وقفت هي على شاطئ النهر بكل سعادة وفرح وقدماها تلامس أمواج المياه المنسابة، أخذت تركض هنا وهناك،حلّقت في سماء السعادة وكأنه لم يكن غيرها على الضفة،أخذت تدور وتدور،وشاحها الحريري الملمس الوردي اللون يتأرجح على كتفها، خصلات شعرها الشقراء اللون تمتزج مع سيمفونية الهواء لتكوِن لحناً من الفرح والسرور.
هناك حيث يقف، يراقب حركاتها بكل تركيز، عيناه لم تفارق النظر إليها، فلقد وجدها أخيراً، إنها فتاة أحلامه، نعم إنها تلك الفتاة التي رسم ملامحها في ليلة اكتمل بها القمر وأصبح بدراً، ملامح لم يكن ليشكَ ولو للحظة أنها ملامح حقيقية، ابتسامتها كإشراقة شمسٍ على الأرض من بعد غياب، عيناها الزرقاوان ذاتا البريق اللؤلؤي كنجوم السماء رسمت على سطح المياه، إنها هي، تلك فتاة أحلامه ، أيسير إليها؟ أم ينتظر قليلاً علَها تلاحظ نظراته ومراقبته فتقترب منه؟
يواصل سكوته ومراقبتها، وتواصل هي عفويتها في حركات تتأرجح هنا وهناك، وتستمر أمواج المياه بالاقتراب والابتعاد، وتستمر الشمس في صعودها في السماء، ونحن هنا من على ضفة النهر ننتظر، هل سيقدر لهما ويلتقيان؟ أم أن القدر سيبقيهما بعيدين من بعضهما؟ ذلك السؤال...