اللامبارك طاغية آخر إلى مزابل التاريخ

اللامبارك طاغية أخر إلى مزابل التاريخ)

(تحية ونداء ونصيحة إلى أبناء مصر الكنانة المنتفضة في وجه الطاغي )

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

بقلم: محمد اسعد بيوض التميمي

السلام عليكم يا شعب مصر.

السلام عليكم يا شعب كنانة الله في أرضه.

السلام عليكم يا عشاق الحرية والكرامة.

السلام عليكم يا قادة الثورة وطليعتها أيها الصامدون المرابطون في ميدان التحرير.
السلام عليكم أيها الثائرون المنتفضون من إسكندرية إلى أسوان في وجه الطاغية المجرم حسني اللامبارك اللعين الذي حُمل على رقابكم تحميلا في غفلة من الزمن من قبل اليهود والأمريكان طوال ثلاثين عاما أذاقكم فيها الويل والثبور وعظائم الأمور حيث أوكلوا له مهمة منع نهوض مصر وتخريبها وتدميرها لمصلحتهم، لأنهم يعرفون بان نهوض مصر يعني نهوض الآمة، وإذا ما نهضت مصر وتحررت فإن الكيان اليهودي في فلسطين لن يطول به الأمد ومصالح أمريكا في المنطقة ستتهدد.

من اجل هذا عمل الطاغية طوال ثلاثين عاما على خدمة أسياده الذين حملوه على رقابكم فقام بسرقة أحلامكم وإفقادكم الآمل بالمستقبل وقتل الطموح فيكم وعمل على تخريب دياركم وإهدار كرامتكم وسحق إنسانيتكم وإذلالكم بإهانة رجالكم ونساءكم والتفريط بحقوقكم وسرقة ونهب ثرواتكم ومقدراتكم ونهش لحومكم دون شفقة ولا رحمة في دوائر أمنه، فهو قد جعل من مصر عظما بلا لحم، فهو لم يكن إلا دراكولا مصاص لدمائكم وجزار لكم.

فكل ما ارتكبه من جرائم بحقكم وبحق بلادكم وحق الأمة بكاملها ترقى إلى جرائم كبرى ضد الإنسانية وخيانة عظمى يجب أن يحاكم عليها هو ونظامه كاملا، فطوال عهده اعدم الكثير من خيرة شباب مصر ولاحقهم وقتلهم وزجهم في المعتقلات والسجون بحجة محاربة الإرهاب فكان تقريبا أسبوعيا يعلن عن اكتشاف تنظيم إسلامي إرهابي كما يدعي ويتم عقد محاكم صورية لهؤلاء المتهمين زورا وبهتانا وإعدامهم أو الحكم عليهم بأحكام قاسية وبمنتهى السهولة وأكثر ما حدث هذا في عهد وزير داخليته المجحوم سيء الذكر والصيت اللواء زكي بدر.

فاللامبارك اللعين جعل مصر خرابا يبابا حيث قام بارتكاب جريمة جماعية ضدكم وبالموت البطيء حيث أهلك الزرع والضرع ولوث الهواء ونشر الأمراض والأوبئة الفتاكة، فأعلى نسبة سرطانات وأمراض الكبد وفشل كلوي في العالم موجودة في مصر، وهذا المجرم جعل النيل هبة الله لمصر مكرهة صحية فلوثه وصار غير صالح لا للزراعة ولا للشرب، فالشعب يشرب مياه ملوثة والطاغية وزبانيته وعائلته يشربون مياه صحية مستوردة من فرنسا، وصار النيل لا يصلح لعيش الأسماك فتم القضاء على الثروة السمكية التي كان النيل احد مصادرها الأساسية مما كان يجعل السمك يتوفر بسعر مقبول للمواطن، وهو يعيش طوال العام في شرم الشيخ حيث الهواء النقي والغذاء الذي يأتيه يوميا بالطائرات من( الكيان اليهودي) هو وعائلته الشريرة.

