اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الزواج واخطوبه وكسوة العروس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خالد الرواضيه

avatar



الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Empty
مُساهمةموضوع: الزواج واخطوبه وكسوة العروس    الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Icon-new-badge2/3/2011, 12:13


الزواج والخطوبة وكسوة العروس في منطقة النقب جنوب فلسطين ( بئر السبع )



بقلم: صالح زيادنة


الزواج: أنواعـه وعاداتـه في منطقة النقب المجتمع العربي في النقب هو مجتمع محافظ، له عاداته وتقاليده الاجتماعية المتوارثة، وله طرقه الخاصة في التعامل مع هذه المواضيع، ومن بينها موضوع الزواج والذي هو من أكثرها حساسية نظراً لتعلقه بموضوع العِرْض والشرف والكرامة والتي يضعها الرجل البدويّ فوق كل القيم والاعتبارات، وحتى ربما فوق الحياة نفسها.

ونظراً للعُزلة التي تفرضها البيئة الصحراوية على حياة الناس وظروف معيشتهم، نجد أن موضوع الزواج كان يدور في نطاق العائلة والقبيلة، ولا يتعداهما إلا في القليل النادر، وكانت الطرق التي يتم بها تزويج الأبناء، أو يتم بها الزواج بشكل عام تتلاءم مع بيئة البدويّ وحياته في الصحراء. وإن كانت تجري في مجملها بالطرق الإسلامية الصحيحة على سنة الله ورسوله.

والزواج اصطلاحاً:
هو ذلك الرباط الشرعيّ المقدس الذي يربط بين الرجل والمرأة ليقترنا ويكونا زوجين، وهو عقد شريف مبارك شرعه الله سبحانه وتعالى ليحفظ به الذرية والنسل، ويعفّ من خلاله الناس عما حرّم الله. وفيه هدوء للنفس، ونشر للفضيلة، وبقاء للنوع، وحفاظ على النسب، وفي القرآن الكريم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [ الروم: 21].
وفي آية أخرى:" وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " [النحل:72 ].

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة المسلمة "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه مسلم (1467).


الزواج في اللغة : هو اقتران الرجل بالمرأة بمراسيم شرعية دينية. وفي لسان العرب؛ مادة زوج: الزَّوْجُ: هو الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ. وزَوَّجَ الشيءَ بالشيء، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين؛ أَي قرناهم، وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج.

والزوج: الاثنان. وعنده زَوْجَا حمام؛ يعني ذكراً وأُنثى. وزوج المرأَة: بعلها. وزوج الرجل: امرأَته؛ والرجل زوج المرأَة، وهي زوجه وزوجته وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان.

والزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، وقال تعالى: وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج، قال ابن سيده: ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى. وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين.

ونحن نتناول موضوع الزواج هنا من الناحية التراثية وليس من باب البحث العلمي الشامل، حتى لا نخرج عن المسار الذي رسمناه لأنفسنا لبحث عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الشعبية. ولذلك نريد أن نركّز هنا على الطرق المتبعة والتي يتم من خلالها أو ضمن إطارها إجراء مراسيم الزواج وهي تتلخص في الطرق التالية:



الزواج الاعتيادي :

وهو الزواج الذي يتقدّم فيه رجلٌ لطلب يد فتاة أو امرأة من أهلها، وهذا النوع من الزواج هو الأكثر انتشاراً بين الناس، وهو النوع السائد في مجتمعنا، حيث تأخذ المراسيم الشرعية مكانها فيه من عقدٍ شرعيّ حسب الدين الإسلامي الحنيف. وتجري المراسيم بأن يتقدّم أهل العريس ووجهاءٌ من قومه لوالد العروس وأهلها، ويطلبون يدها، وإذا تمت الموافقة يقرأون الفاتحة ويتفقون على المهر وربما على بعض الشروط التي يطلبها أهل العروس، وكذلك على يوم الزفاف أو "يوم الأخذ" كما يسمونه ثم تتم المباركة بقولهم:" مبروك.. إن شاء الله يكون كعبها أخضر عليكم ويكون منها الذرا والذرية ". وعندما يعود أهل العريس إلى بيوتهم ويُخبرون بما تم من أمر الخطوبة تبدأ النساء بالزغاريد والمباركة، وتتوافد النساء يباركن لأم العريس وكذلك الشباب يباركون للعريس بهذه المناسبة السارة.

