تلك تجلس على مقعدها المزخرف بألوان الرفاهية ... تبكي حبيبا قد غاب ! و ذاك ينزوي في الغرفة هائما .. يهمس لها بقلب من الحب قد ذاب ! و هو يحتسي قهوته في مكتبه و يراجع كشوفات امواله و كم يحتاج ليملأ بلنقود الحساب! و هنّ قد تجمعن في حديقة مزهرة .. و يجلسن يغنين و يرقصن بفرح و كلهن انطراب ! في المدارس يلهون و يدرسون بعضهم يتملق بكسل و الاخرون يعملون بدأب! و تترنح أمزجتهم بين الهدوء و الشغب و بين حسن الخلق و انعدام الادب ! على أسرتهم الدافئة يحتضنون أجهزة الحاسوب خاصتهم .. و يطرزون عبارات من الغضب و العتب .. و شاشاتهم ملأتها أفلام مضحكة و مشاهد رومنسية و لربما بعضا من أغاني الثوار العرب! مهلا ... هل قلت الثوار العرب؟
و من منكم يعرف الثورة أيها العرب؟ الثورة و انتم كلمتان متضادتان ! ثوار و عرب؟ لا يمكن ..
أثوار تحسبون أنفسكم و تعدون كلمات اغنياتكم .. كلمات تعبر عن حقيقة الغضب؟ أثوار انتم يا من تلهون و تنسون حتى من غرق و من ذبح و من قتل من أخوانكم العرب؟ أخوانكم الذين يجلسون على بسط من ألم .. و يبكون طفلا في غيابة الموت قد شرد ! أولئك الذين ينزوون في منفى النسيان هائمين في اعماق الهموم و قلوبهم أرهقها التعب .. يحتسون في سجون الخوف مرارة الرعب ! و يراجعون حسابات قد تراكمت عليهم ثمنا يدفعونه جراء رفضهم للهرب ! أثوار أنتم ؟ أعرب أنتم يا عرب ؟؟ يا من رفعتم رايات تركيا بفخر و سعادة ! و نسيتم انكم احتجزتم خلف قضبان تعذيبها سنين و عقود ! و غنيتم و هللتم لها .. فالمجد على يد تركيا سيعود و سهوتم عن حقيقة ان عروبتكم يجب ان تسلخ عن الجلود ! عن الجلود التي تبروزت تحت شمس الحرية لتتخذ لون الاستهتار الغامق ! أثوار انتم ؟ و هم في كل يوم يشاهدون الاف المشاهد الدموية المخيفة و لا يغمضون جفنا خشية الارق بالليل ! لأنهم اعتادوا على ذلك الليل الحقود !!
أيها الادميين .. فاقدي الهوية ..
أعرب أنتم ؟ أتظنون نفسكم تستحقون ما تحمله كلمة ثورة من معانٍ؟ أعرب يا من تسهرون تقلبون موجات مذياعكم بين ايلي و مازن و عبود ؟
و حالاتكم النفسية بين الفرح و الجمود .. و بين قلة الرضا و كثرة الجحود
ابقوا حيث انتم .. و اغرقوا في سباتكم .. و دعوا المجد لأردوغان و شعبه .. و ابقوا لتثبتوا لأنفسكم التي نفر منها الاحساس .. أنكم فعلا يهود!