باميلا جيلر هي أحد الوجوه المتزعمة لحركة المعارضة الشرسة لبناء المركز الاسلامي باعتبار أنه يمثل "اهانة" للضحايا الأمريكيين وتطالب المسلمين في الولايات المتحدة بابداء تسامحهم والغاء المشروع. جيلر التي أصبحت وجها مألوفا لدي الشبكات التليفزيونية الأمريكية المختلفة، تصر علي استخدام كلمة "المسجد" لتوصيف المركز الاسلامي الذي يضم بجانب المسجد قاعة كبيرة ستستخدم كمكان يلتقي فيه المسلمون والمسيحيون واليهود في سلام كما قال مؤسسوه وهي تعتبر أن الهدف وراء هذا المشروع في هذا الموقع تحديدا هو بناء مسجد كدليل علي الانتصار علي أمريكا، مدعية أن تاريخ المسلمين يثبت ذلك وهي تذكر مثال قبة الصخرة التي تدعي أن المسلمين بنوها فوق الهيكل ليأخذوا الأماكن المقدسة للديانات الأخري، خاصة أن جيلر مغرمة باسرائيل وأشادت كثيرا بالجيش الاسرائيلي خلال زياراتها السابقة لاسرائيل! الكاتبة الأمريكية المنتمية للتيار المحافظ أطلقت عريضة تناشد فيها الامام فيصل عبدالرءوف مدير مبادرة قرطبة صاحبة مشروع "بارك 51" في مانهاتن بالغاء الفكرة للمساعدة في بناء الجسور وليس الأسوار بين المسلمين وغيرهم من الأمريكيين. ولكن بالرغم من أن جيلر هددت بتنظيم مسيرات من عشرات الآلاف من الأمريكيين احتجاجا علي بناء المسجد بالقرب من "الموقع المقدس" وهو "جرواند زيرو" الا أن العريضة التي ظهرت علي مدونات محافظة لم تستطع جمع توقيعات أكثر من 3 آلاف شخص بل انه علي ما يبدو فان مجموعات محافظة وقعت مسبقا باسم مشتركيها علي العريضة في انتظار مصادقتهم علي التوقيع لكن عددا منهم رفض الزج باسمه فأبقي التوقيع معلقا، وهو ما يبدو اذا اطلعت علي قائمة الموقعين علي العريضة اذ تجد عبارة "في انتظار المصادقة" أو Pending Approval بجانب مئات الأسماء.
جيلر ليست الوحيدة في عدائها للاسلام، وهي أحد أعضاء نادي المتطرفين الأمريكيين مثل روبرت سبنسر الذي تروج لكتاباته عن الاسلام باعتبارها حقيقة، كما تستشهد جيلر بكتابات من تصفهم بأنهم "مسلمون سابقون" مثل نوني درويش ووفاء سلطان وابن وراق وكلهم يحظون بدعم كبير من منتدي الشرق الأوسط الذي يتزعمه المتعصب دانيال بايبس.
في هذا المنتدي، كتب ريموند ابراهيم الأمريكي من أصل مصري قبطي وهو مساعد بايبس، يقول ان الجدل حول ما عرف بـ"مسجد 11/9" يساعد في تثقيف الأمريكيين حول حقيقة الاسلام مشيرا إلي تصريحات سارة بالين المرشحة لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة التي قالت فيها ان المسجد يمثل "استفزازا غير ضروري"، فيما اعتبره بعض الجمهوريين أنه بمثابة دعوة لمزيد من الهجمات علي أمريكا علي شاكلة 11 سبتمبر.
زهدي جاسر هو أيضا أحد الوجوه الصهيونية التي يستغل انتمائها للاسلام (اذا صح ذلك) لتأكيد اتهامات هؤلاء، اذ يري جاسر ان موقع برجي التجارة العالمي هو المكان الوحيد في أمريكا الذي لا ينبغي علي المسلمين أن يهتموا فيه بتعريف الأمريكيين عن الاسلام واظهار "الجانب الجيد" للمسلمين لأن الموقع أمريكي بامتياز وبدلا من ذلك فان علي المسلمين أن يتولوا مسئولياتهم في مواجهة الايديولوجية المتطرفة ونقل المسجد لمكان آخر أو بناء متحف أو أي تذكار لضحايا 11 سبتمبر لا علاقة له بالدين.
في أوساط منظمات اللوبي اليهودي، بدا إجماع علي رفض المسجد؛ وبينما رفضت منظمة مكافحة التشهير اليهودية بناء المسجد في هذا الموقع الحساس معتبرة أنه سيؤدي لنتائج عكسية في عملية التأهيل واصلاح العلاقات بين المسلمين والمجتمع الأمريكي، اشترطت اللجنة اليهودية الأمريكية علي مبادرة قرطبة صاحبة المشروع أن تكشف مصادر تمويل المركز الاسلامي وتعلن مواقفها من الارهاب بشكل واضح.
