لِمن الوردة ؟؟
للجيل الجديد الذين لوّنوا الميدان بأضواء المستقبل.
للفتيات اللاتي جعلن المشكوكَ فيه ممكناً، والعرسَ متوجاً بوطن لا يخاف .
للشباب الذين جعلوا الغدَ أجمل .. والبطولةَ يقودها عقلٌ جمعيٌّ لا يقبل ادعاء البطولات الفردية ..
للبطل الفرد يذوب في الجموع ، ويقدم درساً في نكران الذات .
للرجل الأربعيني حمل ابنيه الصغيرين على كتفيه ليشهدا على حقبة جديدة تتشكل.
لكبار سن وعقل وقلب وفكر لم يطلبوا عودة أبنائهم إلى حضن (ماما )الدافئ ، مع تكرار جُمل غبية مدفوعة الثمن عن "تغرير قادم من وراء الحدود !"
للدبابات التي عرفنا ليس أرقامها فقط ، بل وعرفنا عملها الذي لا يرقى إليه تهوّرٌ عسكري يساوي بين الداخل والخارج .
للأم تقبل ابنَها العسكري بلا حجاب أومن وراء حجاب..للقبلة وقد أعطت البنوةَ والأمومةَ معنى جديداً تعجز صفحات وصفحات عن الإحاطة بوقع معناه وضجيج دلالاته ..
للصغار الذين كبروا بوطن يكبر بهم كل يوم .
للطفل والشيخ والشاب ناموا فوق جنزير دبابة كانت بردا وسلاما على الميدان .
للملايين قابلوا البلطجة بالصمود ، وقهروا قطع الاتصال بمزيد من الاتصال.
للظاهرين فوق النجوم ، فوق السحاب ، فوق الآلام فوق الفوق وأعلى العلو.. ولم تمتد أياديهم سوى إلى آلات العهر الأمني ليحرقوها.
لمن استبدلوا آلات القمع بآلات البهجة .
للذين لم يكسروا فانوساً واحداً في الميدان.
لمن الوردةُ الحمراءُ التي تزفّ عرساً ..بل أعراساً خالدة؟
الوردةُ لمن قدّم الوردةُ للجندي فوق دبابة حفظت الود ورعت الذمار.
الوردة للجندي يستلم الوردة من يد غضة شريفة لم تتلون بغير
الجمال..
ثمانون مليون وردة لثمانين مليون نفسٍ تنفست الوطنَ على أنغام النصر .
لمن الوردة اليوم ؟
لمن جعل الورد يزهر في الوطن من جديد.