ولقد أجهز الطاغية على الأزهر ففرغه من مضمونه وافقده دوره في العالم الإسلامي، فصار مشايخ الأزهر وعلمائه رمزاً للنفاق والخسة والوضاعة وتحريف الدين، حيث جعلهم يُحللون الحرام ويُحرمون الحلال، فهذا التخريب وصل مداه بتعين سيء الخلق والسمعة والصيت المقبور سيد طنطاوي شيخا للأزهر، فأراد بهذا التعيين أن يُذل الأزهر وخريجيه وأن يحارب الإسلام والمسلمين، فعليكم يا شباب مصر إعادة الاعتبار للأزهر وإعادة له دوره التاريخي في نشر الإسلام، وفي عهد الطاغية صارت المومسات والراقصات هُن رموز مصر مما أساء إلى سمعة نساء مصر العفيفات الطاهرات حتى أن إعلام الطاغية أطلق على إحدى الراقصات لقب الهرم الرابع.

ولقد دمر الطاغية الزراعة في مصر، فمن منكم لا يذكر يوسف والي وزير الزراعة المشكوك بأصله والذي جثم على صدوركم أكثر من عقدين من الزمن عمل خلالهما على تدمير الزراعة في مصر وسرطنة غذائكم وقضى على محصول القطن الذي كان يُعتبر بترول مصر، وكان لا يستطيع احد أن يعترض عليه حيث كان مدعوم بقوة من الطاغية واليهود وخرج من الوزارة بفضيحة كبرى لم يستطع الطاغية أن يتستر عليها وهي استيراد بذور للقمح والأرز والقطن والذرة من الكيان اليهودي متسرطنة.

ومن الخيانات العظمى للطاغية أن الشعب المصري يعاني بشدة من نقص الغاز، فأزمة الغاز مستفحلة في مصر وأسعارها عالية جداً رغم أن سيناء فيها غاز أضعاف حاجة مصر قابلة للتصدير، ورغم ذلك فانه يعطي بترول وغاز سيناء لليهود بسعر رمزي بل مجانا بل انه يستخرجه على حسابكم، فهو يبيعهم الغاز بدولار وتكلفة إنتاجه ستة دولارات فالفرق في تكلفة الإنتاج وهي خمسة دولارات يدفعها المواطن المصري من جيبه، أي انه يدعم اقتصاد الكيان اليهودي على حساب الاقتصاد المصري، فهل هناك خيانة وجريمة أعظم من هذه الخيانة والجريمة؟؟

انه تخريب متعمد وممنهج ولا يقوم به إلا خائن وعميل وجاسوس.

ولقد عمل هذا الطاغية بكل وسائل البطش والظلم والقهر أن يُحولكم إلى قطعان مذعورة مرعوبة تخاف من بعضها وتؤمن بأن الحيطان لها أذان وعيون تسمع وترى ما تقولون وما تفعلون، فسد عنكم باب كل خير وفتح عليكم باب كل شر وصار المصريون في عهده يهربون من وطنهم بحثا عن لقمة العيش وليعملوا بالمهن الوضيعة عند من كانت مصر في يوم من الأيام تتصدق عليهم، فهي صاحبة فضل على جميع الدول العربية والإسلامية، وصار المصري يُذل ويُحتقر في بعض تلك الدول نتيجة أن الطاغية لم تكن تعنيه كرامة مصر والمصريين ولا يدافع عنها فأفقدكم هيبتكم يا شعب الكنانة.