وهذا الزواج يتم فيه كما هو معلوم زواج شاب وفتاة، أو رجل وامرأة ويكون مبني على شخصين فقط لا يتعداهما.

زواج البَدَل:

هو زواجٌ يتمُّ خلاله تزويج أربعة أشخاص، أثنين من الذكور واثنتين من الإناث، وهذا النوع من الزواج منتشر في مجتمعنا بشكل كبير، وإن كان في السنوات الأخيرة قد أخذ طابعاً بفضل الوعي الديني يتلاءم بشكل أو بآخر مع روح العصر. وذلك من خلال عدم ربط أي طرف من الزواجين بالطرف الآخر فيما لو حدثت مشاكل مستقبلية بين طرف من الأطراف فلا يكون ذلك على حساب الطرف الآخر الذي قد يكون يعيش في تفاهم ووفاق، ويتم الاتفاق بهذا الخصوص بين الجانبين بحضور المأذون الشرعي الذي غالباً ما يسجل ذلك الاتفاق ضمن الشروط الموجودة في وثيقة الزواج.

وزواج البَدَل يحدث إذا كان لأحد العائلات ابن وابنة ( ولد وبنت ) في سنّ الزواج، فإن الأب يبحث عن عائلة تناسبهم من حيث الحَسَب والنَّسَب إن كان من أبناء حمولته المقربين أو من أي عائلة أخرى يكون بينهم نَسَب سابق، أي تكون مَنْسَبَاً لهم كما يقولون.

ويتم الاتفاق بين الطرفين على المُبَادلة حيث يُزوج كلّ أب من الطرفين ابنته لابن الرجل الآخر شريطة أن لا تكون هناك ممانعة من أحد الأبناء أو البنات، لأن الزواج يكون بالرضى والاتفاق ولا يُفرض فرضاً على أحد من الأبناء، حتى يبنى على التفاهم والوفاق منذ البداية.

والهدف من زواج البَدَل هو تزويج البنت قبل الولد لأن الولد يمكن أن نبحث له عن زوجة متى شئنا، أما البنت فالوضع يختلف ولا يمكن أن نبحث لها عن عريس لأن:" اللي بيدَلِّل على بضاعته بتبور "، ويقولون كذلك:"دوِّر لبنتك قبل ما تدَوِّر لولدك "، لأن الزواج يصون العِرض ويحمي الشرف ويحفظ الكرامة والعفّة وماء الوجه، وعِرض الإنسان كالزجاج إذا انكسر يصعب جبره وإصلاحه والمثل الشعبي يقول:" العِرض ما بينحمى بالسيف"، فالزواج يحفظ للمرأة شرفها وعفتها كما ذكرنا، ولذلك يكون للصهر أو " النسيب " احترامه وقيمته، لأنه يستر الوليّة ويقولون:" النبي فَرَش عباءته لنسيبه ".

أما إذا كبرت الفتاة عند أهلها وفاتها قطار الزواج فإن القلق يأخذ مجراه من نفس والدها، وربما تسأله والدتها لماذا لا يُدبِّر لها زواجاً فيجيبها متذمراً:" ماذا تريدين مني، هل أمسكها من يدها وأُدَلِّل عليها في السوق. وترد الوالدة بقولها وكأنها تعزي نفسها:" بيجيها ابن الحلال، وتضيف متمثلة بالمثل الشعبي:" خَلِّي السمن في جراره لما تجيك أسعاره"، دلالة على عدم الاستعجال لأن:" اللي بتصبر بتنول"، أي تنال منيتها ومبتغاها بفضل تحملها وصبرها.

