استقرار العائلة حافز إيجابي ينتقل من الأبوين إلى أطفالهما أوتوماتيكيا ، و يلعب دورا مهما في مرحلة البلوغ عند الفتيان و الفتيات ، و يكون أحد عوامل تجاوزهم لهذه الفترة بسلام ,و يأتي دور تجمع أفرد العائلة على مائدة الطعام ليكون من أهم عوامل ديمومة ذلك الاستقرار حيث يتم تبادل الآراء حول أمورهم الشخصية اليومية.
رفع الكلفة:
إن مشاركة أفراد الأسرة في تبادل الآراء تخلق حالة من العلاقات الحميمة بين الجميع فيتماسك النسيج العائلي أكثر ، و بخاصة أثناء تناول الطعام ،لأن طريقة تناول الطعام و تبيان معرفة مدى الشهية عند أي منهم دليل على الراحة النفسية أو عدمها ، كما أن الالتقاء العائلي على مائدة الطعام لأكثر من مرة في اليوم يساعد على رفع الكلفة بين أفراد العائلة رغم خصوصية بعض العلاقات التي تلاحظ بين الأبوين و الأولاد ، أو بين الأولاد و بعضهم البعض.
محاسن الاجتماع :
إن مراعاة الحضور على مائدة الطعام في أوقات محدودة متفق عليها من حيث المبدأ تعلم الأطفال ضرورة احترام الوقت ، كما أن تناول الطعام المقسوم يعلم الأولاد الكرم الذي ينهلونه من الأبوين المسئولين عن معيشتهم ، أما ارتداء الملابس المناسبة الاعتيادية فيعلم الأطفال أن لكل مقام حضورا ينبغي أن يتم بما يليق به ، إن اجتماع الأسرة على مائدة الطعام ليس مقتصرا على إشباع البطون بل هي فرصة لتنوير العقول الذي يظهر الكيان الأسري على أفضل وجه ، و ذلك عبر حنان الأم و عطف الأب ، من خلال الأحاديث المتبادلة معهما.
التضامن العائلي :
إن اجتماع الأسرة على مائدة واحدة لتناول الطعام اساس لتواصل أنجح بين أفراد الأسرة , و في حالة التخلي عن ذلك فإن فرصة التضامن العائلي قد تفقد على المستوى العلمي بين أفراد العائلة ، مما قد يؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها...حقا أن الاجتماع العائلي حول مائدة الطعام فرصة لتعلم الآداب في كيفية تناول الطعام و القناعة و التطلع إلى حسن التدبير العائلي و معرفة أداب الجلوس بين الكبار,و لا ننسى القاعدة النبوية حيث قال صلى الله عليه و سلم : " يا غلام سم الله و كل بيمينك و كل مما يليك "