ارفع رأسك أخي العربي، فانت اليوم حر

هاهي مصر العظيمة الرائعة تنهض شامخة كما عهدناها، هاهي تقوم وتشد الحيل ، تقف وتلبي النداء،تصحو من غفوة الزمن لتحتضن ابنائها الذين يملأون ميدان التحرير وكل الميادين عزة وكبرياء ،ارفع راسك يا اخي قالها عبد الناصر قبل خمسين عاما وخنقها اسلافه الذين اعادوا عهود الاستعباد والقهر، ارفع رأسك يا اخي فلا اسياد بعد اليوم سوى انت ،ارفع رأسك فأنت حر وحر .
هذا هو الشعب المصري ينضح شموخا وكرامة ويطوي سني الذل والعار التي جلبتها عليه زمرة كامب ديفيد التي عشمته بالحليب والعسل بعد التخلي عن قضية العرب و فلسطين والانحياز لامريكا واسرائيل فكان ان جلبت له الجوع والذل والمهانة بعد ان بات يعيش على صدقات البيت الابيض .
لقد انقضوا على منجزات ثورة يوليو السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالانقلاب الساداتي الذي توج بمعاهدة كامب ديفيد ففرطوا بالاستقلال والسيادة السياسية وباتوا خداما للمصالح الامريكية في المنطقة ،بعد ان تحولت اسرائيل في قاموسهم من عدو تجري منازلته في ساحات الحرب الى صديق يرتفع علمها وسط قاهرة المعز وطبعا صار العدو هو كل من يعادي امريكا واسرائيل، ابتداء من نظام صدام حسين الذي تامروا عليه وسوغوا احتلال عاصمة الرشيد مرورا بحزب الله وحماس وايران ولم يرعووا من الوقوف بشكل سافر ضد حزب الله الذي كان يصد اعنف حرب اسرائيلية ضد شعب ودولة عربية هي لبنان ويسجل اولى انتصارات العرب ، كما لم يتوانوا في التواطؤ مع اسرائيل في حربها على غزة وهي ابشع حرب عرفها الصراع العربي الاسرائيلي وربما التاريخ الحديث حيث استخدمت فيها اعتى الة عسكرية ضد شعب اعزل ،وما زالوا يحاصرونها ويمنعون الغذاء والمؤن عنها عبر اغلاق معبر رفح وحتى منع قوافل الاغاثة الدولية من المرو عبره واغلاق الانفاق واقامة جدار حديدي تحت الارض لهذا الغرض .لقد وصل تواطئهم وتامرهم على الامة وعلى الشعب الفلسطيني مستويات فاقت تصور كل انسان عربي فجلبوا بذلك الخزي والعار والشعور بالمهانة للشعب المصري ومرغوا اسم مصر العزيزة بالوحل .
بالمقابل ماذا جلبوا للشعب المصري في المستوى الداخلي وهو الذي افهموه ان الحرب مع اسرائيل هي التي تستنزف الاقتصاد المصري وان الاموال التي كانت تصرف على دعم حركات تحرر عربية الشعب المصري اولى بها وان فلسطين ومفهوم الامة العربية والوحدة العربية وغيرها من الشعارات الناصرية هي عبىء على الشعب المصري وسبب فقره وان التخلي عن هذه اشعارات والانحياز لامريكا سيجلب الوفرة والرخاء له ،جلبوا له الفقر والجهل والجوع ،فبعد ان حققت ثورة يوليو مستويات عالية في مكافحة الامية ورفع نسبة سنوات التعليم وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتطوير الصناعة والزراعة والانتقال الى نوع من الاستقلا ل الاقتصادي عادت سياسة ما عرف بالانفتاح الاقتصادي الى ربط عجلة الاقتصاد المصري بالمساعدات الاجنبية والبنك الدولي عبر مجموعة من الوسطاء او القطط السمان الذين ساهموا في نهب خيرات البلد وافقار ناسه واهله فخسرت مصر بذلك اسقلالها السياسي والاقتصادي وخسرت كرامتها الوطنية ودورها القومي ومكانتها الاقليمية وباتت حتى قطر التي تعد مليون نفر تحظى بدور ومكانة ومهابة اكثر منها .
