عرس الزين

موضوع: عرس الزين 20/2/2011, 17:32

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هل مشيت يوما علي شاطئ البحر وابتلت قدماك ورفعت عينيك الي الافق فأذهلك اتساعه حتي خلته ممتدا الي مالا نهاية؟ لابد انني عشت حياة قبل حياتي هذه بجوار البحر وان لي تجارب مازالت اثارها تحرك في اعماقي خوفا كبيرا من البحر واسراره المختبئة في العمق.
لست ممن يجيدون العوم ولكني غبط من يجيدونه حين اكتفي بالسير علي شاطئه و أفرح بالعثور علي صدفة حملتها الامواج الي حيث اكون.

وحالي اليوم مع ما جري ويجري في مصر هو انني أخاف منه واخاف عليه. ويدشني عمقه ومداه.
.
من بين الاحداث الجسام استوقفني , خبر انساني صغير مضمونه ان ثلاثة شبان و ثلاث شابات اتفقوا علي الزواج وقرروا ان يشهد ميدان التحرير احتفالهم بعقد القران وسط الجموع بحيث اصبح كل المتظاهرين شهودا علي العقد ومشاركين في الاحتفال . فأعتبرت ان هذا الحدث هو اشارة حملها الي موج البحر لكي يؤمن خوفي من المجهول.
في خضم الاحداث تستمر الحياة وتلك هي المعجزة . ففي كل مواسمها تختلط في التجربة الحياتية الاحداث العامة والخاصة.. و تتقاطع المشاعر الوطنية مع الحياة العاطفية والاجتماعية .ولا يمضي يوم الا ويعلمنا درسا جديدا. و تفشل تجارب وتنجح اخري فنتكيف مع الفشل كما نتكيف مع النجاح ما دمنا نمسك زمام الامور بأيدينا

لقد صنفت ذلك الخبر في خانة خاصة في ذاكرتي مع احداث اخري اعتبرها علامات علي طريق الوعي بأهمية الحرية في حياة الانسان.
بدأ ت الدروس التي جعلتني من اكون بحوار سمعته بين ابي واحد اصدقائه واناطفلة. وحتي يومنا هذا لا اعلم لماذا ثبت الحوار في ذاكرتي ولماذا اعود لاسترجعه ولأقلبه بين جنبات رأسي علي خلفية احداث جديدة. فقد سمعت ابي يقول لصديقه: لو نجح جمال عبد الناصر في تأميم القناة فقد ترسخت زعامته.
لم يكن ممكنا ان افهم المعني كله في ذلك الوقت .وعشت في شبابي زعامة جمال عبد الناصروعداء الدول الكبري له وعشت مع جيلي انكسار هزيمة ١٩٦٧بدون ادراك يكفي للربط بين زعامته وبين القوي التي تحالفت لتحقق هزيمته وموته.

ثم وقعت ثورة الطلبة في عام ١٩٦٨ ورأيت الاف من زملائي يخرجون للتظاهر ضد الحرب في فيتنام. وكانت احداهن طالبة ايرلندية تصغرني في العمر وتتفوق علي كثيرا في الحماس للقضايا العامة في ذلك الوقت. اتذكرها متهللة بالبشر والسرور وهي تزف الي نبأ نزول الحكومة البريطانية علي ارادة الشباب والغاء قانون الاحتجاز. فقد كانوا يمنعون الطلاب من التظاهر عملا بقانون يخول للسلطة اعتقال المتظاهرين بلا تهمة محددة واحتجازهم الي اجل غير مسمي وبدون محاكمة.
لم افهم المعني الا بعد سنين ولم اصنف قانون الاحتجاز البريطاني في نفس الخانة التي يصنف فيها قانون الطوارئ المصري حتي كتابة هذه السطور.وهل هناك علاقة بين تأميم قناة السويس وهزيمة الامريكان في فيتنام والغاء قانون الاحتجاز في ايرلندة واحتمال الغاء قانون الطوارئ في مصر ؟ كلها أحداث تصب في نهر الاحتياج الي الحرية والسعي لاستردادها. فقد تحررت ايرلندة وتحررت فيتنام ومازالت قناة السويس مصرية ,وحاليا يطالب ملايين الشباب بالغاء قانون الطوارئ في مصر.

انظر الي ثورة الشباب في مصر كما انظر الي البحر الكبير الذي لا ابلغ مداه الا في الخيال. في احلامي اري لي حفيدة اسميها حرية وحفيد اسميه تحرير. وفي يوم ما قد اجلسهما علي حجري واروي لهما انني عشت زمن عبد الناصر وزمن انتفاضة الشباب بعد اربعين عاما من وفاته .

فوزية سلامة

موضوع: رد: عرس الزين 20/2/2011, 18:53

اسلوبها رائع
مو هي اللي بكلام نواعم؟

موضوع: رد: عرس الزين 25/2/2011, 00:55

مقالة رائعة اشكرك