بمجرد تلميح الكابتن لأحدهم ''بالخروج'' من اللعبة، كان ينفتح''جعيرنا'' وتنطلق عبارات التهديد المتعارف عليها :'' يا لعّيب يا خرّيب''، ''يا بلعب يا بحرّها'' ...وكل من جرّب لعب الحارات يعرف جيداً معنى ''خرّيب''...أي أنه سيقف في منتصف الملعب، كلما أتته الكرة ركلها باتجاه الوادي وجعل جميع اللاعبين ينزلون لإحضارها، او أنه يخطفها ويهرب بها
من غير رجعة، او يقذفها الى بيوت أحد الجيران المعروفين بمزاجهم الحاد وما يتبعه من ''شقّ الفطبول''.
لذا كان مألوفاً في ملاعب ''الترابية'' ان ترى الفريق المكون من 15 لاعباً كلّهم هجوم، يركضون جميعاً، ويعودون فرادى، حتى حارس المرمى كانت تأخذه الحمية و يصيح من آخر الملعب '' ترى أنا قولجي مع محاشك''..أي هو الآخر يرغب في ''المحاورة'' ويطمع بتسجيل الأهداف مثله مثل غيره من اللاعبين ...لذا فلا غرابة أن تنتهي نتائج المباريات في ذلك الوقت بــ 243,.
أنا شاركت في مباراة انتهت 52/ ,50.لصالحنا وذلك لأن الفريق الآخر كان أسوأ تنظيماً منّا، ولولا الوقت بدل الضائع والذي احتسبه راعٍ قريب - كان يسرح بعنزاته في الملعب - ساعة كاملة لانتهت النتيجة بالتعادل.
كنّا نعتقد أن زمن لعب الحارات ولّى، لكن كلّما تقدّم بنا العمر نكتشف أن لعب الحارات متأصل فينا، بالأمس رفض أحدهم أن يرجع دفاعاً، أو ظهير قشّاش، ولا حتى ''قولجي مع محاشك'' وصاح ..''يا لعّيب يا خرّيب''..
طيب يا اخي شو مال''القولجي مع محاشك'' بطّل ينفع؟
احمد الزعبي[center]