السؤال:
ما حكم السكوت عن المنكر خشية الوقوع فى مشاكل أسرية ؟
الجواب:
هل يحق لنا التظاهر بالرضا عن الأهل والأقارب رغم أنهم ليسوا على صواب، وذلك اجتنابًا للمشاكل والعداوة؟وهل علينا أن نتقبل أخطاءهم رغم أننا لسنا راضين بها، وانصحونا أثابكم الله كيف نتصرف في مثل هذه الظروف؟ بارك الله فيكم.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..وأما عن سكوت الإنسان عن عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه جريمة شرعية، فالمسلم مطالب أن يزيل المنكر بأحد ثلاث، عملاً بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان"، وأما الأخت السائلة فتقرِّر في سؤالها أنها لا تحبّ أن تجهر بدفع الخطيئة عن الآخرين خشية الوقوع في المشاكل الأسرية. أقول إننا نعبد الله وحده ولا نعبد الخلق، فخشية المرأة من الخلق تضعف خشيتها من الله عز وجل الذي سيسألها عن قصورها في دفع المنكر. ومن ثَم فهي مطالبة أن تأمر بمعروف وأن تنهى عن كل منكر تراه أمامها سواء كان من أقاربها أم من غيرهم، وإلا فستسأل عن ذلك، وبخاصة أنها مستطيعة أن تغيِّر المنكر بلسانها، ومما ينبغي أن نعلمه أن الذي يكون على الخطأ ولم نساعده على تغييره سيتعلق بأعناقنا يوم القيامة، ويقول لم رأيتني أمامك على الخطأ أو المنكر ولم تعنِّي على تغييره، وبذلك يضاعف الإثم، والله تعالى أعلم.