وكان هناك المنافقون الكذابون الأفاكون الوضيعون الذليلون يجعلون من شره خيراً جزيلا ومن ظلمه عدلا كبيرا ومن جرائمه وخيانته وتأمره على مصر والأمة بكاملها إنجازات وبطولات أسطورية وحنكة سياسية، فجعلوه إلها لا يخطئ ولا يسهو، فهو فوق كل نقد، وجعلوا عائلته (زوجته وأبنائه وخصوصا الجاهل الغبي جمال) آلهة يجب أن تعبد من دون الله، فالطاغية المجرم لم يكتفي بما فعله بكم وبدياركم طوال ثلاثين عاما بل وصل به الاستهتار والاستخفاف بكم إلى درجة انه قد قرر أن يورثكم لولده كما يورث الإنسان أمواله وعزبه الخاصة لأبنائه، وذلك من أجل أن يُكمل الابن مسيرة الأب في التخريب والتدمير والإذلال لمصر وشعبها وليتلهى بكم وبمقدراتكم إلى أن يبلغ أرذل العمر كما هو حال أبيه، وكان يفعل ذلك وهو مطمئن بأنكم قد فقدتم وعيكم وغيبتم عن الواقع وأنكم أصبحتم في سبات عميق وأنكم لن تستطيعوا أن تعترضوا عليه من شدة بطشه بكم وظلمه هو وزبانيته لكم، وأكبر دليل على ما كان يخطط له ذلك التزييف والتزوير غير المسبوق في تاريخ مصر الذي حصل في الانتخابات الأخيرة، فكان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فأنتم لم تكونوا في نظره أكثر من عبيد ومصر عزبة خاصة له ولذريته ولأعقابهم من بعده، ولكنكم أثبتم للطاغية بأنكم بركان كان يغلي ويفور وها هو قد انفجر في وجهه .

فالمنافقون وبطانات الشر والسوء التي تحيط بالأب والابن جعلت من الابن الإنسان الخارق للعادة وهبة السماء لمصر والشاب المعجزة والعبقري وصانع المستحيلات، فالطاغية اللامبارك وولده لم يُبقى خسيس ولا وضيع ولا حقير ولا لص ولا حثالة من حثالات البشر ولا مجرم ولا ذليل ولا تافه ولا مثلي ولا منافق ولا انتهازي إلا وقرباه منهما ومنحاه أعلى الأوسمة والألقاب وجعلاه من علية القوم، ومن هذه النوعية الساقطة من البشر من الطبقات التحتية في المجتمع شكل حزبهما المسمى بالحزب الوطني الديمقراطي، وهذه النوعية هي التي شاهدناها على شاشات التلفزيون وهي تحمل السيوف والمطاوي وتركب الجمال والحمير والخيول وتهاجم الثورة المباركة للشعب المصري الحر.

وهذا الحزب المشكل من العصابات والمافيات كان اللعبة المفضلة لابن الطاغية، فكان دائما في مؤتمرا ت الحزب يبسط عبقريته على أعضائه بطريقة استعراضية غبية وتدل على الجهل ليسوق نفسه عند الشعب المصري، حيث أن هذه الاستعراضات كانت تستفز مشاعر الشعب المصري وتزيد من احتقانه وغضبه عليه وعلى أبيه وعلى حزبهما، وعندما ثرتم وانتفضتم يا شعب الكنانة في وجه هذا الطاغية تبخر هذا الحزب والعصابة التي كانت تقوده، فلم نرى وجها من وجوههم البشعة الصفيقة حتى من اجل الدفاع عن أنفسهم، فهذه هي عقلية ونفسية هذه النوعية الرديئة جدا من البشر، فهم عند أول ما يشعرون بالخطر يُولون الأدبار كالشيطان عندما يسمع الآذان يولي وله ضراط وكان أول الهاربين من وجهكم العبقري جمال .

يا شعب مصر، يا شعب الكنانة، أيها الثائرون المنتفضون في الشوارع والميادين والساحات إن ما فعله بكم الطاغية المجرم وملئه بكم وبدياركم لا يمكن أن يفعله إلا من هو أشد الناس حقدا عليكم وكرها لكم وأشد الناس ولاء لليهود وللأمريكان، فجعل مصر كنانة الله في أرضه صاحبة الوزن التاريخي والجغرافي والحضاري والثقافي والمحور الذي كان يدور عليه التاريخ بدون وزن ولا قيمة ولا اعتبار، فأصبح دورها فقط هو خدمة مخططات اليهود والأمريكان في المنطقة والعالم والتأمر على الأمة ، فهو كان مستعد أن يفعل أي شيء يرضيهم عنه حتى يبقى في السلطة ومن اجل أن يقبلوا توريث ولده، فكان يسوق ولده جمال عندهم بمنتهى الذلة والخسة والوضاعة بما يسيء لمصر وكرامة شعبها الكريم الحر الآبي.

