موضوع: كتاب لعبة الأمم لمايلز كوبلاند 28/2/2011, 07:00
لعبة الأمم
مايلز كوبلاند
من لعبة الأمم إلى اللاعب واللعبة حين تعمد دولة عظمى إلى مغازلة أمة ضعيفة والتودد لها، فإن الأمة الضعيفة سوف تلتفت في غالب الأحيان صوب الخصم الرئيس للدولة العظمى بغية إثارة التنافس بين الخصمين وحملهما على خطب ودّها لكي تنتهز الفرصة لتحقيق الأرباح والمكاسب. عندما تحرز الأمة الضعيفة في اللعبة مركزاً دبلوماسياً وقوة من خلال استغلال مقولة التنافس، فإن من شأنها تبوء مركز استراتيجي يسهم في مساعدتها على نيل المزيد من القوة والنفوذ، وذلك من خلال لجوئها إلى التهديد بالاقدام على مغامرات لا تحبذها الدول العظمى لأن فهمها للعبة يتطلّب ذلك هذه هي القواعد التي شرحها مايلز كوپلاند عام 1969 في كتابه عن لعبة الأمم. ولتبسيط الشرح وتلخيص القواعد بعبارة موجزة، يمكن القول إن لعبة الأمم هي كناية عن النشاط الذي تمارسه نظارة الخارجية الأميركية في واشنطن من أجل رسم المخططات الملائمة لبسط النفوذ الأميركي على بلدان العالم أجمع عن طريق استخدام السياسة والخداع والحيلة بدلاً من اللجوء إلى أضرام نار الحرب المسلّحة. إنها التخطط السياسي لتوجيه الصراع على مناطق النفوذ في العالم من خلال استخدام أساليب الحرب الباردة وما أكثرها تنوعاً وأوسعها حيلة ! وفي الكتاب الذي بين أيدينا يبوح العميل السياسي واللاعب المتّمرس في قواعد اللعبة بالكثير من الخفايا والأسرار التي اكتنفت ممارسة اللعبة في بلدان الشرق الأوسط وغيرها من بلدان العالم. ويعترف المؤلف للقارئ بوجود أكثر من لعبة يمارسها اللاّعب على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات. ان الكتاب يمثل وجهة نظر من داخل المؤسسة يبوح بها أحد اللاعبين الكبار والقدامى على رقعة العمل السياسي الخفي في الشرق الأوسط. ولا غرو فإن القارئ الفطن لن يفوته الكشف عن الكثير من الآراء المتحّيزة والمعلومات الخاضعة للتلاعب علاوة على التنظير المضلّل والمملّ في كثير من الأحيان. فالاطلاع على هذه الاعترافات، بالرغم من اللمسات والشطحات الشخصية التي تشوب مواقف اللاعب وتكتنف مغامراته التنظيرية واستغراقه في السرد يغدو ضرورة لا بد منها على سبيل أخذ العلم والإلمام بالمخططات التي ترسم للسيطرة على مقدرات بلادنا والتحكم بمصيرنا من خلال التذرّع بتأمين مصالح الدول الكبرى.
إنها اعترافات لاعب متقاعد،واكب أجهزة بلاده منذ أنشائها بهدف جمع المعلومات في ظروف الحرب العالمية الثانية وحتى اتساع نطاقها وتشعّب اهتماماتها وانتفاخها البيروقراطي، وصولاً إلى اعتماد الحيل القذرة والأساليب اللا أخلاقية في ما يطلقون عليه تسمية العمل السياسي الخفي. ولا ضير في الاطلاع على تفاصيل السجالات وكيفية وضع السيناريو المطلوب لبلوغ الأهداف المنشودة من وراء ممارسة اللعبة . وقد ارتأينا ان ننشر هذا الكتاب الشيق .. بدء من ارسال مايلز كوبلاند كعميل لل CIA في باريس ضمن البعثة الاستخبارية الدبلوماسية. الطريق إلى باريس .. الدخول إلى باريس