أما إذا أغلقت جميع الطريق في وجه الفتاة ولم يتقدم أحد من الناس لطلب يدها، أو إذا لم يكن لها أخ يبدِّل بها فغالباً ما يلجأ والدها لطريقة ربما لا يجد غيرها في تلك الظروف وهي أن يقوم هو بالتبديل بها، ويزوجها لرجل متزوج في مثل سنه فتكون تنتظرها ضُرّة لا تتفق معها في كثير من الأحيان وتعيش في ظل تلك الظروف مهما كانت قاسية، بينما يتزوج هو ابنة ذلك الرجل حتى لو لم تكن لديه رغبة في الزواج.

أما إذا أبعد قطار الزواج كثيراً عن الفتاة، فإنها تجد في كثير من الأحيان من يتقدم لطلب يدها ولكنه لا يكون شاباً بل يكون كهلاً في متوسط العمر، ويتزوجها على ضرة، أو ربما يتزوجها أحدهم إذا مرضت زوجته وطال مرضها أو إذا توفيت في بعض الحالات، لتعمّر له تلك الزوجة بيته وتقوم برعاية شؤونه وشؤون أولاده.

ومن هنا نرى أن الناس في مجتمعنا لجأوا إلى طريقة زواج البَدَل للأسباب المذكورة وربما نضيف أيضاً بأن بعض العائلات المستورة ربما تلجأ لذلك ليكون لديها متسع من الوقت تشتري خلاله المصوغات والملابس وكل متطلبات العروس، وكذلك يلجأ إليه البعض لحجز فتاة معينة حتى لا يتقدم أحد لطلب يدها ويغلقون بذلك الطريق أمام الخاطبين.

وقد يكون البَدَل بين جيلين متفاوتين، أي أن يزوج الرجل ابنه من فتاة في جيله مثلاً على أن يزوج ابنته الصغيرة لابنهم بعد عام أو عامين أو أكثر، وإذا لم يوفَّق الزواج الثاني لسبب من الأسباب كرفض الابن أو الفتاة، أو وفاة أحدهما أو غيره من الأسباب، فإنَّ الأب يدفع مهراً لوالد العروس في مثل هذه الحالة.

ولا بد أن نشير أن زواج البَدَل كثيراً ما تحدث به المشاكل والخلافات، فقد يتخاصم أحدهم مع امرأته فيطردها أو يطلقها، فيضطر الثاني الذي يعيش في وفاق مع امرأته أن يقابله بمثل صنيعه، وإن لم يفعل فإن الأول الذي طرد زوجته يستدعي أخته ويحجزها عنده حتى تنتهي المشكلة إما بعودة النساء إلى بيوتهن وإما بطلاقهن ولذلك نجدهم يقولون:" البَدَل قلة عَدَل "، أي قلة عَدْل وإنصاف.

زواج المثالثة:


هي طريقة يُزَوَّج بواسطتها ستة أشخاص ثلاثة من الذكور وثلاث من الإناث، حيث أن البدل يكفل زواج أربعة أشخاص، ولكن في حالة وجود شخص ثالث له أخت ولكن ليس له من يقابله ليتبادل معه، فإنهم يقومون بهذه الطريقة حتى يتسنى لهم تزويجهم جميعاً، وإذا لم يقوموا بها فإن ذلك الشخص يظل بلا زواج.

ولكي نسهِّل الأمر نقول: إن سعيد لديه أخت تدعى "سلمى"، وعبد الله لديه أخت تدعى "فضة"، وحسان لديه أخت تدعى "فاطمة" فيتم الزواج بالطريقة التالية:

سعيد يعطي أخته " سلمى " زوجة لحسان، وحسان مقابل ذلك يعطي أخته "فاطمة" زوجة لعبد الله، وعبد الله يعطي أخته "فضة" زوجة لسعيد.