ولقد صرح قادة الكيان اليهودي تعليقا على ثورتكم يا شعب الكنانة أن حسني مبارك هو أهم رجل بالنسبة لما يُسمى بدولة الكيان اليهودي في منطقة الشرق الأوسط، ولقد قدم لنا خدمات عظيمة جدا وأكبر خدمة قدمها لهم هذا الطاغية بأنه وقف معهم في أثناء المحرقة التي قام بها هذا الكيان المجرم ضد غزة وإحكامه الحصار عليها، بل أن قرار محرقة غزة اتخذ من مكتبه وأعلنته اليهودية (تسيفي ليفني) من القاهرة، وكان هذا الفعل الخياني يعبر عن مدى استهتاره بكم يا شعب الكنانة، بل وأكثر من ذلك أن قادة الكيان اليهودي كانوا بعد كل مجزرة يرتكبونها ضد الشعب الفلسطيني يأتون ليستريحوا عنده في شرم الشيخ من العناء الذي كانوا يبذلونه في هذه المذابح، وها هو هذا الكيان يعيش في حالة ذعر بسبب ثورتكم ضد الطاغية حسني، ولقد صرح كثير من المسئولين الأمريكان أن حسني اللامبارك هو أهم حليف لنا في منطقة الشرق الأوسط ويقف إلى جانبنا بكل إمكانياته، فهو قدم لنا خدمة كبرى في الحرب على العراق وفي القضاء على صدام حسين وهو يحفظ امن(الكيان اليهودي)بكل صدق وإخلاص، ورغم جميع هذه الخدمات التي قدمها فان الأمريكان تخلوا عنه عندما لم يستطع هذا الطاغية أن يقضي على ثورتكم.

يا شعب الكنانة فأنتم بثورتكم فرضتم على أمريكا أن تتخلى عن عميلها المخلص الذي يؤمن بان أمريكا هي التي تحي وتميت وبأنها تقدر على كل شيء وان من يرضى عنه اليهود والأمريكان يبقى على كرسيه إلى الأبد، ولكن هاهي أمريكا والكيان اليهودي يقفان عاجزان أمام إرادتكم وثورتكم الجارفة .

يا شعب مصر، أيها الأحرار، أيها المنتفضون والثائرون في وجه الظلم والطغيان، يا من تصنعون التاريخ الحذر الحذر واليقظة اليقظة من كل من يحاول أن يسرق ثورتكم أو يقفز على ظهوركم أو يستغفلكم وأول هؤلاء ما يُسمون أنفسهم بأحزاب المعارضة وما هم في الحقيقة إلا ديكوراً وماكياجاً بشعاً في وجه النظام الشرير الظالم وهي الوجه الأخر لنظام الطاغية فهذه الأحزاب أصلا هي من صناعة نظام الطاغية وتعمل بترخيص منه، وكانت تدخل الانتخابات التي يجريها الطاغية من أجل إطفاء الشرعية عليه وعلى نظامه الفاقد للشرعية وأكبر دليل على ذلك بأن هذه الأحزاب لم تتجاوب مع دعوتكم للاشتراك في يوم الغضب الذي انطلقت به ثورتكم المباركة، وألم يصدر بعض الأحزاب نداء لعدم التظاهر بعد خطاب اللامبارك الذي تشبث به في السلطة

ألم يصدر حزب الإخوان المسلمين في يوم اندلاع ثورتكم المباركة (25/1/2011 ) بيانا يقول فيه بأننا لن نشارك في يوم الغضب لأننا لا نريد أن نعكر صفو يوم عيد الشرطة، هذه الشرطة التي عكرت صفو حياتكم عقود طويلة وجعلتها لا تطاق والتي أهدرت كرامتكم في أقسامها وسجونها؟؟

ألم يشاهد هؤلاء الضباط الشرطة وهم يدوسون بأقدامهم على إحدى الطالبات المحجبات في جامعة الزقازيق وينهالون عليها ضربا ويصفونها بأبشع وأحقر الصفات؟؟

فالفظوا هذه الأحزاب فهم جزء لا يتجزأ من نظام الطاغية المجرم حسني اللعين لا بارك الله فيه.

