في أحد الأيام وبينما الشيخ راكان بن فلاح الحثلين في سجنه باسطنبول رأى طيرا يحوم حول السجن وجال بخاطره أن يودع الطير قصيدة ليوصلها إلى قومه لكثرة اشتياقه إليهم وحنينه إلى موطنه وأراد أن يسلي نفسه بها وقال:
لاواهني يا طير من هو معـك حـام = ولا أنت تنقل لي حمايـض علومـي
إن كان لا من حمت وجهك على الشام = بيسر مغيب سهيـل تبغـي تحومـي
بكتـب معـك مكتـوب سـر ولا لام = ملفـاه ربـع كـل ابوهـم اقرومـي
سلـم علـى ربـع تنشـد بالأعـلام = لا واهني من شافهـم ربـع يومـي
ومن سايلك مني فأنا من بنـي يـام = من لا بة بالضيق تقضـي اللزومـي
ربعي ورا الصمـان وأنـا بـالأروام = من دونهم يزمـي بعيـد الرجومـي
ومن دونهم حوران ضلـع بعـد زام = دار أهلهـا مـا تعـرف السلـومـي
حال البحر من دونهـم لـه تليطـام = ومن دونهم مايـات مـوج تعومـي
من عقب ما سيفي على الضد حطـام = اليوم سيفـي جادعـه كنـه شومـي
صارت سوالفنا معي مثـل الآحـلام = مالـي جـدا يكـون عـد النجومـي
لا من ذكرت رموس عصـر لنـا دام = قمـت أتملمـل والخلايـق أنيومـي
ياالله ياللي طا لبـه مـا هـو يضـام = تفرج لشخص لاجـي عنـد قومـي
الله من عيـن لهـا سبعـة أعـوام = تسهر وتبكي مـن كثيـر الهمومـي
الحـال بـاد وباقـي جسـم وعظـام = كنـه مريـض واقـع ومحمـومـي
وقعت أنا في ديره مـا بهـا إسـلام = والبن الأشقـر مـا يـدار معدومـي
سجين سجـن ولاجـي عنـد ظـلام = ودوني بحـور وبالحديـد محزومـي
والجفن يسهر تالي الليـل مـا نـام = ومن جملة الكيفات صرت محرومـي
وعزي لمن مثلي عليه الدهـر هـام = مقصور رجل ولا جزع مـا يشومـي
وصلاة ربي عد مـن يلبـس إحـرام = وإعداد مـا تـذرى ذواري سمومـي
علـى نبـي خصـه ا لله بـالإكـرام = على جميع الخلق صـار محشومـي