وكانوا يستعملون هذه الطريقة من البدل لقلة البنات، حيث كانت نسبة المواليد من الإناث أقل من نسبة الذكور في تلك الفترة، وكان انتشار الأمراض والأوبئة كالحصبة والجدري يحصد أرواح الكثيرين في ظل التمسك بالعادات التي لم تكن تعرف الطب أو العلاج وتعتمد على الرقى والحُجب وبعض الأعشاب والخرز من الحصى وغيره. كذلك فإن المجتمع الصحراوي كان مجتمعاً منغلقاً على نفسه، لا يختلط بأهل القرى، أو بأهل المدن إلا فيما ندر، وحتى القبائل البدوية نفسها لم يكن من عادتها الاختلاط بعضها ببعض فنشأت من جراء ذلك مثل هذه الصعوبات، وقد ظننت باديء الأمر بأن هذه العادة قد انقضت فأخبرني أحدهم بأن فلاناً زوّج ابنه في العام الماضي بهذه الطريقة وقد حضرت بالفعل عرس هؤلاء الشباب ولكنني لم أكن أعرف بأنهم تزوجوا بهذه الطريقة.



زواج الغُرَّة :
ليست هذه طريقة من طرق الزواج، ولكنها حالة كان يُلجأ لها للصلح في حالة وقوع شرِّ ودم بين قبيلتين. وبدلاً من أن يثأر أهل القتيل لدم ابنهم المقتول، فإنهم يطلبون من غرمائهم أن يعطونهم فتاة يزوجونها لأحد أبنائهم لتنجب لهم ولداً مكان ابنهم القتيل.

ويتفق أهل الفتاة على ذلك من أجل الصلح وإنهاء الخلاف وحقناً للدماء بين الطرفين، ويزوجونهم فتاة من فتياتهم زواجاً صحيحاً من حيث المراسيم، ولكنه يكون دون رغبة الفتاة التي يُفرض عليها هذا الزواج فرضاً ولا تستطيع الرفض خوفاً من تعرض أهلها وإخوانها للانتقام أو القتل في حالة استمرار الشرّ بين الطرفين.

وبعد أن تنجب تلك المرأة ابناً ذكراً وترضعه وتربيه حتى يصبح يستطيع المشي على قدميه، تمسكه من يده وتأخذه إلى أهل زوجها وتقول لهم:" ها قد أنجبت لكم ولداً مكان ابنكم"، وبذلك يكون قد تحقق الشرط. ويمكنها بعد ذلك أن تغادر بيتها وتعود إلى أهلها، أو أن تستمر في حياتها الزوجية إذا كانت راضية عنها.

وكثيراً ما تتعرض تلك المرأة " الغُرَّة " في ظل تلك الظروف إلى الإهانة والإذلال وسماع ما لا يسرها من الكلام جراء ما فعل أهلها مع تلك العائلة، ولكنها كانت تتحمل وتصبر لأنه ليس أمامها إلا الصبر، وهي هنا تعاقب بذنب لم تقترفه، وهذه العادة ليست من الإسلام في شيء بل هي من مخلفات الجاهلية، وقد بطلت قبل سنوات طويلة، وكانت موجودة حتى العقود الأولى من القرن الفائت.

وسمعت أمي ذات مرة تتشاجر مع أبي وهي تقول له بحنق:" أنا ماني غُرَّة عندك "، أي أنا لست غرة عندك حتى تقسو عليّ وتعاملني بهذه الطريقة.

وهذا يدلّ على أن الغرة كانت تُعامل بقسوة وفظاظة لأنها أُخذت كنوع من متاع الصلح ولم تؤخذ بطريقة الزواج الشرعي الصحيح.

وقد سألت أحد الشيوخ عن زواج الغُرَّة زيادة في التأكد فشرح لي مثلما ذكرت وزاد:" مسكينة كانت تتحمل كثيراً ".

وبهذا نكون قد أتينا على بعض الجوانب المهمة من هذا الموضوع، ونأمل أن تجد لديكم الرضى والقبول، ونسأل الله أن يسدد خطانا ويوفقنا لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.



