تستمر بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج بتقديم كل ما هو مذهل ومبهر في مجال التطور التقني أو البناء المعماري الحديث الذي يضاهي تلك الأبراج والبنايات الأوربية بل هي في بعض الأوقات تتفوق عليها وخاصة عندما يكشف احدهم في وقت ما عن تصميم لبنايات فخمة ومكلفة أو عن أدوات تستخدم في الحياة اليومية ولكن غريبة وعالية التكلفة المادية تصل الى الملايين من الدولارات.
وكل هذا يدل على ترف العرب الذي يتمتعون به وبحسب ما قال المتابعين للمنطقة ان هذا يعود الى وجود ثروة النفط في أراضيهم، بالإضافة الى مشاريع الاستثمار التي تعد الأكبر في العالم، ويعود ذلك الى دخول الشركات العالمية الفخمة وصاحبة الإنجازات الكبيرة في تشييد العديد من خطط التنمية التي وضعتها الدول العربية لتحسين وضعها الاقتصادي وتطور حياتها بمختلف جوانبها، وهي بذلك تنافس باقي الدول العالم في طبيعة فنادقها وسياحتها وتطورها.
أول صراف آلي للذهب
فإذا قررت في يوم من الأيام الاستثمار في الذهب وقضاء أمتع الأوقات الترفيهية، فإن ذلك بات متاحاً اليوم، بعدما قام فندق "قصر الإمارات" الواقع في أبو ظبي، وهو أحد أفخم فنادق العالم، بوضع أول آلة صراف آلي للذهب في أروقته، تتيح للراغبين بالحصول على المعدن الأصفر وضع يدهم عليه بكبسة زر.
وتسمح الآلة لزوار الفندق بوضع أموال نقدية مقابل سبائك وقطع نقدية ذهبية تتراوح أوزانها بين الغرام والأونصة، وتحّدث الأسعار بشكل فوري عبر نظام إلكتروني مرتبط بمركز في ألمانيا، ويقول مصمم الجهاز إنه سيظهر في دول أوروبية أخرى قريباً، لكن أبو ظبي ستنفرد حالياً به على مستوى العالم.
وتمتاز الآلة التي بدأت العمل قبل فترة بأنها تصرف ذهباً من عيار 24 قيراطاً، وهو ما يتناسب مع فندق "قصر الإمارات" الذي يعتبر الفندق الأكثر كلفة في العالم، إذ رُصد لتشييده أكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وقال طوماس غيثلر، المدير التنفيذي لشركة أورينت لوكس صاحبة الآلة، إنه فكر في تصمميها قبل عام، وقام بتصنيعها وصب سبائكها الذهبية في ألمانيا. وأضاف غيثلر : "الآلة مصممة مع كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار وأخرى للتعرف على جوازات السفر، وبالتالي ما من طريقة للقيام بأمور قد تلحق الضرر بالجهاز." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.
وعن تحديد سعر الذهب أوضح غيثلر أن ذلك يتم عبر مركز البيانات التابع للشركة في ألمانيا، مضيفاً أن المركز يحدّث أسعار الذهب كل عشر ثوان، ولكنه لا يعدّل الأسعار في الآلة إلا لمرة واحدة كل عشر دقائق.
وكشف غيثلر أن صرافه الآلي الذهبي سيكون متوفراً عمّا قريب في مجموعة من الدول الأوروبية، على رأسها بلده الأم، ألمانيا، ومن ثم إيطاليا وروسيا. ولا تتقبل الآلة حالياً إلا الأموال النقدية بالعملة الإماراتية المحلية "درهم" ولكن الشركة المصممة لها ستقوم بإضافة خدمة البطاقات الائتمانية قريباً.
يذكر أن كل من يشتري الذهب من الآلة سيحصل على شهادة رسمية تفيد بملكيته للقطعة التي ابتاعها، وتضمن "أورينت لوكس" حق إعادة القطع المباعة خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام.
مرصعة بالألماس والذهب
بينما تعد السيارات الخاصة بالرحلات التي تنظم في الصحراء والمرصعة بالذهب والألماس نادرة. فلا يوجد منها سوى ثلاث سيارات فقط وبالتالي فلا عجب إنها تجذب الكثيرين لمشاهدتها في معرض بأبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعرض سيارات رحلات الصحراء هذه والتي تسمى بعربات الكثبان أيضا بما يزيد على نصف مليون دولار للواحدة. وقد عرضت أمام الجمهور للمرة الأولى في المعرض. وهذه السيارات من بنات أفكار مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين مولعين بالسيارات والقيادة في الصحراء.
وقد قرروا توفير عدد قليل من سيارات خاصة برحلات الصحراء المزودة بهذه الكماليات الفاخرة مثل الذهب والألماس لأولئك الذين يبحثون عن استعرض الثراء. وتقريبا كل شيء أصفر في هذه السيارات مطلي بالذهب. يشمل ذلك أجزاء من المحرك والتعليق والجزء المعدني من الإطار وأجزاء من الغطاء الخارجي والأثاث الداخلي للسيارة. ويقول أحد رجال الأعمال انه وأصدقاؤه ابتكروا منتجا فريدا.
