اذا كانت طرفة القفز عن يوم الجمعة تنتشر في امصار وتخوم كثيرة بعد ان باتت الجمعة الجامعة قلقا مستداما للعواصم ، فإن عمان ما زالت على وعدها في الجمعة والدعاء بالامن والنعمة والخير و لولي الامر أن يرزقه البطانة الصالحة ، والهاشميون في مفهوم الاردنيين امن مستدام وبعد ان علت في مدن كثيرة الشعب يريد اسقاط النظام كان الاردنيون يهتفون سرّا وعلنا الشعب يريد النظام حسب تعبير رئيس تحرير زميلة يومية .
فالامن الاردني ونعمته متسقتان مع الرضى بالنعمة الاردنية وطنيا حتى في اضيق اللحظات واحلكها ، والاردن ليس طارئا على الازمات او غريبة عليه انواء الاقليم وانعكاساتها عليه ومحاولة اصطياد بعض الاقلام او الازلام في الازمة عبر قراءة المشهد بعين حولاء وفم متلعثم ولسان اعوج ليست جديدة ايضا .
الجديد تردي منسوب الادب وانخفاض مستوى الحياء والبحث ليس عن حمرة الورد في الخلاف بل عن دفاتر الاحوال المدنية واسماء الامهات واستحضار ما نعرفه بلهجتنا ولغتنا وليس بلغة حلف الاطلسي او حلف البترول مع اشجار البر الشامي النادرة على ضفاف الراين .
من ينظر في الصور التي تنشر عن جولات الملك ، يعرف ان صاحبات المدارق ، هنّ في وجدان الملك وان انقى صورة كانت تلك الصورة والملك ينحني لتقبيل رأس سيدة قطعا لا تحمل اسما حداثيا بل وربما اسمها من موروثنا العربي والبدوي وتتكرر الصورة لاثواب مطرزة ومدارق وعصبات رأس احيانا بالشماغ المهدب او بدونه لكنها عصبة رأس يحلف بها الاردنيون ويوفون بالقسم دوما .
لسنا في مجال استعراض معاني ودلالات الصور واللقاءات ، فهي تتحدث عن حالها لكنها فرصة لإعادة التعريف بالوجدان الاردني وعلاقته بالام والزوجة او بالوالدة كما يكون اسمها عند الحديث عنها بقداسة دائما ، ونقول أمي بالضم او الفتح ونملأ الصدر بالهواء والفم بكل الرطوبة ونحن نقولها ، ولا نعرف بيوت العجزة او نوادي كبار السن نهاية للامهات ، ونقسم بشرفها كحالة صدق لا تناقش ونفتخر بأخواتنا ونستبدل اسم العائلة او العشيرة لصالح اسم "اخوة فلانة"ومن يعرف اصدقاء في الاردن كما يدّعون يعرف ذلك .
ويعرف ان التغريب والتهريب والاعتداء على الوجدان والفساد هو من افرز جرائم الاعتداء على نساء تحت اسم الشرف وان مفاهيم العشيرة لم تقبلها ابدا ولم تسلكها ، ولمن في عينه حول نقول راجع تعداد الجرائم تلك ومتى انطلقت اكثر ابان اليمين المحافظ وبطن الحافر الذي افرز اعلاما وثقافة غريبة واسماء ام ابان العزة والعروبة والحديث بلهجتنا وليس برطانة وإقلاب.
امهاتنا لم يكن عاطلات عن العمل يوما ولسن ربات منزل رغم انهن مربيات من الدرجة الاولى بدليل ان اعلى نسبة تعليم عالي في الاردن وان ثلث جامعات الاقليم الاوسطي في الاردن ايضا ، وكنّ مزارعات ومربيات حلال ، ومنتجات سمنا وجميدا كمخزون استراتيجي للعائلة ودخلا ماليا ، ونعترف لم نكن يوما بلدا جاذبا للسياحة والسهر فإمهاتنا عاملات ومربيات وينمن مبكرا.
عمر كلاب
موضوع: مدرقة عمتي عبطة 
20/2/2011, 15:36
