دراسات العلاقات الدراسات المسحية تكتفي بجمع المعلومات والبيانات عن الظواهر التي تدرسها من أجل وصفها ، كما تهتم بتفسير هذه المعلومات لفهم هذه الظواهر. أما دراسات العلاقات فلا تكتفي بعملية الوصف والتفسير بل تهتم بدراسة العلاقات بين الظواهر، والارتباطات الخارجية بينها وبين الظواهر الأخرى.
أشكال دراسات العلاقات دراسة الحالة . الدراسات العلية المقارنة . الدراسات النمائية . أولا : دراسة الحالة يعني هذا الأسلوب في البحث بدراسة حالة فرد ما أو جماعة ما أو مؤسسة ما ، كالأسرة أو المدرسة أو المصنع عن طريق جمع المعلومات والبيانات عن الوضع الحالي للحالة ، والأوضاع السابقة لها ومعرفة العوامل التي أثرت عليها والخبرات الماضية لها لفهم جذور هذه الحالة باعتبار أن هذه الجذور ساهمت مساهمة فعالة في تشكيل الحالة بوضعها الراهن ، فالحوادث التي مرت على الأفراد أو المؤسسات وتركت آثارا واضحاً على تطور الفرد أو المؤسسة هي مصدر هام لفهم السلوك الحاضر للفرد أو المؤسسة . وتستخدم دراسة الحالة في كثير من المواقف اليومية في الحياة العملية كما تستخدم من قبل الباحثين. فالإنسان حين يريد أن يختار صديقاً فإنه يدرس سلوكه الحالي والسابق، وحين يختار رفيق حياته فإنه يقوم بدراسة "حالة" ويجمع معلومات عن وضعها الحالي وتاريخها والأحداث الهامة التي مرت بها. والطبيب يقوم بدراسة "حالة" للمريض ليعرف حياته السابقة وصلته بالمرض، والتاريخ الصحي له. والباحث الاجتماعي يقوم بدراسة "حالة" الأسرة الفقيرة التي تحتاج إلى مساعدة أو للطفل المنحرف الذي يحتاج إلى التوجيه والإصلاح فيدرس أسرته وطفولته ومدرسته. والطبيب النفسي يقوم بدراسة "حالة" للمريض الذي يتعامل معه ويجمع معلومات عن تطور حالته النفسية والعوامل الهامة التي أثرت عليها. والمعلم بقوم بدراسة "حالة" لكل طالب حين يعد ملفاً للطالب يسجل فيه ابرز الحوادث والخبرات التي مر بها الطالب في حياته الأسرية والمدرسية والصحية وغيرها.
خطوات دراسة الحالة إن اسلون دراسة الحالة كأحد أشكال الأسلوب الوصفي في البحث يتحدد بالخطوات التالية :
تحديد الحالة: وقد تكون الحالة فرداً أو جماعة أو مؤسسة. جمع المعلومات والبيانات المتصلة بالحالة ليكون الباحث قادراً على فهمها ووضع الفروض اللازمة . إثبات الفروض عن طريق جمع المعلومات والبيانات المختلفة . الوصول إلى النتائج . أساليب جمع المعلومات -دراسة أقوال المفحوصين (أفراد الحالة ) وتحليل هذه الأقوال، فالمفحوصين قادرون على الكشف عن الخبرات الهامة أو المواقف الهامة التي يتعرضوا لها وأثرت على حياتهم. -تحليل الوثائق المتعلقة بالحالة مثل السجلات،المذكرات الشخصية الرسائل. -دراسة الجماعة المرجعية للحالة، فإذا كانت الحالة فردا لابد من دراسة أسرة الفرد ،وإذا كانت جماعة لابد من دراسة المجتمع الذي تعيش فيه هذه الجماعة. ومن المهم أن يكون واضحا أن جمع المعلومات لا يعني دراسة الحالة فالمعلومات هي المادة التي يجمعها الباحث ليكون قادرا على استخدامها للوصول إلى النتائج. كما أن من المهم أن تكون المعلومات شاملة لكل الأحداث الهامة المرتبطة بالحالة، فالباحث يحتاج لمعرفة كل المواقف والأحداث، ولكن عليه أن يكون انتقائيا فيأخذ الأحداث والخبرات التي تركت أثرا واضحا على الحالة وبهمل الأحداث البسيطة التي لا اثر لها.ويجمع الباحث معلوماته وبياناته حسب التسلسل الزمني وذلك لأهمية هذا التسلسل في تطور تشكيل الحالة.
مزايا أسلوب دراسة الحالة وعيوبه يستخدم هذا الأسلوب في دراسة حالة ما (فرد،جماعة،مؤسسة)كوحدة واحدة من خلال الرجوع إلى تاريخ الحالة وتطورها ووضعها الراهن، فكل المعلومات والبيانات ترتبط بهذه الحالة وبعلاقاتها بالآخرين، وبذالك يقدم الباحث في دراسة الحالة دراسة متكاملة متعمقة للحالة، حيث يركز الباحث على موضوع دراسته أو الحالة التي يبحثها ،ولا يشتت جهده على دراسة موضوعات متعددة أو أفراد عديدين. ولكن يؤخذ على هذا الأسلوب انه لا يمكن للباحث من تعميم نتائجه على حالات أخرى أو على مجتمع أكثر اتساعا، ومع ذلك تساعد المعلومات التي يحصل عليها الباحث من دراسة حالة ما في فهم ودراسة حالات أخرى لها نفس الظروف، فالعوامل التي أدت إلى انحراف طالب ما يمكن أن تؤثر أيضا – ولو بدرجات متفاوتة –على طالب آخر من نفس المستوى الاجتماعي والاقتصادي للطالب الأول. كما يؤخذ عليها أن المعلومات التي يقدمها المفحوص(موضوع الحالة)عن نفسه وخبراته الماضية والحالية قد لا تكون دقيقة حيث لا يكشف المفحوص عنها عمدا أو عن طريق النسيان وبذلك قد تضيع بعض التفاصيل الهامة.
مثنى سيف
موضوع: رد: دراسات العلاقات 20/2/2011, 03:09
يعطيكِ العافية وما تحرمنا من جديدكِ لك مني كل الشكروالتقدير دمت بحفظ الله ورعايته