الوقت.. جوهر النجاح
ماذا أريد؟ وكيف أصل إلى ما أريد؟.. سؤالان مهمان يمكن للشاب أن يبدأ من خلال الإجابة عنهما في بناء مستقبله الذي يشكل الأساس في عملية البناء المجتمعي ككل.
وحتى يتمكن الشاب من إنشاء وتمتين هذا البناء فهو مطالب مبدئياً بالقدرة على إجابة هذين السؤالين، والتي من خلالها يضع هدفاً يرى فيه النجاح الذي يطمح لتحقيقه في مستقبله أو أنه الهدف الأول في هذا النجاح شريطة أن يكون متماشياً وقدراته العامة على تحقيقه هذا من جانب.
ومن جانب آخر أن يتمكن الشاب من إدارة وقته لتحقيق هذا الهدف، إذ تكمن أهمية إدارة الوقت في تعريف الشاب بالخطوات التي يتعين عليه اتباعها لتحقيق مبتغاه وبالتالي تمكينه من إعداد خطة العمل اللازمة لترتيب خطواته للولوج إلى هذا المبتغى، فضلاً عن دورها البارز في تفعيل قدرة الشاب على الإلمام بما يمكن أن ينتج عن خطواته من آثار، الأمر الذي يساعده في تجنب الجانب السلبي فيها وتفعيل الإيجابي.
ويتعين أن تشتمل خطة العمل على مراحل تنفذ على المدى القصير وأخرى على المدى البعيد، فلو أردنا أن نأخذ مثالاً الحالة الغالبة لفكر الشباب في مجتمعنا المتمثلة برغبة الشاب بالدراسة في الجامعة والعمل بعد الانتهاء من تحصيله العلمي، ففي هذا المثال يتوجب على المدى القصير أن يعتاد الشاب على تنظيم أموره اليومية كالمتابعة الدراسية وحسن المظهر وتنظيم مصروفاته اليومية وحتى تنظيم أوقات الطعام لما لها من آثار صحية إيجابية. وعلى المدى البعيد كأن يعلم المجال العملي الذي يرغب في ممارسته بعد دراسته الجامعية والوسائل المتاحة له لطرق أبواب هذا المجال وكيفية استعمالها بالصورة الأمثل للدخول في هذا المعترك.
ولا ضير في أن يتم إحداث تعديلات على خطة العمل التي يضعها الشاب لنفسه في ظل المعطيات والمتغيرات التي يمكن أن تطرأ معه بين الفينة والأخرى، مادامت لم تحد من القدرة على تحقيق الهدف. فالهدف هو الأساس وخطة العمل المبنية على إدارة الوقت هي الطريق للوصول إليه، فلا ضرر من إجراء بعض التعديلات عليها بما يتناسب مع المتغيرات الطارئة.
ولا بد من الإشارة إلى أمرين مهمين، أولهما أن خطة العمل بقدر ما لها من دور فاعل في تفعيل قدرة الشاب على النجاح في بناء مستقبله بقدر ما تتطلب منه أن يوفر لها الإرادة الصلبة التي تعتبر بمثابة الأرض الخصبة لتلك النبتة الصغيرة حتى تصبح شجرة كبيرة تؤتي ثمارها، وثانيهما أن لا شيء اسمه وقت فراغ، فكما يقال الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فالفراغ لا يولد إلا فراغاً والفرق شاسع ما بين الفراغ والعمل المنتج، إنما الوقت وقت جد ووقت لعب، ويتوجب أن يكون المضي في وقت اللعب وسيلة لتنشيط الشاب في التخطيط لوقت الجد، وعلى شباب الوطن إدراك حقيقة أنه لا بد من وقت ينفس فيه المجد عما يتركه الجد من تعب وعناء.