نحو عمارة معاصرة بالهوية الاسلامية

نحو عمارة معاصرة بالهوية الاسلامية

أهمية و أهداف البحث

* إعادة بناء الحضارة الإسلامية.

* تأصيل القيم الحضارية في العالم العربي .

* معرفة دورنا في الحياة.

* كشف الحقائق حول الحضارة الغربية و أصلها العربي الإسلامي.

* الحصول على عمارة خاصة بنا بعيدة عن التأثير السلبي للعمارات الغربية

تقـديـم……

يمكن أن تكون العمارة تاريخاً يُكتب.......أو كتاباً يُقرأ.......

ولكن هدفها الأسمى أن تكون.... حضارة تُشيَّد ........

لقد كانت العمارة والطراز المعماري دوماً شاهداً على تطور الحضارات على مر العصور و الأزمنة ، و هي انعكاس مباشر يعبر عن المستوى العلمي و الاجتماعي للشعوب كما عبرت عن مدى القوة والإستقرار .

فالمدن التي اشتهرت بكثرة قلاعها و حصونها قد بنيت في زمن الحروب والغزوات كما أن المدن التي تعج بالقصور الفاخرة و الحدائق الغناء قد بنيت في زمن الإستقرار و فخامتها تعبر عن الفن و الرفاهية التي عاشها أهل تلك المدن في ذلك العصر ، فهي إذن شواهد على التاريخ و الفكر و الحضارة للشعب .

و العمارة في الحضارة الإسلامية غنية بالأمثلة كما تميزت بطراز معماري فريد أخذت عنه الحضارات الغربية و الشرقية ....... و لدى عملنا في البحث انتابتنا مشاعر متناقضة :

مشاعراعتزاز بعظمة العمارة و الحضارة الإسلامية و العزة التي كان العالم الإسلامي يعيشها، و مشاعر قهر و ذل و غيظ من حالة اللاحضارة التي وصلنا إليها بعد أن كنا أصل الحضارة التي عمرت العالم بأسره و حالة الضعف و التبعية الشديدة لمن اتخذونا أعداءهم ، و يشهد علينا وضعنا الفكري و الإقتصادي و السياسي و الثقافي و الإجتماعي و المعيشي و العمراني الذي لا يعبر عن طراز معماري يميزنا، بل هو خليط عشوائي من أنظمة معمارية مختلفة لا يجمعها لون ولا شكل ولا شخصية- تماماً كما هو عالمناالعربي اليوم- يغلب عليه التقليد والتبعية أكثر مما فيه من الأصالة ووضوح الشخصية.

ومن هنا كانت أهمية هذا البحث الذي يذكرنا بدورنا في الحياة كمعماريين و بمسؤوليتنا أمام الله و أمام الأمة الإسلامية و واجبنا العظيم و هو إعادة الحضارةالإسلامية و القوة و العزة لهذا الدين بالعمارة التي هي مرآة الحضارة و هذه ليست دعوة للعودة للماضي بل دعوة لطاعة الله و القيام بدورنا في الحياة .

أصل الحضارة العربية الإسلامية :

لقد كانت هنالك عمارة متأثرة بفكر الدين الإسلامي هذا الدين الرائع الذي انتشر في مشارق الأرض و مغاربها . و لقد كانت من صفات الحضارة الإسلامية في مجموعها الوحدة الفكرية . فرغم أنه من الواضح أثر هذه الحضارة و تأثرها بحضارات الشعوب التي دخلت في هذا الدين ، إلا أن هنالك ثوابت عقائدية و فكرية أعطت الحضارة الإسلامية وضوحاً و ثباتاً مما جعل لها معالم متميزة. وقد يعتري الكثيرين نوع من البلبلة وعدم الوضوح ....

المسجد العمري الكبير من أهم المعالم الدالة على عظمة العمارة الإسلامية و التساؤل ، هل نحن بصددعمارة عربية أم عمارة إسلامية ؟؟ الرد بسيط ... فرغم أن الإسلام هو دين البشريةجمعاء إلا أن الأمة العربية هي التي قامت بنشره كما كان الرسول صلى الله عليه و سلممنها و القرآن بلغتها مما ربط العروبة بالإسلام . و لقد كان الخليفة العربي في بغداد رمزاً للسلطة الإسلامية ، حتى عندما انتقلت هذه السلطة للأمم غير العربية.

للأمّة العربية عمارتها المتميزة منذ القدم ففي ما عدا المناطق البدوية فالوطن العربي مأهول منذ الحضارات الأولى في اليمن و الشام . كما دانت فنون الفرس و الرومان بالكثير إلى حضارة الشرق الموغلة في القدم . فمنطقة آسيا الصغرى ، وبلاد الشام و مابين النهرين ، كانت ملتقى طرق منذ الحضارات القديمة و بعد ظهور الإسلام أصبحت هذه المنطقة أكثر أهمية . وذلك بانتقال الخلافة من الحجاز إلى الشام في عهد بني أمية ، ثم إلى بغداد في العهد العباسي ،وعلى مدى تاريخ طويل ظلت المنطقة تتفاعل مع ما حولها من حضارات سواءً حضارات الشرق أو الغرب . فقد امتدت فتوحات المسلمين شرقاً لبلاد الفرس و الهند و الصين و غرباُ حتى الأندلس مكتسحة بذلك شمال أفريقيا ، كما توغلت في أوروبا عبر تركيا و البلقان حتى أواسط أوروبا .

وبهذا فإن التأثر المتبادل كان لابد منه فقد تأثرت العمارة الإسلامية في بداية عهدها بعمارة الحضارات المجاورة ، فلا يمكن إنكار أثرالعمارة الرومانية على بلاد الشام و الفارسية على منطقة الرافدين و العكس صحيح . فبعد تطور الدولة الإسلامية و استقرارها ، بدأ المسلمون في التعمير ، وقد وجدت وظائف معمارية لم تعرفها المجتمعات قبل الإسلام . و تطورت العمارة الإسلامية وتطورت عناصرها على أيدي الحرفيين ، مما جعل لها سماتها الخاصة و المتميزة والمواكبة لأسلوب الحياة الإسلامية في أنحاء الدولة الإسلامية المترامية الأطراف . وعليه فقد انتشر أسلوب العمارة الإسلامية في أرجاء هذه الدولة .

الاسلام اصل الحضارات وافضل الديانات

وفن الحضارة والعمارة