حزب الله وحلفاؤه يعلنون من بيروت التضامن الكامل مع "الثورة المصرية"
2011/2/7 الساعة 21:15 بتوقيت مكّة المكرّمة
اعلن حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر المسيحي واحزاب وطنية واسلامية من بيروت اليوم الاثنين تضامنها مع "الثورة المصرية"، مؤكدة ان "رياح التغيير" هبت على منطقة الشرق الاوسط في اتجاه اضعاف الولايات المتحدة والانظمة المتحالفة معها.
وقال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في مهرجان شعبي "دعما لعروبة مصر وتعزيزا لنهج المقاومة" اقيم في الغبيري جنوب بيروت، ان ما يجري في مصر "مفصل من اهم مفاصل هذه الامة والمنطقة"، مضيفا "حركتكم ستغير وجه منطقتنا لمصلحة شعوبها كافة خاصة في فلسطين".
واضاف "لطالما قيل ان مصر ام الدنيا وانتم شعبها العظيم الذي يستطيع بارادته وايمانه وصلابته ان يغير وجه الدنيا".
وقال نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة على وقع تصفيق المناصرين والقيادات الحزبية، "من بعيد من بيروت... نقول يا ليتنا نستطيع ان نكون معكم في ميدان التحرير وساحات القاهرة وشوارع الاسماعيلية والاسكندرية والسويس وغيرها من مدن مصر... وانا واحد من هؤلاء المحتشدين".
واضاف "يشهد الله انني اتلهف لو استطيع ان اكون معكم لاقدم دمي وروحي من اجل هذه الاهداف الشريفة والنبيلة"، واضعا "باسم حزب الله والمقاومة والتيارات السياسية" كل "امكاناتنا في تصرف شعب مصر وشبابها".
وحذر الامين العام لحزب الله من خطر تصديق الاميركيين الذين "يحاولون ركوب الموجة واستيعاب الثورة واحتواءها وتحسين صورتهم البشعة في عالمنا العربي والاسلامي".
واشار الى ان "اسرائيل تتحدث عن خسارتها آخر حليف استراتيجي قوي في المنطقة (...) وتندب حظها الاستراتيجي"، مشيرا الى "هلع حقيقي (...) وذعر وقلق كبير".
وقال "اليوم... هناك نظام تريد اسرائيل بالاجماع وتعمل في الليل والنهار وتضغط على دوائر القرار السياسي في العالم من اجل حمايته والدفاع عنه. وهناك نظام يريد شعبه اسقاطه وقد ملأ الساحات بالملايين وقدم حتى الآن مئات الشهداء والاف الجرحى".
وتوجه الى "المرجعيات الدينية في كل العالم الاسلامي والعربي والاحرار في العالم"، قائلا "في اي جبهة يجب ان تقفوا؟".
وتابع "غدا سيسألنا الله تعالى عن هذا الموقف وسيكون الحساب عسيرا جدا جدا. والذين يقفون على الحياد او في الجبهة الاخرى سيحاسبون ان احبطت هذه الثورة".
وتشهد مصر منذ 25 كانون الثاني/يناير حركة احتجاج واسعة تطالب باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ حوالى 30 عاما.
والعلاقات متوترة بين حزب الله والنظام المصري برئاسة مبارك منذ حرب غزة العام 2008 عندما شن الحزب الشيعي حملة عنيفة على مصر بسبب اقفالها معبر رفح، ومنعها بالتالي دخول المساعدات والسلاح الى قطاع غزة المحاصر من اسرائيل.
وفي نهاية 2008، اعتقلت السلطات المصرية اكثر من عشرين شخصا صدرت في حقهم في نيسان/ابريل الماضي احكام تراوح بين السجن مدى الحياة وستة اشهر، بتهمة الانتماء الى "خلية حزب الله" والتخطيط لاغتيالات واعتداءات.
وبين المدانين اللبناني محمد يوسف منصور المعروف باسم سامي شهاب. وقد اقر الامين العام لحزب الله في حينه ان شهاب ناشط في الحزب، مشيرا الى انه كان يقدم "مساعدة لوجستية" الى حركة حماس في غزة، من دون اعطاء تفاصيل اخرى، وان كل التهم الاخرى الموجهة اليه غير صحيحة.
وقد فر جميع المدانين في هذه القضية من السجن بعد ايام على بدء التظاهرات الاحتجاجية في مصر.
وتحدث في المهرجان التضامني الذي اقيم في بيروت الزعيم المسيحي ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر، محييا "شعب مصر الشقيق الذي يعاني الظلم ويثور على الطغيان والفساد".
وحذر عون الذي تحدث كذلك عبر الشاشة، من "غيارى اللحظة الاخيرة المزيفين الذين يحاولون احتواء هذه الثورة بحلول مبتورة تعطي فرصة للانتهازيين باعادة السيطرة على الموقف"، مذكرا بان هؤلاء "امعنوا منذ عقود في نهب ثروات الشعوب وتعطيل خياراتها الوطنية عبر حماية الحكام المتسلطين والفاسدين".
واعتبر عدد من الخطباء الآخرين ان ما يجري في مصر مقدمة "لاسقاط كمب ديفيد" وانتصار ل"نهج المقاومة"، منددين ب"انظمة الاعتدال".
وتوقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في موقف اسبوعي يدلي به الى جريدة "الانباء" التابعة لحزبه، الحزب التقدمي الاشتراكي، من جهته عند احداث مصر، حاملا بشدة على الغرب وعلى النظام المصري.
ومما قاله "اصبحت واضحة جدا حالة الهلع والخوف والمفاجأة التي انتابت العديد من الدوائر الغربية لمجرد امكان فقدان صديق وحليف اساسي في الشرق العربي قام بأدوار مهمة على صعيد قمع الحريات وسجن الآلاف من اصحاب الرأي وتعذيبهم وحماية إسرائيل ونهب الثروات".
ورأى ان متابعة تصريحات المسؤولين الغربيين تؤكد ان "حالة البلطجة السياسية لا تقتصر على بعض الرعاع الذين روعوا الشوارع المصرية، بل تمتد الى حالة من البلطجة الفكرية التي هي سلوك من يحتلون اعلى المراتب في عواصم القرار، وتمتد من روما الى لندن وبرلين وسواهما".
كما وصف الانباء "عن تغييرات في وجوه الحزب الحاكم" في مصر بانها "مضحكة"، مطالبا ب"اعتقال كل هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة قبل ان تتمكن من تهريب اموالها الى الخارج".