في تلك الليلة الصيفية المقمرة
جاءني ملك الأحلام
جاء لينشر في حياتي الفرح
و ليخرجني إلى الحياة بجناحين أبيضينِ
أخرجني بهما عن سيطرة الشرائعِ
و الأعرافِ
و العاداتِ
و كل التقاليدِ
و كل الفنونْ
أزال من حياتي كل الأوهام َ
و الشكوكَ
و الظنونْ
لقد طار بي فوق الغيومْ
و جعلني أعيش في عالم فوق المزنِ
و شاطرني كل حبه المكنونْ
و جعل النجوم لعبتي
و الكواكب و الشمس و القمرَ
من حولي تباعاً يدورونْ
لقد صار لي على بحر العشق ديونْ
-2-
لقد أصبحت حياتي من بعد حبه ِ
مفرحة كأزهار الحقولْ
لقد جئت إلى حياتي و دمجت كل الفصولْ
لتجعلني في ربيع دائمْ
و تسكنني في غابة تغدق برائحة العطورْ
أدخلني إلى قصرٍ
حجارته ممزوجة من البشائر و السرورْ
و يحلق السنونو في سمائه
و تعرش على أغصانه أصناف من الطيورْ
و تجري بين أقسامه النهورْ
و نطل به على السبع بحورْ
إنه مبني منذ أقدم العصور ْ
ينتظر مليكته الأبدية
لتفتح بابه المسحورْ
لقد بنى لي بين الحلم و الحلم عدة جسورْ
و ملأنا في كتاب العشق كل السطورْ
عبأ قلبي بحبه لدرجة
أوصلني بها لحد الغرورْ
إن سعادتي لا تتسع بآلاف القصورْ