وفي مستوى السياسة الداخلية ماذا جلبت سياسة الانفتاح الديمقراطي سوى الانتخابات المزورة وحزب الرئيس وابن الرئيس واعوان الرئيس ورجال الاعمال من القطط السمان الذين يمولون اليوم عصابات البلطجية في سعي يائس للحفاظ على النظام البائد، علما ان الانتخابات التي تزور ارادة الشعب تجري تحت عباءة الرئيس الذي لا يرحل الا قتلا كما حدث للسادات وبعد ان يرحل او قبل ان يرحل يريد ان يورث السلطة لنجله كما كان يسعى مبارك قبل الثورة الاخيرة التي ستاتي عليه مثلما اتت على ابنه وتلقي بهما الى مزبلة التاريخ .
في مزبلة التاريخ، شعار رفعته متظاهرة مصرية في ميدان التحرير ،استبدلت فيه حرف جر بصيغة التمني الى حرف جر يؤكد امر واقع، بما يعني ان مبارك اصبح فعلا في مزبلة التاريخ الى جانب زين العابدين بن علي وغيره من الحكام الذين ظلموا شعوبهم واذلوا اممهم ،
لا يخيبن املنا ان مبارك لم يرحل بعد المظاهرة المليونية ولم يتصرف كحاكم لايريده شعبه فيرحل بشكل حضاري، مثلما يحدث لدى الامم التي يحترم حكادمها ارادة شعوبهم ،بل ان مبارك لم يخيب املنا لاننا لم نتامل منه الا ان يلجأ الى اسلوب الاحتيال والقمع والبلطجة لان بنية النظام تقوم على هذه المفاهيم والاساليب وهو ما يفتح العيون والعقول الى ان المطلوب اقتلاع هذا النظام من جذوره لا استبدال رأس برأٍس ولا طربوش بطربوش .
لقد كشف نظام مبارك عبر استخدام البلطجة عن وجهه الحقيقي ووجه زمرته الحاكمة وعلى رأسها عمر سليمان مدير المخابرات الذي تجري محاولات لتسويقه كبديل عبر استبدال السيء بالاسوأ والايهام بالاستجابة لمطالب الشعب ،مثلنا الشعبي يقول "كل ما طالت بتلم غمار "ولعل اصرار مبارك على البقاء يخربط اوراق اللعبة الامريكية ويعيق عملية التغيير الشكلي التي تكتفي برأس النظام ويفتح ابواب المواجهة الشاملة التي تنتهي بتغيير شامل يطال بنية النظام واركانه ويؤسس لنظام جديد ديمقراطي تعددي يحمل اجندة سياسية واجتماعية واقتصادية تربط بين قضايا الشعب المصري وقضايا امته العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، لقد رأينا من ادعى بان قضية فلسطين افقرت الشعب المصري يجلب الجوع والذل لهذا الشعب ولو كفرنا بمقولة ليس بالخبز وحده يحيا الانسان لاكتشفنا بام اعيننا ان الذل لا يجلب حتى الخبز وان شعار ارفع راسك يا اخي العربي يحمل في ثناياه البعدين الاقتصادي والسياسي وما يحدث في مصر العروبة الان هي ثورة وهي ليست ثورة الجياع بل ثورة الاحرار الاعزاء ثورة المصاروة الذين طالما سمعنا عنهم واوهمونا انهم انتهوا ، ها هم عادوا ليملاوا الميادين عشقا وثورة ستمتد من المحيط الى الخليج لترفع الذل والمهانة عن ظهر امة لم تعرف في تاريخها سوى العزة والكرامة .

فارفع راسك يا اخي العربي انت اليوم حر .

اشكرك لك موضوعك المميز

فارفع راسك يا اخي العربي انت اليوم حر......مممممممممم يعني يا وعد مش شد ايدك ........صدقا مش شايفة انها هيك بتكون الحرية

وينها الحرية بس؟