لم تحترم أمي وصولي البارحة من السفر وغيابي الطويل عن البلد حين أيقظتني لتكلفني بالذهاب للسوق لشراء ..... كيلوين بطاطا واربع شدات بقدونس ونصف كيلو جزر وحبتين طماطم .... لا تكتر طماطم لأنوا مو موسمها وغالية !
ومر بطريقك ع أبو هشام جيب منو كيلو ملح بيود وطبق بيض. .
ولأنني دائم النسيان فقد كتبت كل ذلك على قصاصة ورق وأودعتها جيبي ورسمت مخططا في ذهني ثم قبضت على مدخل الزقاق الذي يفضي الى سوق الهال.
عيناي كانتا ترقب ما تغير في البلد ورأسي اسلمته لأفكار شتى ويداي في جيوبي تتحسس القطع النقدية وقصاصة الورق
تراها تزوجت أو لعلها أكملت تعليمها مثلما قالت لي مرة أو لعلها لا زالت تسكن حيث هي.
بطاطا وبقدونس وجزر وحبتين طماطم كل ذلك جرى بسرعة ودون مساومة لأنني احببت العودة إلى ما يدور في رأسي أتراها تزوجت إلى الخليج وفق إرادة أخيها الذي يعمل هناك ؟
أو لعلها لحقت بخالتها في الأردن ؟
هذا هو بيتهم وتلك هي شجرة الكباد تطل من الفسحة وهذه شرفتها موصده بأحكام ويكسوها الغبار وكأنها لم تفتح منذ قرون ..
دارهم صارت خلفي وصار معيبا أن التفت الى الوراء ... ربما لحظ التفاتتي أحد وبعضهم يعرف الحكاية . .
على الزاوية وقبل أن اقطع الطريق سمعتها لأول مرة تصدح بصوت عال
كيفك أنت ...... كيفك آل عم بيئولو صار عندك ولاد ........
أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد ..
اودعت أكياس الخضار عتبة الدار التي على الزاوية.
شو همي بالبلاد الله يخلي الولاد بتذكر وأتا آخر كلمة ألتا.....
هيدا انت ملا انت...
اتجهت ناحية محل الاشرطة .
اعطني فيروز التي تغني الآن دسست الشريط في جيبي وأكملت طريق العودة إلى البيت تحسست الشريط في جيبي ... الآن فور عودتي سأضع الشريط بالمسجل واستلقي على الصوفا واسمعه بهدوء
وصلت بوابة البيت لكن المسجل ..... أخبرتني أمي البارحة أن أبي أخذها الى الورشة .....عدت إلى السوق.
ساومت البائع على مسجل صغير واشتريته ولأن أخي الصغير ( سامي )معتاد على العبث بالمسجل تحطيم بابه فقد طلبت من صاحب المحل نزع الباب بهدوء .
عدت الى البيت لأفاجأ بأمي تقف على البوابة في انتظاري
أين الخضار !!!!!
أجبتها : صحيح أين هي الخضار ....!
لن أقول لها أنني نسيتها على رصيف حيهم
ولكن من الأفضل لي أن أجيبها بسؤال يشتت تفكيرها حتى أتدبر الكذبة المناسبة . لماذا تقفين على مدخل الدار ؟_
المصلحة قطعت علينا الكهربا لأننا لم ندفع الفواتير!!!_ ___________________________________________________ بعد يومين من الركض في مؤسسة الكهرباء والركض وراء الجباة والإدارة التي وافقت اخيرا على تقسيط المبلغ .
أقلعت بعدها الثلاجة ورحت أرقب تشكل بلورات الثلج بفرح
انتزعت أول حبات الثلج
سكبت نصف كأس ماء وتبعته بالعرق ورميت كرات الثلج على المزيج
تعرق الكأس الذي حملته إلى الشرفة
جلست على الكرسي
بدى حيهم من بعيد وأكاد أرى نافذتها
وضعت حبات القضامة على حافة سور الفيراندا وضغطت على زر التشغيل
كيفك
انت ... ملا انت