلى التأثير على القدرة الإنجابية تسبب هذه الأورام أعراض أخرى مثل آلام في أسفل البطن والظهر (خاصة إذا بدأت بالضغط على أسفل العمود الفقري)، أو قد تسبب رغبة كبيرة ومستمرة في التبول إذا ضغطت على المثانة كما أنها تسبب اضطرابات بالدورة ونزيفاً شديداً أحياناً نتيجة تضخم حجم الرحم ورغم كل ما ورد ذكره إلا أن هذه الأورام فى كثير من الأحوال لا تسبب أية أعراض ومن النادر أن تتحول إلى أورام سرطانية.
التشخيص
يتم تشخيص الأورام الليفية بسهولة إما بالفحص الإكلينيكى بالعيادة أو عن طريق فحص الموجات الصوتية.
العـلاج
فى حالة اكتشاف الطبيب لورم ليفي غير كبير لدى مريضة لا تعاني من أية أعراض أخرى فلا يقوم بتقديم أي علاج حيث أن هذه الأورام لا تؤدي إلى أية مضاعفات في أغلب الأحوال، خاصة إذا كانت المريضة قريبة من فترة انقطاع الطمث (سن اليأس) لأن انقطاع الطمث في حد ذاته يؤدي إلى انكماش الرحم والورم الليفي على السواء.
هناك بعض العقاقير تعطى بالفم يومياً مثل (الدانازول) أو الإبر وتؤخذ بصفة دورية مرة كل 28 يوماً وهي مضادة لمحرضات هرمونات موجهة القند تؤدي إلى توقف نشاط الغدة النخامية تماماً خلال فترة العلاج، ومن ثم توقف الدورة وتؤدي لانكماش الورم الليفي والرحم نتيجة إيقاف نشاط المبايض مؤقتاً، وهذا العلاج يحاكى تأثير فترة انقطاع الطمث على الرحم إلا أنها تكون فترة مؤقتة حيث أنه يتوقع بعد فترة من توقف العلاج أن يعود الرحم والأورام الليفية إلى سابق حجمها نتيجة عودة المبايض لنشاطها الطبيعي.
إذا كان الورم الليفى ممتد إلى تجويف الرحم عندها علينا استئصاله بمنظار الرحم الذى يوضع عن طريق عنق الرحم، أما إذا كبر الورم الليفى بشكل كبير وطرده الرحم خارج تجويفه إلى المهبل فيمكن إزالته مهبلياً بسهولة.
إذا فشلت كل الوسائل السابقة أو بدأت المريضة تشكو من أعراض جانبية كثيرة أو من تأخر الإنجاب، فأنه يتم إجراء جراحة لاستئصال الأورام الليفية بغض النظر عن حجمها وعددها ومكانها. يفضل اتخاذ إحتياطات خاصة لتخفيض نسبة النزيف في وقت العملية، وحتى لا يحتاج الطبيب إلى نقل دم للمريضة بعد العملية، ومن هذه الوسائل إعطاء العلاج السابق ذكره مثل الحبوب أو الإبر لمدة شهرين قبل العملية لإيقاف الدورة وكذلك استعمال بعض التقنيات الجراحية في وقت إجراء العملية مثل إجراؤها باستخدام الليزر.
إذا نمت الأورام الليفية على سطح الرحم الخارجي أو بالجدار نفسه فمن الممكن استئصالها أو كيها عن طريق منظار البطن.