الخطوبة.. ضمن نطاق العائلة وخارجها

تحدثنا في المقال السابق عن طرق الزواج وأنواعها، ونريد أن نتحدث في هذا المقال عن الخطوبة وطلب يد الفتاة أو المرأة من أهلها.

فالخطوبة في اللغة :
هي طلب يد الفتاة من أهلها للزواج، وفترة الخطوبة هي تلك الفترة التي تسبق الزواج، والتي يتم خلالها طلب يد الفتاة من أهلها، والاتفاق على المهر ومشتقاته وكتابة العقد الشرعي الصحيح، وكلّ ما يتعلق بأمور الزواج.
وقد تطول فترة الخطوبة أو تقصر، ولكنها تظلّ في مجتمعنا تحمل معنى واحداً هو عدم خروج المخطوبَيْن معاً إلا بعد الزواج، وهذا الكلام لا ينطبق على العصر الذي نعيش فيه والذي بلغ فيه الناس شأواً بعيداً في تقليد مساوئ الغرب وحضارتهم الفاسدة.

وفترة الخطوبة إذا كانت قصيرة تكون أفضل لأنها إذا طالت يدخلها الحسد والفتنة، وتُروَّج فيها الشائعات الكاذبة التي تهدف لفسخ الخطوبة والتفريق بين الطرفين، ناهيك عما يُروَّج في مجتمعنا من أعمال السحر والشعوذة، وهي وإن كانت أعمالاً باطلة إلا أنها تترك أثراً سيئاً في نفس الخطيبين.

والخطوبة في مجتمعنا تسير وفق معيارين مختلفين، فأما المعيار الأول فهو خطوبة الفتاة ضمن نطاق العائلة والقبيلة، بينما يتركّز القسم الثاني حول خطوبة الفتاة خارج نطاق عائلتها وقبيلتها، وهو لا يقلّ عن الأول من حيث الانتشار والأهمية.

وتبدأ حلقة الخطوبة من أبناء العمومة، ثم تتسع الدائرة لتصل إلى الأقارب الأكثر بعداً، فإذا كان الخاطب من أبناء عمومة الفتاة فهو بطبيعة الحال يكون على معرفة جيدة بها لأنه ربما يكون قد تربّى معها في نفس البيئة والمكان ، وهو ليس بحاجة لمن ينقل له أوصافها أو يشرح له عن أهلها وهنا يتم طلب يدها وخطوبتها بشكل عائليّ ودون كثير من المقدمات.

وزواج الفتاة من ابن عمها من الأمور المسلَّم بها في مجتمعنا، حتى أنه انطبع في ذاكرة الناس بأن البنت يجب أن تُزَوَّج لابن عمها، ونراهم يقولون:" ابن عمها حليلها "، حتى وإن لم يكن قد خطبها بعد، وكذلك يقولون:" ولد العم بينَزِّل العروس من القْطَار "، والقْطَار هو رَكْب العروس، أي أنه يستطيع عرقلة زواجها ومنعه حتى لو كانت في هودجها وفي طريقها إلى بيت العريس. ونجد النساء أيضاً يقلن:" آخُذ ابن عمِّي واتغطّى بكُمِّي ".

والناس في مجتمعنا يرغبون في تزويج بناتهم قريباً منهم، إن كان ذلك على أبناء عمومتهن أو على أبناء العائلة المقربين، حتى يكون " ولدها في الفَزْعة وبنتها في الرَّزْعة "، وفيما لو رحل أهلها طلباً للكلأ والمرعى فإنها ترحل مع عائلتها معهم وتظل قريبة منهم لأنها " ترحل مع رحيلهم وتحطّ مع حطيطهم ".

وربما يُفَضَّل زواج الأقارب لدى الكثيرين لمعرفتهم للبنت وأهلها وأصلها وفصلها، وهم يؤمنون بالمثل الذي يقول:" خُذ من طينة بلادك وحُطّ عَ خدادك "، وربما تزيد بعضهن بقولها:" خُذ من طينة بلادك ولَيِّس على خدادك "، ولا شك أن الأم تفضِّل أن تكون ابنتها قريبة منها حتى تكون على مدى الصوت، أي يمكنها أن تناديها وأن تطعمها من " طبخة الخبيزة " على أقل تقدير.

