فسدَ الزمانُ مع المكانْ، والحرُّ أخلدَ واستكانْ
اللقمةُ النكراءُ خدّرتِ الرجالَ فلا حصانْ
والعيشُ أضحى مهنةً كلُّ العقول لها رِهانْ
سقطَ النصيفُ فلا قناعَ على وجوهِ الهرمزانْ
بالمالِ يُوزَنُ كلُّ شيئٍ عندما فسدَ الزمانْ
ضاعتْ مفاتيحُ المروءةِ في جيوبِ القهرمانْ
وتزلّفَ العلماءُ في طلبِ الرياسةِ والمكانْ
يتهافتونَ على الحطامِ كجوّعٍ فوقَ الخوانْ
شربَ السقاةُ الخمرَ وانتثرتْ على الليل الدنانْ
وترجّلَ الفرسانُ واستلقى على الفرسِ الجبانْ
القى السلاحَ محاربٌ والنومُ ألقى الديدبانْ
وبكى امرؤ القيس العذارى في دروبِ الروبعانْ
القى القصيدةَ عندَ قيصرَ حينَ ماتَ الترجمانْ
يا شاعر الزمن الرديء وأينَ منكَ الصاحبانْ
يا قيسُ هل تبكي قتيلكَ مَنْ تُرى زرعَ السنانْ؟
فمتى يجيئُ محمدٌ فالجاهلية في قِرانْ
لا بدّ أن تلدَ النساءُ الشمُّ حرّاً لا يُهانْ