لكن لم يكن هذا موقفاً موحداً ليهود أمريكا، فجوشوا إم زي ستانتون اليهودي الذي ينشط في مجال الحوار بين الأديان من خلال عمله بمجلة "الحوار بين الأديان" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ويدرس لكي يكون حاخاما في المستقبل، أعرب عن مساندته للمركز الاسلامي تحت مظلة الحرية الدينية التي تأسست عليها الولايات المتحدة بل وشارك في تأسيس حركة جديدة باسم "الحريات الدينية في أمريكا" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تدعو إلي حماية حقوق جميع الأمريكيين وتتخذ من الدفاع عن المركز الاسلامي في مانهاتن أولي حملاتها وتتيح الحركة لمتصفحي موقعها التوقيع علي عريضة تدعم مبادرة قرطبة في مشروعها.
من الناحية القانونية، وكما قال مايكل بلومبرج عمدة مدينة نيويورك فإن الحكومة ليس لديها أي حق في منع بناء هذا المركز الاسلامي بل انها اذا أقدمت علي ذلك فإن أي قضية سترفع أمام المحاكم ضدها سوف تبطل قرارها الذي ينتهك الدستور الأمريكي، مذكرا بأن ضحايا 11 سبتمبر كان بينهم مسلمون.
المشكلة أن موجة العداء للإسلام التي تتزعمها جيلر ومن هم علي شاكلتها حاليا تستهدف مركزا اسلاميا هو "بارك 51" يقف وراءه الامام فيصل عبد الرءوف وهو أحد الأئمة المعروفين في أمريكا بتوجهه المعتدل الساعي لرأب الصدع في العلاقات بين المسلمين والغرب، وقد حل ضيفا علي العديد من القنوات الأمريكية.. أي أن الحملة تستهدف حتي الوجه السمح للإسلام وليس التطرف.
توماس فريدمان الصحفي الأمريكي الشهير لم يمانع في بناء المسجد وقال "عندما نقول للعالم نعم إننا دولة ستتسامح مع بناء مسجد بالقرب من موقع 11 سبتمبر، فإننا نرسل رسالة قوية عن انفتاحنا.. هو أمر صادم لدول أخري لكنك لن تعرف أبدا من يسمع هذه الرسالة ويقول: كم هي دولة مميزة".
تعليقا علي هذا الجدل الدائر، كتب جون اسبوزيتو أستاذ الدراسات الاسلامية المعروف بجامعة جورج تاون مقالا بجريدة "واشنطن بوست" قال فيه إن الجمهوريين أذعنوا للمشاعر العنصرية ضد المسلمين أملا في كسب معركة سياسية هي معركة انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس وموعدها نوفمبر المقبل، مقارنا بين الحملة المشتعلة حاليا والحملة ضد باراك أوباما قبل فوزه في انتخابات الرئاسة عندما أثيرت شائعات حول كونه مسلما وكأنها تهمة تكفي للإدانة! من النماذج التي ذكرها اسبوزيتو علي الحملة الجمهورية ضد المسلمين وصف نائب أوكلاهوما لما يجري بأنه "حرب علي بقاء أمريكا"، بالرغم من أن كل التقارير الأمريكية الخالصة إن جاز التعبير تؤكد أن المسلمين في أمريكا هم أكثر المسلمين اندماجا في دولة غير اسلامية..
داعيا في نهاية مقاله إلي مساواة الاسلاموفوبيا التي هي بمثابة سرطان اجتماعي بمعاداة السامية ليصبح كلاهما غير مقبول لأنهما يهددان الطابع الديمقراطي التعددي للمجتمع الأمريكي.. ولكن هل هذا مطلب واقعي؟ هل يمكن أن تساوي أمريكا بين المعاداة للمسلمين والمعاداة لليهود؟
Jasmine collar
موضوع: رد: هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟ 25/2/2011, 21:57
حسبي الله عليهم
KLIM
موضوع: رد: هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟ 25/2/2011, 22:47
يعانون فوبيا من الاسلام قاتلهم الله يبقى الاسلام الدين الحق الظاهر و لو لم يقتنعوا فيه
theredrose
موضوع: رد: هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟ 26/2/2011, 02:40
وسيبقى عدوهم اللدود
Jasmine collar
موضوع: رد: هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟ 26/2/2011, 02:45
اللهم رد كيدهم في نحورهم
KLIM
موضوع: رد: هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟ 26/2/2011, 05:29
شي اكيد وعد
هل يمكن أن تساوي أمريكا بين «الإسلاموفوبيا» و«معاداة السامية»؟