فالحذر الحذر يا شباب مصر يا صناع الحرية والكرامة والمجد يا من تقلبون التاريخ رأسا على عقب من هؤلاء ومن لف لفهم، والحذر الحذر من المشايخ الذين كانوا يعتبرون الطاغية ولي أمر المسلمين ولا يجوز الخروج عليه من أمثال (خالد الجندي ومحمد يعقوب والزغبي) وعمرو خالد الذي أرسله الأمريكان من دافوس حيث كان يحضر مؤتمر دافوس الذي تنظمه الدول التي تمتص دماء الشعوب ومنها دمائكم فأرسل على عجل ليجهض ثورتكم أو يتسلق عليها بالتسلل إليها من خلال شباب صناع الحياة هذا المشروع الممول من دولة الكيان اليهودي وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لمحاربة الإسلام من داخل الإسلام.

والحذر الحذر من مصطفى بكري صنيعة امن الدولة الذي اعتبر بان ثورتكم قد حققت هدفها من خلال خطاب حسني الذي أصر به على التشبث في السلطة من اجل أن ينقض عليكم وعلى ثورتكم وينتقم منكم اشد انتقام، فإياكم أن تعطوا الطاغية حسني أية فسحة من الزمن مهما كانت قصيرة فإن جاء هذا المتآمر صنيعة المخابرات إليكم إلى ميدان التحرير فاضربوه بأحذيتكم انه يريد أن يجهض ثورتكم بأسلوب خبيث وشيطاني فقد سمعته بعد خطاب مبارك على قناة الحوار مع معتز الدمرداش يقول على الشباب المنتفضون أن يعودوا إلى بيوتهم فقد تحققت مطالبهم، وهذا نفسه الذي قال عن جمال مبارك أصبح بطلا قوميا عندما أشعل علاء وجمال مبارك الفتنة بين مصر والجزائر بسبب كرة القدم، ولقد خرج على الجزيرة يدافع عن البلطجية والمجرمين الذين استأجرهم صفوت الشرف للانقضاض على ثورتكم المظفرة، ومصطفى بكري هذا يتصدر إعلام الطاغية للعمل على إجهاض ثورتكم بأسلوب خبيث.

الحذر الحذر يا شعب مصر يا شعب الكنانة من كل هؤلاء، والحذر الحذر يا شعب مصر الكنانة يا صناع المجد من المندسين والانتهازيين والوصوليين فهؤلاء اخطر الناس على الثورات.

وإياكم ثم إياكم ثم إياكم يا شعب الكنانة أن تتراجعوا عن مطلب واحد من مطالبكم، فالثورات إذا تراجعت خطوة إلى الوراء وتنازلت عن احد مطالبها مهما كان صغيرا فإن خطوات التراجع لا تتوقف، فكلما تقدمت وازددتم إصراراً وعزيمة على مطالبكم كلما تراجع الطاغية ونظامه إلى الخلف و اخذ يترنح بقوة، فهو قد أصبح بفعل ثورتكم التاريخية أيل للسقوط المدوي بأي لحظة

( وما النصر إلا صبر ساعة)

فالمعركة بعون الله قد حُسمت لصالحكم، فإياكم القبول بالتفاوض مع النظام المتداعي المنهار، فالتفاوض يعني إنقاذ الطاغية ونظامه ومنحه مزيدا من الوقت لترتيب أوراقه التي تناثرت في كل اتجاه، واعلموا أن من يقبل التفاوض مع نظام الطاغية باسمكم إنما هو خائن وعميل ومتآمر عليكم، والحذر الحذر أن تقبلوا بعمر سليمان بديلا عن اللامبارك، فهو حبيب اليهود والأمريكان وأحد أدوات البطش بكم أو أن يفرض عليكم أي احد غير الذي تختارونه، واعلموا أن فلول النظام قد هربت من ارض الكنانة التي لفظتهم وهم محملون بما غلي ثمنه وخف حمله وانفضوا سريعا من حول الطاغية نجاة بأنفسهم، فلم يبقى إلا الطاغية الذي للان لم يجد من يقبل أن يستقبله فلا تجعلوه يغادر والقوا القبض عليه وحاكموه على جرائمه لتلقوا به في مزابل التاريخ، فهذه الجرائم تندرج تحت بند الخيانة العظمى واعملوا على استرجاع من فر من أزلامه وزبانيته وعائلته وفي مقدمتهم جمال وذراعه اليمين زعيم اللصوص المدعو احمد عز ذو الشكل المؤذي للعين و الذي جاء من المراحيض ليقرض كما هو شأن القوارض جميع مقدرات الشعب المصري وصفوت الشريف الذي جثم على صدوركم عقوداً طويلة ولم يكل ولم يمل وهو يُزين للطاغية جرائمه ويعينه عليها ويعمل على نشر الفساد والرذيلة وكذلك فتحي سرور والحبيب العدلي.

