مئات الآلاف من جيوش فكرية تحشد نفسها أمام بوابات عقلي محاولة اختراقه، ومئات بل آلاف المضادات الفكرية تحاول جاهدة التصدي لها ومقاومتها، دق زامور الخطر في راسي ليعلن بداية حرب شاملة من نوع جديد ،تائهة في بحار الأفكار ،أبحر في سفينتي، تتلاطم بي أمواج البحر وتعصف بي عواصف ذهنية، أجذف بمجذافي وسرعان ما ابتعد عن هذه العواصف، لتستقبلني غيوم مطرية ليست في موسمها ، ربما يجدر بي أن أفرح لأن الغيوم تبشرنا بالخير، ولكن هذه الغيوم ليست كأخواتها، إنها غيوم تتكاتف مع بعضها محاولة جاهدة أن تشكل جداراً يحيط بعقلي ، مناورات هنا وهناك ،معارك طاحنة يبدأ بها عقلي ضد تلك الأفكار، تمتد المعارك لأوقات طويلة،تدق فيها ساعات الليل عقاربها لتعلن انتصاف الليل،لكني لست مهتمة بالوقت؛ فنتيجة المعركة لصالحي أنا ، أستمر في مشاهدة تلك المعارك وأرى قتلى الأفكار الغير مرغوب بها أشلاء مبعثرة هنا وهناك، وكأن قنبلة فكرية ذهنية قوية صوبت إلى تلك الجيوش لترديها قتيلة في عالم النسيان، فتفككت فيها تلك الجيوش وتبعثرت ، وأصبحت مترامية الأطراف من بعد أن كانت صخرة ثقيلة، فيعلن عقلي انتصار إرادته وقوته، ويرسم ابتسامة على شفتاي ليلة دقت الساعة من جديد لتعلن لي أن الفجر قد شارف على البزوغ ،أنظر إلى ذلك الشفق الوردي البعيد لأرى جنوداً أخرى من أفكار غير مرغوب بها تلملم نفسها وتعد العدّة لمواجهة قلاع وحصون عقلي من جديد ،لكن هيهات هيهات،إنها قلاعي وحصوني، وسأحميها بإرادتي وعزيمتي، ولن أسمح لتلك الأفكار الغير مرغوب بها أن تؤثر عليها ،فأنا التي ستتحكم في بوابات تلك القلاع...أغمض عيناي لأواصل رسم خططي في مواجهة جيوش العدو...