قابوس ثامن سلاطين البوسعيد |
|
|
|
|
يعد السلطان قابوس بن سعيد ثامن سلاطين أسرة البوسعيد، وهو ينحدر رأسا من سلالة المؤسس الأول للدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد، وقد وصل إلى السلطة عام 1970 بعد انقلاب على والده سعيد بن تيمور، وهو بذلك يعد ثاني أقدم زعيم عربي على قيد الحياة، حيث قضى في الحكم حتى الآن 41 عاما.
النشأة والتعليم كان السلطان قابوس -المولود في مدينة صلالة بمحافظة ظفار في 18 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1940- الابن الوحيد لوالده سعيد بين تيمور وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية في صلالة والهند.
في العام 1958 أرسله والده إلى إنجلترا حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة قبل أن يلتحق عام 1960 بأكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية ضابطا مرشحا، ليتخرج بعد عامين برتبة ملازم ثان. كما درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.
الحياة الشخصية المعلومات حول الحياة الشخصية للسلطان قابوس غير متوفرة كثيرا، لكن بعض المصادر تقول إنه تزوج في السبعينيات من بنت عمه السيد طارق بن تيمور الذي كان رئيسا لمجلس الوزراء آنذاك، ثم طلقها بعد ذلك، كما عقد قرانه على ابنة الشيخ محمد بن أحمد الحارثي، أحد شيوخ المنطقة الشرقية بعمان، لكن مصير هذا الزواج غير معروف للعامة على الأقل.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
توليه الحكم شهد عهد والده سعيد بن تيمور (1932-1974) ثورتين ضده، الأولى سميت ثورة الجبل الأخضر وقامت في الفترة من 1955 إلى 1964 وانتهت بإخمادها ونفي زعيمها الإمام غالب الهنائي إلى السعودية ليعلن هناك عن تشكيل حكومة باسم "دولة عمان".
أما الثورة الثانية فسميت بثورة ظفار واستمرت من الفترة 1965 إلى 1975، وأخمدها قابوس نفسه بعد خمس سنوات من توليه الحكم، ليقوم بتوحيد البلاد تحت اسم "سلطنة عمان".
كان السلطان قابوس عند توليه الحكم من أصغر الزعماء العرب سنا، لكنه كان ذا ثقافة عالية، حيث سعى منذ تولى الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلة البلاد واستخدم عائداتها النفطية للتحديث.
وصارت عمان في بداية عهده عضوا في حركة عدم الانحياز، لذلك فهي تلتزم عادة سياسة الحياد، فلا تتدخل في النزاعات بين جيرانها أو النزاعات الخارجية الدولية، غير أنها تحتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وتربطها علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن.
ويمارس السلطان قابوس صلاحيات مطلقة في السلطنة التي يحظر فيها إنشاء الأحزاب السياسية، وهو الذي يعين الحكومة، علما بأنه أنشأ مجلس شورى منتخبا يتألف من 84 عضوا.
|
مطالب الإصلاحتعد عمان عامة بلدا هادئا، وهي تعيش في شبه عزلة سياسية قبل أن تتحرك فيها الاحتجاجات على وقع الثورات الشعبية التي اندلعت في العالم العربي مع مطلع العام 2011.
ففي 17 يناير/كانون الثاني 2011 تحرك المئات في العاصمة مسقط للمطالبة بتحسين الدخل ولجم ارتفاع أسعار السلع وتكاليف المعيشة، وانتظرت الحكومة نحو شهر لترد على هذه المسيرة السلمية برفع الحد الأدنى لأجور القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص.
لكن الاحتجاجات لم تتوقف، ففي 18 فبراير/شباط نظمت مجموعة من المدونين العمانيين مسيرة سلمية ثانية شارك فيها 300 شخص بينهم نساء، رددوا هتافات تطالب بمحاربة الفساد المالي والإداري وغلاء الأسعار وبتحقيق العدالة الاجتماعية.
وحاول السلطان قابوس تهدئة التوترات فأجرى تعديلا وزاريا، لكن هذا لم يكن كافيا لتهدئة الأمور، فبعد نحو أسبوع نظم مواطنون في ولاية صحار شمال العاصمة مظاهرات تواصلت حتى يوم 27 فبراير/شباط وتحولت إلى أحداث عنف سقط فيها قتيل، حسب المصادر الرسمية، في حين تحدثت مصادر أخرى عن عدد أكبر من القتلى فضلا عن عدة جرحى.
وفي رد فعله إزاء هذه التطورات قرر قابوس إيفاد وزير الديوان لولاية صحار للقاء مجموعة من المحتجين والاستماع إلى مطالبهم، كما أصدر قرارا بتوفير 50 ألف فرصة عمل للمواطنين في السلطنة لعل وعسى أن تتوقف الاحتجاجات عند هذا الحد