أما إذا كانت الفتاة جميلة فغالباً ما يحاول أبناء عمومتها منع زواجها من غيرهم، حتى لو كانوا متزوجين، لأنهم لا يحبون أن يستأثر بهذا الجمال أحدٌ غيرهم، لأنها ابنة عمهم وهم أولى بها من باب " جحا أولى بلبن بقرته " ويكون نصيب من يتقدّم لخطبتها من غيرهم الرفض والطرد وليس غير ذلك.

وكان الناس في السابق عندما تولد لأحد منهم ابنة أنثى يذهبون ليباركوا لوالدها بميلادها ويطلبونها منه في نفس الليلة، وكان والد الفتاة إذا كان القادم من إخوانه وهو يريدها لابنه فيقول له:" تراها جَتَك عطا ما فيها ردّ جزا "، أي جاءتك بدون مقابل، وبذلك تكون تلك الخطوبة قد بدأت صفحتها الأولى وتبقى تنتظر إلى أن يصل الأولاد إلى سن البلوغ فتكتمل حينها المراسيم من قراءة الفاتحة وغيرها.

أما إذا كبرت الفتاة ولم يتقدم أحد من العائلة لطلب يدها لسبب من الأسباب كأن يكون أقاربها متزوجين، أو أن يكون لأبيها عدد من البنات زوج بعضهن وظل عنده عدد منهن بلا زواج، فحينها لا يبقى أمام الأب إلا أن يزوج ابنته لكل من يتقدم لها من العائلات الأخرى إذا كان الخاطب على المستوى الذي يكفل لها زواجاً مريحاً وحياة هانئة.

وإذا حدث مثل هذا الزواج خارج نطاق العائلة فتكون الفتاة بذلك قد تزوجت " غريبة "، ولا بد للغريبة أن تكون على مستوى خلقي لائق يخولها العيش مع عائلتها الجديدة والتأقلم مع ظروفٍ لم تكن تألفها من قبل. ولا بد لها أن تستر وجهها ووجه أهلها بتصرفاتها لدى تلك العائلة، وألاّ تنقل عنهم إلاّ كل خير، وكل صورة حسنة حتى لا يُنظر لها باحتقار وازدراء.

أما إذا تقدم لطلب يد الفتاة أكثر من خاطبٍ واحد فليس في هذا ما يضير لأن " البنات والخطبة " كما يقولون، أي أن من العادة أن تُخطب الفتيات، وكذلك فإن:" الخَطَّابين مِيّهْ والجوز واحد "، أي أنها في نهاية المطاف ستتزوج من يكون فيه النصيب منهم.

الخطوبة خارج نطاق العائلة:

أما الخطوبة خارج نطاق العائلة فلا بد لها من تمهيد ومقدمات قبل التقدّم لطلب يد الفتاة حتى تسير الأمور بشكل سليم وتأتي ثمارها الطيبة بالخطوبة والزواج.

فإذا كان لأحدهم ابن في سن الزواج، ورغب في تزويجه من عائلة أخرى لشرف تلك العائلة أو لسمعتها الطيبة أو لنسبٍ سابق بينهم فلا بد حينها من معرفة نية أهل الفتاة إذا كانوا يرغبون في تزويجها أم لا، حتى لا تعود "الجاهة" خائبة، وتُكْسَف من قِبَل أهل الفتاة، أي لا يراعى شعورها ويُرفض طلبها وفي هذا نوع من جرح الشعور والكرامة الشخصية إذا كانت الجاهة من الشيوخ والوجهاء، ويقولون في مثل هذه الحالة:" الكَسْفة ما هي زينة ".

