الحجاب عند الفتيات الصغيرات
نسيبة فريجات
الحجاب إحدى القضايا المهمة اليوم في عالم العولمة والمودة، وخاصة عند بناتنا الصغيرات حديثات السن، فكثيرا منهن يرتدينه وبشكل مميز يزيدهن عفة وبراءة ويصبح لهن خلقا وعبادة ملازمة يصطحبهن في كبرهن ويرجون من ورائه الثواب عند الله تعالى.
فمن الطبيعي أن تميل البنت لأنواع عديدة من الألبسة التي تروج اليوم في الأسواق، وهذا بحكم الواقع الموجود،
ولكن دور الوالدين في التربية وإقناع البنت بالحجاب، يجعلها ومن صغرها تميل إلى لبس الحجاب بل وتفرح به بحكم ثقتها بوالديها ورغبتها في طاعتهم والاقتداء بهم وامتثال توجيهاتهم ونصائحهم.
والأم بالخصوص تلعب دورا كبيرا ومهما في حياة البنت لا سيما في بيان فضل الحجاب، ودوره في صيانة المرأة، وأنه تكريم من الله تعالى للمرأة، متخذة أساليب محفزة ومرغبة حسب سن البنت ومحاولة بيان حكمة الله تعالى في ذلك، حيث يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الأحزاب:59.
فهذه الآية من أمر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر زوجاته وبناته بالحجاب ثم يضيف الله تعالى إليهن نساء المؤمنين ويبين للبنت هذا الشرف العظيم الذي خص الله النساء به وهو مساواتهن بالأمر مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب، ويوضح للبنت حكمة الله تعالى في هذا الأمر حيث أن ذلك صيانة لها لأن التي لا تحتجب ربما يظن أنها غير عفيفة فيتعرض لها من في قلبه مرض وربما استهين بها فالاحتجاب مانع لمطامع الطامعين بها.
وحتى تسهل عملية الحجاب في تعويد البنات عليه نركز على البنت الأولى، لأنها ستكون القدوة لمن يأتي بعدها من البنات، وتكون سندا لأبويها في مجال التربية خاصة عند كبرهما، وكثرة مشاغلهما.
ولعل البعض يرفض ارتداء الفتاة الصغيرة الحجاب بحكم صغر سنها، إلا أن الأصل في تعليم الأبناء وإن كانوا غير مكلفين هو تدريبهم، وهذا هو منهج الإسلام مع النشء، ولهذا نجد النبي عليه الصلاة والسلام يعلم الغلام الصغير الذي كانت تطيش يده في القصعة بأن يتعود الأكل والشرب باليد اليمنى.
فالإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم؛ كما هو الحال عند الصلاة فالرسول صلى الله عليه وسلم لأمر بأن نعلم أبناءنا الصلاة وندربهم عليا في سن السابعة ونضربهم عليها في العاشرة، وذلك قبل بلوغهم سن التكليف؛ وقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة من بين العبادات لكونها عماد الدين.. وهكذا نقيس كل العبادات والفرائض والآداب والأخلاق، والحجاب –كالصلاة- فريضة على المسلمة، بأمر صريح من الله ورسوله .
ولاشك أن الإسلام يسعى من وراء هذا لترغيب بناتنا منذ الصغر في الحجاب حتى يصير لهن خلقا محبوبا وعادة مألوفة وحسنة، لأننا لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشأن دون حزم أو توجيه، فسوف يعتدن هذا ثم يُفاجأن -حين يصلن لسن التكليف- بمن يأمرهن بالحجاب، فتكون كالصدمة بالنسبة لهن، مما يؤدي لصعوبة الأمر عليهن وعدم قدرتهن على تنفيذ هذا الأمر؛ بينما لو علمناهن حبّ الحجاب والاقتناع به منذ الصغر لطلبن ارتداءه من تلقاء أنفسهن.
وننبه في الأخير على خطأ بعض الأمهات حيث يقمن بشراء الملابس غير الساترة أو المتبرجة لبناتهن، بحجة أنهن لا يزلن صغيرات وعلينا أن نتركهن يتمتعن بحياتهن، ولكن المشكلة أن في ذلك تعويد لهن على ذلك ويصعب الفطام منه بعد ذلك، كما أن الحياء لا يتجزأ ولا يرتبط بمكان أو زمان، فتعليم البنت الحياء يجب أن يكون من الصغر وهو أهم أخلاق الإسلام وأهم خلق للمرأة، لذلك لابد من تعليمهن الحياء حتى يرقى فكرهن وتتنوع خبراتهن، وتتسع مداركهن، وتنمو قدراتهن على التأمل والتخيل، وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربهن، فعلى كل الأم أن تتذكر أنها تربِّي ضميرًا وتعالج موضوعًا إذا لم يُعالج في هذه المرحلة فالله سبحانه وحده الذي يعلم إلى أين سينتهي، فلا مناص من الصبر وحسن التوكل على الله و جميل الثقة به سبحانه. ومنه يجب علينا التدرج في تعليمهن الحجاب بشراء الملابس المعتدلة الساترة والمحتشمة ليكون الحجاب سهلاً فيما بعد إن شاء الله تعالى.
موضوع: الحجاب عند الفتيات الصغيرات 
8/3/2011, 18:05
