الوطن المعجزة
ليس ذاك المكان الذي يسكن به الفرد وله حق التجول به بحرية والذي تفصل بينه وبين مكان آخر الحدود والحواجز والصراعات فقط ، وليس هو ذاك المكان الذي ننتظر منه كل شيء من أتفه الأمور إلى أهمها ، وليس هو ذاك الشيء الذي يمكن التفريط به بسهولة .
معاني كبيرة وأحاسيس مختلفة وشعور بالانتماء وسيادة محترمة وتضحية منقطعة النظير ومثال للأمة.
ليس ذاك الشيء الذي نعرفه خلال مباريات كرة القدم وسهرات الفن وعند سماع النشيد في بداية إطلاق بث القنوات وفي كل ليلة عند نهايتها .
الوطن شعور بالمسؤولية ورغبة في النجاح وإعطاء بلا انتظار ، مضامين كبرى تغذيها معاني متغلغلة بالفرد ، هو التفكير قبل أي عمل ورؤية الأمور بعين الرقي .
فعندما يكتب الصحفي المقال فإنه يكتبه لغرض واحد وهو رضا الله والذي يدخل فيه إصلاح ، وعندما يقوم طبيب بعلاج المرضى أو برلماني بتمثيل الناس أو شرطي بمراقبة المرور ….كل القطاعات تخضع لنفس المنطق وكل الأمور ترى من نفس الزاوية فقط أما بدون ذلك فإننا لن ننجح أبدا..
ليس فقط شباب يسب من أجل وظيفة منحها له الدستور ولكنه أيضا سؤال مطروح على ذاك الشاب ماذا قدمت أنت لهذا الوطن ؟ إن منطق الأخذ بدون عطاء والانتظار بدون عمل هو سبب تخلفنا والتفكير بمنظور العالة هو مشكل شبابنا وليس هذا دفاعا عن الحكومة التي بدورها تحتاج لموقف وطني إذا أرادت الحل ولكن هو واقع لا يقبل النقاش فكم هائل من الشباب بدأ بميزانية صغيرة ومجهودات كثيرة رافعا شعار واستطاع الوصول إلى مستوى يحسد عليه .
حلم يرفعه المرء منذ ولادته ويجب أن يكون في مستواه وحلم يراه أي أحد في صورة أحسن مما هو عليه الآن، لا يوجد بالعالم بأكمله شعب يسب وطنه بالقدر الذي شتم به الوطن ، ولا يوجد بالعالم وطن أعطى ويعطي لشعبه أكثر مما أعطى الأردن لملاينه الخمسة وزد على ذلك ميلونا عامل من دول شقيقة وصديقة ولكن العيب ليس بالوطن هو بنا نحن ، العيب في النهب المنظم للخيرات التي تجود بها الأرض الأردنية,العيب في عقلية لم تربى جيدا على مضامين تربوية والشعارات التي تمنح الشعور بالانتماء والاستعداد للتضحية فحتى بالرياضة ففرق كبير بين اليوم والأمس فعندما يقوم لاعب برفض تلبية وطنه لحمل القميص أو عندما يقوم آخر بتلبية النداء والظهور بمظهر مضحك عنوانه البارز الأخذ لا العطاء أو العطاء بأنانية وعدم اللعب بروح قتالية فإنه لا يسعنا إلا أن نقول الله على الدنيا وللوطن رب يحميه .
مشاكل بالجملة وفشل وفساد بكل القطاعات ببلدنا ،اما بلاد الغرب التي يرفعون آراء الضمير ويطبقونها وينهجون سياسة النجاح وينجحون بها أما عندنا فلاشيء يذكر سوى التقليد لسبب واحد فقط وهو عدم التشبع.
عندما يفكر كل واحد بصورة أحادية الجانب …فهذا هو أكثر مصيبة نتخبط بها ، البعض يرى في بلقنة الوطن نجاحا بينما هو كارثة بما تحمله الكلمة من معنى لا يقبل التجزيء ، فقط يلزمنا التشبث به لأنه يبادلنا نفس المشاعر ، الاردن يحتاج اليوم لمعاني الانتماء وصور التنمية أكثر من أي وقت آخر، فلنكن جميعا أوفياء له ولنساهم كلنا في الدفاع عنه لأنه محاط بهمجية الحسد .
ودائما أردننا عصي على من باع وطنه ولهث وراء المصالح الشخصية .