وكذلك لا بد من معرفة مواصفات الفتاة إذا كانت جميلة أم لا، أو إذا كانت على خلق، أو أنها فتاة طبيعية على أقل تقدير، وهذا حق لهم لأنه لا يمكن تزويج ابنهم من فتاة لا يعرفون عنها شيئاً. ولهذا الأمر تنتدب امرأة لتجسّ لهم نبض القوم وتأتيهم بالخبر اليقين، وغالباً ما تكون تلك المرأة أم الشاب أو أخته أو جدته، وربما تقوم بهذا الدور امرأة أخرى ولكن ذلك لا يكون إلا في بعض الحالات النادرة فقط، وهذه المرأة وفي هذه المهمة بالذات تسمى "النَّقَّادة".

النَقَّادة:

النقّادة كما قلنا هي المرأة التي يبعثها العريس أو أهله لتنقل لهم مواصفات الفتاة التي ينوون خطبتها وطلب يدها من أهلها. وسميت نقادة لأنها تَنْقُد الفتاة أي تميز أوصافها من جمال في الشكل ورشاقة في الحركة، وتختبر عقلها وذكاءها، وهي مأخوذة من كلمة النقد التي تعني تمييز الجيد من الرديء، والغث من السمين والجميل الحسن من القبيح المستهجن.

وعادة ما تبعث النقّادة من يخبر أهل الفتاة عن نيتها في زيارتهم من أجل ذلك الغرض، فيكون ردّ أم الفتاة بالترحيب وقبول الزيارة وذلك بقولها:" حيّاها الله، تتفضل في الوقت الذي تريده".

وفي اليوم المحدد تتهيأ أم الفتاة استعداداً لاستقبال تلك الزائرة الناقدة، فتقوم في الصباح الباكر بتنظيف البيت من الداخل والخارج و"المَحَاس" وهو الساحة التي أمام البيت، وتفرش المَحرم، وهو المكان أو الحجرة الخاصة بالنساء، تفرشه بالبسط المعدة للضيوف والفرشات إن وجدت، وتكون الفتاة قد تهيأت أيضاً، ولبست ملابسها النظيفة من ثوب وشال وحزام وغيره، ومشطت شعرها وصففته بشكل يجذب الأنظار، ووضعت بعض القلائد لتتدلّى في عنقها، وربما تعطرت بالقرنفل، ولكنها لا تضع على وجها شيئاً من الدهون أو أدوات التجميل، لأن هذا الأمر كان ممنوعاً في مجتمعنا على الفتاة التي لم تتزوج بعد، ويسمح به للمرأة المتزوجة في نطاق بيتها فقط.

وعند وصول "النقَّادة" تستقبلها والدة الفتاة استقبالاً حسناً وترحب بها أحسن ترحيب وتجلسها في مكان يليق بها، ثم تأتي الفتاة وترحب بها وتصافحها (ومصافحة النساء بالتقبيل) وتبشُّ في وجهها، وإن كانت لبقة فهي تستطيع أن تخلب لبها بحسن الحديث ولطافة اللفظ ورشاقة الحركة، والمبالغة في الكرم وتقديم الشراب والطعام، وإظهار معرفتها بفنون الطعام والطهي وغيره، وتستطيع النقادة بعينها الثاقبة وخبرتها الطويلة أن تميز إذا كانت هذه الحركات مجرد تمثيل أم هي تلقائية وعفوية، ثم تودعهم وتعود إلى بيتها لتنقل لزوجها وأبنائها ما رأت وسمعت. وعندها يقولون لها:" اللي شفتيه خَرّفي فيه " أي أحكي بما سمعت وشاهدت، فإذا أعجبتها الفتاة فغالباً ما تبالغ في الوصف وتنقل صورة جميلة للغاية تجعل أهل العريس يتشوقون لخطوبة تلك الفتاة، وحدثني أحدهم أن الأم تقول لابنها حينذاك:" إذا بتتجوزها إيدك في اللبن "، كناية عن الفأل الطيب.

