أما من فلسطيني واحد يسحب لسانه من بين فكيه؟! بقلم خالد محادين
--------------------------------------------------------------------------------
كتب: خالد محادين
لو أن الاستاذ جورج قرداحي مقدم برنامج من سيربح المليون استضاف في احدى حلقاته عددا من المناضلين المؤمنين بالكفاح المسلح وأن فلسطين العربية تمتد من النهر الى البحر وأنها ثورة حتى النصر وأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فالأمر المؤكد ان المقاتل المجاهد عزام الاحمد – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – سيكون في أعلى قائمة الضيوف، حتى لو لم يسبق له أن اطلق رصاصة نحو عدو أو اطلق رصاصة في عرس صديق او قريب أو اطلق رصاصة في حفل ختان طفل فلسطيني.
وقبل الحديث عن تصريحات أخيرة صدرت عن هذا العزام الاحمد، اشير الى انها لم تنقل عن فضائية حماس او عن موقع الكتروني تابع لحركة الجهاد الاسلامي او عن صحيفة تصدرها احدى فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية او عن صحيفة صهيونية رغبت في الاساءة الى بقايا حركة فتح او الى قيادات ما بات يسمى بالسلطة الفلسطينية، فهذه التصريحات اخذت من (مركز الاعلام والمعلومات الوطني – صوت فلسطين- حركة فتح- اول واكبر تجمع فلسطيني فتحاوي على شبكة الانترنت) ففي حديث الى وكالة الانباء الالمانية قال عزام السلطة ما يلي:
1- أقول بملء فمي أن غزة ليست بحاجة الى امدادات من المواد الغذائية او الانسانية، والسلطة تتولى توفير كل هذا ويوميا هناك 200 شاحنة ترسلها السلطة لا عبر رفح ولكن عبر المعابر الاخرى (يقصد هنا معابر العدو الصهيوني التي هاجمت قواته قافلة الحرية وقتلت وجرحت العشرات من المشاركين فيها).
2- ليس صحيحا ان هناك استياء في حركة فتح لان النظام المصري قرر فتح معبر رفح.
3- ليس صحيحا ان النظام المصري فتح معبر رفح من اجل ارسال مساعدات لحماس وتساءل: من قال ان فتح المعبر لحماس ولادخال المواد الانسانية والمساعدات لحماس
4- النظام المصري بالاساس لم يغلق يوما ما معبر رفح في وجه تقديم المساعدات الانسانية لاهل غزة.
5- المشكلة إذن ليست قصة حصار وانني واثق انه لن ينتهي الا بانهاء الانقسام الراهن من قبل حركة حماس.
لا يجوز لاحد ان يستغرب صدور مثل هذه التصريحات عن فتحاوي طعن حركته النضالية في الصدر والظهر، وقاتل ضد كل اعداء التحرير والعودة والسيادة والتطلعات الفلسطينية المشروعة، فقد قاتل عزام الاحمد في امريكا اللاتينية ورافق فيديل كاسترو وتشي غيفارا في مقاومتهما المسلحة للقوى الاستعمارية، وانتسب الى قوات تحرير الجزائر وفيتنام وكان اقرب الناس اليه هوشي منه والجنرال جياب، ولو ان لجنة طبية محايدة كشفت على جسده لوجدت ان ليس في هذا الجسد مساحة في حجم علبة ثقاب ليس فيها رصاصة من مسدس او بندقية او طعنة من حربة او شظية من صاروخ ارض- ارض او ارض- جو، ويؤكد بعض اصدقائه انه لا يرتدي عند النوم منامة حريرية بل كفنا حتى يظل في كل لحظة مستعدا للشهادة حتى يظل حيا لان الذين يقتلون في سبيل الله والوطن والشعب لن يكونوا امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون، وعندما تسمعه يتحدث عبر احدى الفضائيات تنتصب اذناه ويستطيل أنفه وتجحظ عيناه اذا كان الحديث عن حركة حماس او اية حركة مقاومة وجهاد فلسطينية، اما اذا كان الحديث عن العدو الصهيوني فيظهر على الشاشة طفلا وادعا يذكرك بالشقيق الاصغر لماما تيريزا او للموناليزا.
في مطلع هذه المقالة تحدثت عن استضافة الاستاذ جورج قرداحي للمناضل عزام الاحمد- ارجو ان يعتبر هذه الصفة من قبيل المزاح الاخوي- واستطيع تصور كيف تكون مشاركته في برنامج (من سيربح المليون) سيبدأ جورج بالاسئلة السهلة مثل: ما هي عاصمة اسرائيل؟ فيرد عزام: القدس، وسيسأله: اذكر اسماء خمسة شهداء فلسطينيين، فيشعر عزام بالحرج ويطلب الاستعانة بصديق، يسأله جورج: من هو هذا الصديق؟ يرد عزام: أي واحد من هؤلاء الاربعة نتنياهو، باراك، ليبرمان، دايتون!!
هنا اريد ان امزح مع المناضل الشرس واعتذر مرة اخرى عن استخدام هذا الوصف واتساءل: لو ان موسوعة جينس تضع قائمة باسماء اشرس اعداء شعوبهم فانني اظن- وبعض الظن ليس اثما- ان مستر عزام الاحمد قد يحتل رأس القائمة وربما حتى نهاية الالفية الرابعة.
تصريحات عزام الاحمد جاءت في توقيت واحد مع القرصنة الصهيونية التي استهدفت قافلة انسانية تحمل مواد بناء وبيوتا جاهزة واغذية وادوية لاهل غزة المحاصرين كما تعرف الانسانية كلها وكما ينكر عزام الاحمد ولا ارغب في التوقف مع مزاعمه حول ان النظام المصري لا يغلق معبر رفح ويمنع دخول الادوية والاغذية والاطباء والممرضين وحتى المستشفيات التي ارسلها البعض فقام النظام المصري بقرصنتها ومنعها من الوصول الى المرضى والجوعى والاطفال وحتى نهبها وتركها تفسد على حدود القطاع البطل.
لا اطلب من عزام الاحمد ان يقرأ تاريخ شعبه العربي الفلسطيني ولا ان يحاول معرفة عشرات الاف الشهداء ومئات الاف الجرحى وعشرات الاف الاسرى، لكنني اتمنى لو يقرأ تاريخ عائلته وليعرف الابطال من اسرته الذين طاردهم الاستعمار فلجأوا الى الكرك العظيمة حيث أقاموا معززين مكرمين ابطالا شرفاء لم يتعاملوا مع والد نتنياهو ووالد باراك ووالد ليبرمان ووالد دايتون وبقية قائمة العنصريين والقتلة والجزارين.
وبعد هل تركت الامثال امرا لم تقله او حكمة لم تطلقها بدءا من (اذا لم تستح فقل ما تشاء) ومرورا بـ ( اذا لم تستح فافعل ما تشاء) وانتهاء بـ (اذا لم تستح فاسقط كما تشاء) ولانه ليس من حقي ولا من حق احد آخر ان يتهم عزام الاحمد بالخيانة فذلك لانني اتذكر دائما ما قاله الجزائري عمر بن جلون تعليقا على زيارة انور السادات الى القدس (هذا الرئيس لم يرتكب خيانة لانه عدو والعدو لا يخون).
صابون نابلس كله لا يكفي لتنظيف خائن او عميل بل ان كل مصانع الصابون في العالم لا يمكن ان تشطف سنتيمترا واحدا من عقل او قلب او لسان مثل هذا العميل او ذاك الخائن، وازاء صمت سلطة محمود عباس على ما قاله عزام الاحمد فاننا جميعا نعتبره ناطقا مخولا ورسميا باسمها واتمنى على منظمات المجتمع المدني الاردنية والفلسطينية ان تعقد محاكمة شعبية لعزام الاحمد وامثاله، فتأييد الحصار خيانة وانكار الحصار خيانة والدعوة الى استمراره خيانة، واتمنى لو ان فلسطينيا او عربيا يسحب لسانه او يقطعه حتى ننعم بصمته بعد ان اساء الينا جميعا بتصريحاته.