يا شعب مصر يا شعب الكنانة يا صناع المجد أيها المنتفضون من الإسكندرية شمالا إلى أسوان جنوبا اعلموا أنكم أمل الأمة ومحط رجائها، فمصر هي المضغة التي في جسد الأمة إذا صلحت صلحت الأمة وإذا فسدت فسدت الأمة، فعندما أرادوا أن يذلوا الأمة أذلوا مصر، وعندما أرادوا أن يُخضعوا الأمة أخضعوا مصر، وعندما أرادوا أن يُخربوا الأمة فكريا وثقافيا وحضاريا خربوا مصر، وعندما تنهض مصر تنهض الأمة، وعندما تتحرر مصر تتحرر الأمة، وعندما تستعيد مصر كرامتها تستعيد الأمة كرامتها، لذلك فإن الأمة من المحيط إلى المحيط ترقب ثورتكم وتحيطها بأفئدتها وتدعوا لكم بالنصر(اللهم انصر شعب الكنانة وثبتهم على الحق) فأنتم طليعة الأمة فنحن من ورائكم، فأنتم اليوم لا تعملون على استعادة كرامتكم ومجدكم الضائع فقط بل إن ثورتكم ستعيد للآمة كرامتها ومجدها ومن المحيط إلى المحيط، فالله معكم والله ناصركم والآمة من المحيط إلى المحيط أنظارها مشدودة لكم تعيش معكم ثورتكم لحظة بلحظة فامضوا على بركة الله يا أيها الأحرار، واعلموا أن الأمة تلد من جديد على أيديكم المباركة.

وإنني أتوجه بالنداء إلى الجيش المصري جيش الكنانة، يا خير أجناد الأرض كما قال عنكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا أحفاد عمرو وصلاح الدين وبيبرس وقطز وابن قلاوون إنكم كنتم دائما السهم الأخير في جعبة الآمة الذي عندما ينطلق ينقذها من الضياع ويُخلصها من بين أنياب أعدائها، فانتم الذين أنقذتم الآمة في الحروب الصليبية وفي حروب التتار والمغول، وانتم الذين اقتحمتم خط بارليف المنيع الحصين وانتم تكبرون وتهللون وبعمل عسكري أذهل الدنيا ووطأتموه بنعالكم فحطمتم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ولولا تأمر السادات عليكم لأزلتم دولة الكيان اليهودي من الوجود، فيا خير أجناد الأرض انتم اليوم الذين ستنقذون مصر من شرور الطاغية فلينطلق سهمك باتجاه الطاغية لتريحوا مصر وشعبها من شره حفظ الله مصر كنانة الله في أرضه وحفظ شعبها .

وها هو الطاغية في الدنيا يتبرأ من حزبه وحزبه يتبرأ منه، وعندما يلتقي الطاغية حسني اللامبارك في جهنم وساءت مصيرا مع زبانيته وبلطجيته وأعضاء حزبه الأشرار سيكون لسان حالهم يقول كما قال الله تعالى عن هؤلاء الظالمين وأتباعهم

(وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ*قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) ] غافر:46+47 [

محمد أسعد بيوض التميمي

راح و الجاي اعظم

بتمنى يكون افضل

ان شا الله

شعوب عربية بتحزن