قامة لا تستطيل أبداً
قرر ديوان التشريع قبل يومين اعتبار قصار القامة(الأقزام) من ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي فهم يستحقون الدعم والخدمات التي تقدم للمعاقين سواء في العمل او التعليم أو التسهيلات البيئية أو الإعفاءات الجمركية..
***
هل سيشملني القرار؟ فأنا أصعد الى سريري تسلّقاً..وأنزل منه تعلقاً مثل رجال الإطفاء ، وعندما اذهب للحلاق يضع تحتي خشبة عرضية مثل الأطفال..وعندما ينزلني يقول لي (هات ايدك عموه)..حتى عند الكتابة أقفز الى (كيس) الكمبيوتر ثم أمد (سقالة) نحو الكرسي وأمشي عليها بحذر مثل عمال البناء، عند ارتياد المواصلات العامة ألوذ خلف عجوز او شاب جامعي لأركب بمعيته ..وحدي لا يمكن ان الفت نظر السائق أو (الكنترول) أو أي من المارة..أتجنب شرب الماء من الكوب مباشرة الا بوجود من هم أطول مني خشية الغرق أو الانزلاق عن الحافة .
عند الإفطار ارمي لقمة الخبز عن بعد من خلال خيط (صنارة) في صحن الفول وعندما تتشبع وتثقل اسحبها ثم اتناولها..فانا أخاف من السقوط في بؤر (الشطّة) أو ان ينهال عليّ رجم من (البليلة)..يستغرق مني الصعود الى درجة اعتيادية الابعاد ساعة كاملة والنزول مثلها..مقاس قدمي 22، ومحيط خصري 32..ومن القمصان نمرة (1) بيبي..
أنا أقصر قصار القامة، ومع ذلك فلا أطمح بأية فرصة عمل أو أفضلية في التعليم أو حتى بإعفاء جمركي..أنا أطمح بقامتي الحقيقية فقط...
***
منذ أن ذابت فلسطين في فم المحتل كما تذوب قطعة الحلوى ..وقامتي لا تستطيل ابداً...