اعتذر هي من اصعب الكلمات التي تواجهنا
ولا نستطيع للاسف الشديد ان ندرجها في قواميسنا
ليست لصعوبة الكلمة انما لاسباب ما قد
تكون خاصه او كبرياء زائف او عزة نفس في غير موضعها
هي كلمة الاعتذار اذن
الكلمة التي لا تتجاوز حروفها الخمسة لكن جوهرها ومضمونها بسعة السماء وامتداد البحر
قد تضع سنين للخلاف وتفتح ابواباً من التواصل
قد تجعل الحياة كلها بنكهة فصل الربيع
ولكن من يستطع النطق بها
او الهمس بها او حتى الافشاء بها وكأنها سر عضيم
نخطىء كثيرا بحق خالقنا فنرتكب المعاصي وما حرم الله
شهواتنا اكبر من ارادتنا
نضعف ولا نستطيع العودة ولو باعتذار امام الله
ولولا ان الله روؤف رحيم وبنفس الوقت شديد العقاب
لكان وضعنا اسوء مما نحن فيه
كلمة اعتذار هي بلسم لجرح قد تعفن منذ زمن
وحرارة تمنح لمشاعر توازي القطب بتجمدها
لكن من يجرؤا على هدم الحواجز العاليه
من له القدرة على ازالة المعوقات
من يمكنه فعل ذلك بصدق دون نفاق
من يمكنه ان يعتذر عما بدر منه
يعتذر عن ماض سىء اساء به لكثيرين
عن ذكريات اليمة سببت احزاناً ما
عن فتاة تركها دون عذر
عن نقل زميل له من عمله فقط لانه ينافسه
عن اساءة لاب وصل من العمر عتيا ولو باشارة من يديه
عن زوجة طلقها بحالة سكر
عن خيانة زوجيه ارضاء لشهواته
عن صديق اساء له دون ان يدري
عن جار اغلق عنه الماء والكهرباء والهواء
عن اخ اكل كل ميراثه
عن قريب خاصمه ارضاء لزوجته
عن وطن كان يبيعه ويشتريه
عن انتخاب لنائب ذوي سوابق
عن نفسه التي لم يستطع كبح جماحها
نحتاج لوقفة صدق مع انفسنا
نوازي مابين ماضٍ تولى وحاضر موجود ومستقبل ما
نحتاج قبل ان نعتذر ان نقف وقفة صادقه مع انفسنا
ليكون قرار الاعتذار قرار عقل وقلب
بعيداً عن المصالح الضيقه والشخصيه
وكل عام وقلوبكم عذراء
13-1-2010 الاربعاء