زراعة الأشجار الخشبية على مياة الصرف الصحي أحد الطرق الهامة للتخلص من مياة الصرف الصحي
نظراً للزيادة الهائلة في كميات مياة الصرف الصحي الناتجة في دول
العالم وأيضاً لما تسببه عملية التخلص من هذه الكميات الكبيرة من المياة
بما تحوية من المواد الصلبة من مخاطر كبيرة وتلوث للبيئة نتيجة التخلص منها
سواء في البر أو البحر بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة لهذه العملية فقد
إتجهت كثير من دول العالم إلى إستخدام هذه المياة في ري الأشجار الخشبية
بعد معالجتها معالجة تمهيدية ومعالجة إبتدائية الغرض منها فصل المواد
الطافية وترسيب المواد الصلبة التي في المياة (الحمأة). وحيث ان مصر معظم
أراضيها صحراوية وخاصة على جانبي دلتا النيل فقد إتجهت الأنظار منذ عدة
سنوات إلى إستخدام مياة الصرف المعالجة في ري الأشجار الخشبية والتي يتم
زراعتها على هيئة أحزمة واقية أو غابات خارج المدن في المناطق الصحراوية
والتي لاتصلح لزراعة المحاصيل الأخرى وذلك من أجل تحقيق الاغراض التالية:
1- الإستفادة من جزء من المياة المهدرة بما تحوية من عناصر غذائية ومادة عضوية نظراً لقلة موارد مصر المائية.
2- التخلص من جزء من الكميات الكبيرة من مياة الصرف الصحي والتي يشكل التخلص منها في البحر أو البر مشاكل بيئية وإقتصادية كبيرة.
3- الإستفادة من أخشاب هذه الأشجار وخاصة ان مصر تستورد كميات كبيرة من الأخشاب من الخارج.
4- تحويل
المناطق الصحراوية الجرداء والتي لاتصلح لزراعة المحاصيل الأخرى إلى مناطق
خضراء يعود نفعها على البيئة المحيطة بالمدن من إنتاج غاز الأكسجين وتقليل
نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وتقليل الملوثات وغيرها من الفوائد البيئية
الأخرى.
يلاحظ
أن هذه الأشجار لايمكن استخدام ثمارها أو أوراقها في التغذية سواء للإنسان
أو الحيوان بسبب احتواء مياة الصرف على كميات عالية من العناصر الثقيلة
التي قد تسبب أمراض كثيرة، ولكن من الممكن أن تزرع اشجار التوت مثلاً
وتربية ديدان القز (ديدان الحرير) على أوراقها كما هو جاري في مدينة برج
العرب الجديدة.