أمّة (جينيس) بقلم احمد حسن الزعبي
--------------------------------------------------------------------------------
أمّة (جينيس)
دخلت مدينة نابلس موسوعة ''جينيس'' من أحلى ''أبوابها'' حيث أعدّ ''النابلسيون'' أكبر سدر كنافة في العالم بوزن 1765 كغم،وبطول 74 متراً وبعرض متر واحد تقريباً..بمشاركة أكثر من 150 ''حلواني'' في المدينة..ولم أعرف تفاصيل أكثر عن سدر الكنافة العملاق، رغم انني مغرم بالتفاصيل؛ مثلاً كم بلغ طول ذراع المغرافة؟ما هي المساحة المسطّحة ''للمجحاف''؟ كم تبلغ كثافة الفستق؟ وهل تم تشريب السدر من خلال هيلكوبتر محمّلة بالقطر ام من خلال رشاشات زراعية؟..وكم مريض سكّري ''تنهّد'' وهو يشاهد المنظر ويدعو على صاحب الفكرة؟؟..
على أي حال هذه ليست المرة الأولى التي يدخل بها العرب ''جينيس'' من خلال بطونهم، ففي لبنان صنعوا اكبر تبّولة في العالم ودخلت جينيس، وهنا في الأردن حاولوا صنع أكبر منسف في العالم ولا أدري ان استمروا في المشروع ام تراجعوا، في الخليج طوّروا مفاعل ''كبسة '' سلمي نصف قطرة 12 متراً ووضعوا ''جملاً مراهقاً'' كاملاً عليه ودخلوا جينيس أيضاَ، وها هم الأخوان في نابلس يصنعون أكبر سدر كنافة ويدخلون ''جينيس''..ماذا تبقّى علينا يا ترى؟ نعم، أن يبادر الأشقاء المصريون ويدخلون كتاب جينيس بأكبر راس أرجيلة ''سلوم'' في العالم...فنكرّس بذلك يوميات المواطن العربي: تبولة كمقبلات، يتبعها بمنسف، يعززها بكنافة، يعطيها أرجيلة، تخمة، سطلان ..ثم الفراش...
قد يتبادر لأحدكم سؤال في السياق: لماذا لا يحاول العرب ان يصنعوا أكبر وسادة في العالم ويدخلوا عليها كتاب الأرقام القياسية؟ الجواب لا داعي أبداً لهذا الاسراف، فمنذ ستين عاماً ونحن ننام على اكبر وسادة في التاريخ المعاصر وهي '' فلسطين'' ..فقد حشوناها بقطن ''الكلام'' وأخطناها بورق التنديد..وكل ما قلناه ونقوله وسنقوله عن القضية... مجرّد شخير...