وقال مراد وهو يتفقد واحدة من السيارات الفاخرة التي تعرف باسم ديزرت بييست جولدن " شايفين ممتصات الصدمات هذه كلها مطلية بالذهب ... وعندك كل شيء يفتح الكترونيا وليس يدويا. الأبواب يفتحوا أتوماتيك. غطاء صندوق السيارة نفس الشيء. وغطاء المحرك من قدام. مثل ما شايفين عندنا العدادات والأرقام الألماس اللي عليهم. كلها طبعا ما تفي أي."
وتنتصب كاميرا صغيرة بحامل من الذهب الخالص في المقدمة الى جوار عجلة القيادة. تصور هذه الكاميرا الطريق الأمامي وتلتقط ردود فعل الركاب. ويوجد دليل رفاهية آخر في السيارة ألا وهو جلد النعام الذي يستخدم في تبطين غطاء محرك السيارة من الداخل. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وبدأ المشروع قبل عامين حين قدم مراد وأصدقاؤه طلب السيارات في شركة متخصصة في لوس انجليس بالولايات المتحدة. وبعد عامين أصبحت السيارات جاهزة للبيع كل منها بسعر 2.2 مليون درهم إماراتي (نحو 600 ألف دولار أمريكي). وقد حجز أحد شيوخ الإمارات واحدة من السيارات الثلاث بينما لا تزال اثنتان في المعرض تنتظران مشترين. وقال مراد ان أسعار السيارات المماثلة لكن بدون كماليات والألماس والذهب تبدأ من 800 ألف درهم إماراتي (زهاء 217 ألف دولار).
وأضاف انه بدون الألماس والذهب فان كل واحدة من السيارات الثلاث قد تستحق 1.5 مليون درهم أي 500 ألف دولار. فعندما يحل فصل الخريف وتعتدل درجات الحرارة في المنطقة يخرج كثيرون من شبان الإمارات الى الصحراء في رحلات ينظمون فيها سباقات ويقارنون بين سياراتهم وأحدث أدواتهم. وأوضح مراد ان الشبان عادة ما يحاولون الظهور في الجموع والتيكيز على الفخامة أكثر من الأداء الفني لسياراتهم وأدواتهم.
وقال رجل الأعمال علي حسين مراد "من الناحية الفنية ما تضيف شيء. بس تضيف ان أنا راكب سيارة غير عن السيارات الثانية ومذهبة في نفس الوقت. أنتم عارفين ان نحن الشباب هذا الواحد يتميز بشو (ماذا) عنده. مثلا اذا في الصحراء ولا في أي مكان مثلا تمشي فيها، مثلا فيه ناس ثانيين بيكونوا منافسين صابغينها لون معدلينها بلون.. هذه بتكون لا والله أنا مذهبنها.. يعني ما فيه شيء أكثر من كده.. خلاص.. وألماس.. هذا هو أعلى شيء."
وأوضح مراد انه بالنسبة للرجال فان امتلاك سيارات بمميزات خاصة يعادل شراء أحدث حقائب اليد والأحذية بالنسبة للنساء لكنه أضاف انه إذا لم تبع السيارتان فانه ورفاقه قد يبحثون عن شيء مميز بسعر أقل يكون أكثر جاذبية لأصحاب الميزانيات المضغوطة.
ترويج للتراث والسياحة
من جانب آخر، ومع التطور العمراني والاقتصادي الحاصل في عدد من دول الخليج، كان لا بد لبعض الجهات الاهتمام بالجانب التراثي والتاريخي لهذه البلدان، ومن بينها الجمال، التي تمثل تاريخا عريقا لدول الخليج العربية.
فمؤخرا، شارك أكثر من 28 ألف جمل في مسابقة جمال النوق التي أقيمت على هامش مهرجان الظفرة التراثي في صحراء الإمارات العربية المتحدة في دورته الثالثة، إذ تنافست الجِمال في 48 فئة، وصلت قيمة جوائزها إلى أكثر من عشرة ملايين دولار. ولم يتوقف الأمر عند الجوائز، بل إن بعض أصحاب الجِمال حصدوا أرباحا كبيرة في صفقات شخصية لبيع جمالهم بمبالغ تجاوزت الثمانين مليون دولار.
من جهة أخرى، يؤكد أصحاب هذه الجِمال أن العلاقة بينهم وبين هذه الحيوانات علاقة قوية، فلكل من هذه الجمال شخصية فريدة تختلف عن غيرها، وهو ما يدفع أصحابها إلى زيادة تكاثرها، والاهتمام بمظهرها الخارجي، وتنظيف أسنانها، وحوافرها، استعدادا لمشاركتها في مثل هذه المهرجانات.