أما إذا لم تعجبها الفتاة لسبب من الأسباب فإنها تذكر ذلك السبب وربما تبدي رأيها الشخصي، الأمر الذي يجعلهم يقلعون عن فكرة التقدم لتلك الفتاة أو طلب يدها.

ومن هنا نرى أهمية دور النقادة في تلك الفترة التي كان الناس يعيشون فيها في بيوتات متناثرة وعشائر متفرقة، ولا يختلطون ببعضهم البعض إلا في حالات قليلة نادرة.

هذا في حالة كون أهل العريس لا يعرفون شيئاً عن تلك الفتاة التي ينوون خطبتها، أما إذا كانت لديهم بعض المعلومات فإنهم يبعثون رسولاً من قبلهم تكون له صلة قرابة أو تأثير أياً كان نوعه على أهل الفتاة ليبلغهم عن نيتهم في التقرب منهم بالنسب والمصاهرة، وإذا قوبل ذلك الرجل بالإيجاب فإنه يأخذ منهم موعداً ليأتي فيه أهل الفتى بجاهتهم ويطلبوا منهم يد الفتاة بشكل رسميّ.

الجاهة والخطوبة:

يتوجه والد الشاب برفقة بعض الأقارب والوجهاء إلى أهل الفتاة في ساعات المساء، وهذه المجموعة إذا ضمت بعض الشيوخ والوجهاء تسمى "جاهة"، ولكنها إذا كانت تقتصر على أهل الشاب وأفراد عائلته فلا تسمى كذلك، وعند وصولهم يستقبلهم صاحب البيت وهو والد الفتاة، وبعد شرب القهوة يدعوهم لعمل القِرَى لهم ولكنهم غالباً ما يرفضون ذلك معتذرين بحجة أن:" ضيف المسا ما له عشا "، وعندها يبتدره والد الشاب بقوله:" جئنا نطلب القُرب منك يا أبو فلان لابننا فلان " فيجيبهم بقوله:"ونعم المنسب أنتم، ولكن هذا الموضوع بحاجة للتشاور، ولكم عليّ رَدّة خير بعد أسبوع "، وفي اليوم التالي يبدأ والد الفتاة بعرض الموضوع على إخوانه وأقاربه ويقول لهم:" لقد تقدم فلان لطلب يد ابنتي، والأولوية لكم، فإذا لم يقبل أحد منهم بزواجها، يكون الأب قد رفع عن نفسه اللوم، ويمكنه أن يزوجها بعد ذلك دون أن يسأل أحداً منهم، ولا يستطيعون بعدها التدخل أو المعارضة.

وإذا حدث بعد أن تتم خطبة الفتاة أن هبَّ أحد أبناء عمومتها أو أقاربها ليمنع ذلك الزواج فإن والدها يتصدى له ويقف في وجهه ويقول له: لقد فاتك الأمر، لأنني عرضت ذلك عليك مسبقاً، فأين كنت حتى الآن.


التبدِّي:
أما إذا تمت الخطوبة خلسة بين أهل العريس ووالد العروس، فإنه قد يحدث أن يتبَدَّى بها أحد أقاربها، أي يكون له حق الأولوية في زواجها، وحتى لو كان العريس قد دفع مهرها، فإنهم يبعثون له أناساً ووجهاء ويقولون له:" ما لك قِسمة عندنا، أو ما لك نصيب عندنا "، ويمنعون بذلك زواجها، وكثيراً ما تحدث المشاكل بين والد العروس وأقاربه الذين يمنعون زواج ابنته، وغالباً ما يقوم بعضهم بفعل ذلك لمجرد الكراهية والحسد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزواج واخطوبه وكسوة العروس    الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Icon-new-badge2/3/2011, 19:12

مشكور على المعلومات يا احلى خالد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد الرواضيه

avatar



الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزواج واخطوبه وكسوة العروس    الزواج واخطوبه وكسوة العروس  Icon-new-badge3/3/2011, 11:57

اشكرك على مرورك المنير الذي انار صفحتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزواج واخطوبه وكسوة العروس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: