الكاتب : محمد خير طيفور
يقول الشافعي رحمه الله :-
نعيب زماننا والعيب فينا ......ومالزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ..... ولو نطق الزمان لنا لهجانا
فدنيانا التصنع والترائي ..... ونحن نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ..... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك ضأن ...... فويل للمغير إذا أتانا
مما يؤسف له حقا أي رجل يتولى منصبا مرموقا ولمدة طويلة ، وبعد أن يخلع من هذا المنصب يبدأ يهاجم بمن يحكم بعده ويستعمل كرباج الجلاد ، ويبدأ ينظر ليجلد من بعده ، ويطالب بتطبيق قانون (( من أين إليك هذا ؟ )) ولم يسأل نفسه وعظامه مبنية من العملات حتى وصلت إلى حد المليارات ، ويقال أنه احتفل بملياراته رسميا ...التي جمعها من ورثة والده وجده ومن خلفوه ... لا أدري ماذا أقول ؟؟ ...لقد أصاب قلمي الحيرة فيما سأكتب ، وكدت أن أشق ثوبي على ما ينطق ويدعي فيه مثل هذا الرجل وهو يدعي بأن الزمن الذي كان يحكم فيه كانت الدنيا بخير ، والحقيقة الواضحة أن هذا الرجل بعد حكمه الطويل سلم منصبه وقد غرقت البلد بالمديونية التي ستتحملها الحكومات المتعاقبة
لقد ضاعت المعاني في زحام الكلمات...... واختلطت الحروف ...... وكونت مزجا للحق بالباطل بل قلب الحق إلى باطل وضاعت أجمل المشاعر .... نسرف في كلمات المجاملة ونقصر في الأداء الفعلي ...... نتقرب ممن لا يحتاجنا ونبتعد عن الأجدر بالرعاية ... نعيش في البيوت تجمعنا جدران صلبة .. قوالب طوب ولا تضمنا أحاسيس... نظلم أنفسنا ونعيب زماننا والعيب فينا..... وما لزماننا عيب سوانا .
تصوروا يا إخوتي حوتا لهم خيرات البلد ويدعي النزاهة ويطالب بتطبيق قانون (( من أين إليك هذا ؟ )) ، صدقوني أن قلمي عجز عن وصف ذلك الهجوم الذي هاجم فيه هذا الرجل الحكومة الحالية والوضع الحالي ، والذي انطبق عليه القول
فدنيانا التصنع والترائي ...... ونحن نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب.....ويأكل بعضنا بعضا عيانا