ويتم الحكم على الجمال في مثل هذه المسابقات باستخدام معايير عدة، من بينها: وضعية الوقوف، وشكل الأنف، وشكل السنام، وطول أصابع الأطراف.
إلا أن الأمر الأهم من هذه المعايير هو الجينات، فعلى صاحب الجمل أداء القسم قبل مشاركة جمله في المسابقة، يؤكد فيه عدم وجود تداخل في الجينات، إذ يقول: "أقسم بالله العظيم أن هذا الجمل ملكي الخاص، ولم يتم التلاعب في جيناته، وفقا لمعرفتي الشخصية." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.
ويقول سالم إبراهيم المزروعي، مدير المهرجان، إنه رغم تقسيم جسد الجمل إلى 18 قسما، يبقى الرأس هو الجزء الأهم، بالإضافة إلى المسافة بين أصابع الأطراف. وبالإضافة إلى مسابقة جمال النوق، يتضمن مهرجان الظفرة أيضا مزادا لبيع الجمال، وأسواقا شعبية، ورقصات تراثية تستمر لمدة عشرة أيام.
وقد أطلق هذا المهرجان كمبادرة مشتركة بين حكومة دولة الإمارات ونادي تربية الجمال قبل ثلاثة أعوام، ويهدف إلى حماية ثقافة تربية الجمال في المنطقة، والترويج للتجارة بها، وجذب السياحة.
مسابقة لجمال الإبل
كما اصطفت عشر نوق ذهبية اللون ازدانت بحُلي براقة أمام لجنة التحكيم في الدور النهائي لمسابقة جمال الإبل التي أُقيمت في إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة انتظارا لتتويج اثنتين منها باللقب.
وتجمع المشاهدون من أنحاء الخليج في ساحة رملية في عجمان لمتابعة المسابقة التي استمرت أربع ساعات وشهدت اختيار الأجمل من بين 150 ناقة. وانتهت المسابقة التي استمرت ثلاثة أيام بحصول أجمل ناقتين على جوائز عبارة عن سيارات فاخرة بينما حصل الثمانية الباقون على جوائز نقدية.
وبعد اختيار النوق العشر التي وصلت للدور النهائي أقسم ملاكها على نقاء أصل ونسب النوق. وشرح سيف حميد بن بندر الحكم في المسابقة كيفية اختيار النوق العشر التي وصلت الى النهائيات. وقال "ندخل الجمال هنا ونفرزهن بعد أن نتم الحكم عن العشرة الأوائل. العشرة الأوائل هن أجمل من الهجن الموجودات من جهة رأسها.. رقبتها.. ارتفاعها.. جنبها.. قوائمها وشكلها العام."
وقُسمت النوق الى مجموعات عُمرية وقُيمت من خلال معايير ثابتة يعرفها الحكام والمربون. ويقسم جسم الناقة في التقييم الى خمسة أجزاء يحصل كل منها على درجة من عشرين في الجمال والرشاقة. والمهرجان فرصة لاجتماع قبائل الإمارات.
ومن الوجوه المألوفة في المهرجان سعيد العامري أحد أشهر ملاك الإبل في الدولة ومن مؤسسي مسابقات جمال الإبل. وقال العامري قبل أن تعاين لجنة التحكيم ناقة يملكها "كما يصير في العالم ملكات جمال العالم بالنسبة للنساء وكذلك الخيول وكذلك الجميع.. وصل الموضوع الفكرة عندنا بأننا نوصل الى كيفية جمال الإبل. وجمال الإبل عند البدو من السابق موجود."
وتشجع الإمارات تربية الإبل بالتمويل وتنظيم المهرجانات تستعرض فيها الجمال والتوق وتباع في مزادات للحفاظ على تراث الخليج وثقافته. ويحصل أبناء القبائل على أموال من الحكومة لتربية الإبل والحفاظ على نقاء نسب سلالاتها في الإمارات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال شلال رزوقي الشمري المدير التنفيذي للمهرجان "المهرجان المزاينة يهدف الى عدد من الأهداف. الهدف الأساسي لها هو تشجيع مربي الإبل للمحافظة على سلالات الإبل. يعني هذا دعم من خلال الجوائز التي يحصلون عليها. فسوف يتسابقون على تربيتها وعلى الاعتناء بها والمحافظة على سلالاتها. إذن بدون هذا الشيء ممكن تنقرض. ممكن أن يقل عددها في الدولة أو في المناطق الأخرى."
وفي مزاد تلا مسابقة الجمال تجمع خليجيون للمزايدة على شراء أجمل النوق بأعلى الأثمان. وقال أحد المشاركين ان أثمان بعض الإبل تصل الى 16 مليون درهم إماراتي (4.36 مليون دولار). ومسابقة جمال الإبل المحلية واحدة من ثلاث مسابقات سنوية تقام في عجمان وأبو ظبي.