رأيتُّها و لم أستّطع أن اسألَها ؟!
كنتُ جالساً في زاويتّي التّعيسة صباحَ هذّا اليوم .. و أستمعُ الى أنينِ أنغامُ الحزنِ المتجدّد التي تبثُها دقاتُ قلبي مع إشراقةِ شمس كلِّ يومٍ جديد .. معلنّةً أنّ يوماً آخر قد بدأ من الحزنّ و العتّب .. و الذّكرى التي لم أستطع أن أدفّنَها حتى هذه اللحظة قد تجدّدت بنفسٍ جديد .
هجّرتُ زاويتي و قررتُ الذهابَ في رحلةٍ مع ذاتّي , أعاتّبُ بِها نّفسي مع أنّها لا تستحق مني أيّ عِتاب , أتذكرُ بها الماضي التعيس الذي لم يُنتسى منذُ شهرِ آب , فتّحلّقُ رُوحّي في كلِ ليلةٍ فوقَ سورِ بيتّها و تطلبُ منها رؤيتّها , و لكن تعودُ رُوحّي دونَ جدّوى بعد خيبةِ أمّل .
في الطريق لم أكن أعلمُ أنّ القّدرَ سيجمعُني بِها من جّديد , نعم جَمعني القدرُ للأسف للحظاتٍ بل هي ثواني أو ربما هي ثانيّة أو جزءٌ منها , لم يكن لديّ الوقتُ الكافي للمعاتبة و العتّاب و المُسائّلة و السؤال , فكنتُ أسير بسرعةٍ جنونيةٍ , لم أتحكم وقتّها بالفرامّل و لم أستّطع أن أتوقّف للحظات .
يا قدّري جمعتّني بِها و لم تسمّح لي أن أ قول لها لماذا يا حبيبتي هجرتّي من أحبكِ في يومٍ من الأيام أكثرُ من روحهِ , سؤالي موجهٌ لكِ مع أنني واثقٌ أنكِ لن تّقرأي ما أكتّبه لكِ , و لكنّ رُوحّي تخاطبكِّ و تقول لكِ ما هي جريمتّي في حبّي لكِ .
كنت متوجّهاً شرقاً بسرعةٍ جنونيّة , و هي كانت متوجهه غرباً بسرعةِ سنّةٍ ضوئيّة , لم أستّطع أن أتمتعَ برؤيتّها و لا حتى بنظراتّها , فوكّلتُ رُوحّي مهمّة أن تلحقّ بِِها و تُحاولَ إقناعِها بأنّ طريقها في الإتجاه الخاطىء , و أنّها تسير في الإتجاه المعاكس لقلبّي .
عادت رُوحّي بعدّ تفكيرٍ طويلٍ تخاطبُ قلبّي و تّقول لهُ إعقل يا ولدّي .. فهي لم تّكن تّحِبُّكَ في يومٍ من الأيّام بّل كانت تخدّعكَّ و توهمكَّ بشيء ليس له أيُّ وجود .. فأجابَ قلبّي صارخاً غاضباً رغمّ جرحهِ العميق الغميق لا يا روُحّي أنتي تكذّبين و تجرّحين دون أن تعي ماذا تفعلّين !
فأجابت رُوحّي و هيّ متّوتّرةً و بلغةٍ حادة أنا أخاطّبكَّ بعقلّك و أنتّ تخاطبني بدقاتِ قلبّك , فأجابَ قلبّي إنّي أحبّها يا مجنونّة , فتّدخلَ عقلي بعد حين و قال دونّ أيّ تفكير أنا أفكّر بِها منذ آب , فردّت رُوحّي على قلبّي و عقلي تباً لكم كيف أسكّن مع هذه الأعضاء البلهاء .
--------------------