مسلمون في عيون الآخرين!
تردد اسم «لورين بوث» مؤخراً، شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق «توني بلير»، الحليف الأول لجورج بوش في حربه على العراق، حيث كثرت الضجة حولها بسبب تحولها للإسلام مؤخراً بعد قيامها بزيارة لغزة والدوحة وإيران، فصدمت الكثيرين من أبناء جلدتها بتحولها هذا وبخاصة أن زوج أختها «توني بلير» كان قد تفنن بالتعاون مع «بوش» بالنيل من العرب أثناء الحرب على العراق..
تقول «لورين» إنها رأت الإسلام على حقيقته في المساجد من وضوء وسجود وخشوع، حيث لامست بتجربتها مضمون هذه العقيدة السمحة، فأسلمت وكتبت مقالتها الشهيرة بعنوان «أنا مسلمة» تشيد بها بالإسلام، واصفة إياه كعقيدة تنبذ العنف وتحتضن السلام..
وفعلاً استطاعت «لورين» أن تلمس الفرق الواضح بين الإسلام كعقيدة وبين الممارسات السلبية التي يرتكبها بعض المسلمين في داخل مجتمعاتهم وخارجها والتي لا تمت بصلة للإسلام الصحيح، مؤكدة أنه لا يجوز الحكم على الإسلام ومحاكمته بناء على هذه السلبيات..
ومن أجل تحقيق المزيد من الإيجابيات فطبق مضمون العقيدة الإسلامية على حياتنا وعملنا وسلوكياتنا لتتسم بالصدق والوفاء والإخاء والأمانة والحفاظ على الوعد ومحبة واحترام الآخر والتكافل والتراحم وإتقان العمل والمحافظة على الوعد والأمانة وغيرها.. فكلها صفات إيجابية يطالب بها الإسلام المسلمين كي يلتزموا بها، عبر تطبيقها على أرض الواقع من أجل إرضاء الله وأنفسنا والآخرين..
بالمناسبة كلنا نتذكر قول الشيخ «محمد عبده» حينما سُئل عن زيارته لفرنسا فأجاب: رأيت إسلاماً ولم أرَ مسلمين!
أي أنه وجد هناك إسلاماً بلا مسلمين، وهنا مسلمين بلا إسلام..
ولا عجب من ذلك فالإسلام استمر بتغذية الحضارة الغربية، منتشلاً أوروبا من الظلمات في القرون الوسطى، ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم اكتسبوا روح الإسلام فحافظوا عليها مطبقين مضمونها في حين أن البعض عندنا تعامل مع الإسلام كمجرد ظاهرة دينية فقهية، متناسين أنه خط ونهج حضاري وثقافي واقتصادي متكامل ينتظر منا فقط... تطبيقه!
موضوع: مسلمون في عيون الآخرين! 
3/2/2011, 20:01
