اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الملأ..

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
fadel32

fadel32



الملأ.. Empty
مُساهمةموضوع: الملأ..   الملأ.. Icon-new-badge2/2/2011, 19:13

من خلال القصص القرآني الذي احتل مساحة تقارب ثلث القرآن، فإن دور الملأ غالباً ما كان سلبياً، والملأ هم الحاشية والمستشارون والأعوان الذين يفترض فيهم أن يكونوا ناصحين مرشدين مستدركين على أولي الأمر بعض قراراتهم وسياساتهم وتوجهاتهم، فالأصل أن تتكامل نظرات أصحاب القرار، وأن تكون المصلحة العامة مغلبة على أية مصالح أخرى، وأن يعمل الجميع من أجل كيان أقوى وأعز، ووطن أكثر رخاء وحضارة، والإنسان فيه أكثر قيمة وتكريماً.

وقليلة هي النماذج التي يكون فيها الملأ عوناً للحق، إذ يغلب على معيشتهم الرغد والترف، ولذا أرسل الله الرسول موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه، قال تعالى: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين، إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد"، فالملأ جزء من المشكلة غالباً، ويحول واقعهم عن أن يتواضعوا ويتعرفوا على حاجات العامة ويتحسسوا مشكلاتهم، فهم في عالم والآخرون في عالم آخر، بل ربما يكون هناك طغيان، ويلعب الملأ في تزيين الطغيان وتأجيجه.

ومثال ذلك ما جاء في قصة الملأ من قوم فرعون، بعد أن بهرت معجزة موسى عليه السلام فرعونَ وملأه، فيبدو أن فرعون الطاغية نفسه قد لُجم، ولكن الملأ يريدون الحضور أكثر، والمزايدة أكثر، وذلك حين قالوا لفرعون: "أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك"؟، فقد نبهوه إلى شر لم يكن يدر بخلده، عندها انتبه إلى شر آخر يضاف إلى شره الأكبر المرتبط في الإنكار والجحود، فقال إثر دعوتهم واستفزازهم: "سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون".

هكذا يفسد المجتمع، وتنحدر القيم، هكذا يستشري الظلم وتنتهك حرمة الإنسان ويعتدى عليه، وعندها تضيع الحقوق ويضطرب المجتمع، وتتنامى الأحقاد وتبرز الجريمة ويسود الخوف.

ومقابل دور الملأ السلبي فإن الإسلام يحث على ما يسمى بأهل الحل والعقد، وهم السادة الحكماء والمجربون الخبراء، وهم في الوقت نفسه أنقياء أتقياء، وبهذا فهم يجمعون بين الحنكة والحكمة، بين العلم والتجربة، بين القوة والأمانة، بين مسؤولية أنفسهم ومسؤولية أمتهم، نفوسهم كبيرة، وآفاقهم منيرة، صدورهم واسعة وأفكارهم شاسعة، أمرهم عزم ورأيهم حزم، يعيشون آمالاً متبوعة أعمالاً، لا يتسلل إليهم ملل ولا يصيبهم خلل، عقدهم مجموع وأمرهم مسموع، أهل حل وعقد فيعرفون مسالك الأشياء والأمور، يستشعر الجميع في ظل الدين والأمانة والوفاء مسؤولية الأمة، أجل: الأمة، من أجل رخائها وعزتها وحضارتها.

شتان بين صغار لا يعيشون إلا لأنفسهم وأهوائهم، لا يرى أحدهم أبعد من أنفه، ولا يفكر بأكثر من مصلحته، وبين عظماء مضحين يعيشون لأمتهم، هناك كبار وآخرون صغار بل أقزام.

وتبتلى الأمة بين فينة وأخرى بمثل هؤلاء الملأ التعساء الأشقياء، وهم وإن بدوا كباراً بمناصبهم ومسؤولياتهم، لكنهم في عين الله وأعين الناس صغار، فالإنسان عظيم بإخلاصه وصدقه وعطائه، عظيم بمسؤولياته وتضحيته وعمله، وكم من أناس عاشوا مدّعين ولاء وانتماء، وكانوا أكثر الناس نهباً وسلباً وغشاً لأوطانهم وأمتهم، يظنون أنفسهم مخلَّدين غير محاسبين، لا من الله ولا من الشعوب، ولكن هيهات هيهات، فالأيام دول، ولا بد للظلم أن ينتهي، ولا بد للقيد أن ينكسر.

كم من مخلصين مضحّين عاملين من أجل نهضة بلدانهم وأوطانهم، ولكن يطفو فوق صوتهم وحالهم ملأ نافقوا لحكامهم، فزينوا كلامهم ونمقوا مواقفهم، وكما فعل الملأ من قوم فرعون فإنهم لا يمكن أن يهدأ لهم بال إلا بأن يستعدوا حكامهم على أولئك المخلصين الأوفياء.

الأمة بحاجة إلى أهل الحل والعقد، بحاجة إلى نظرة عميقة في مصالحها القريبة والبعيدة، نحن بحاجة إلى من يشخص الداء ويصف الدواء، بحاجة إلى معالجة المرض لا مداراة العَرَض، كم نصرف من أوقات وأموال في علاج العَرَض، ونقنع أنفسنا بأنه المرض، والحقيقة أن المرض أعم من العَرَض.

إن الملأ عبر التاريخ خطير أمرهم، شنيع دورهم، مدلل رأيهم معطل إحساسهم، جيوبهم مليئة وأخلاقهم رديئة. والمطلوب أهل حل وعقد، يشيرون بآرائهم، ويشهرون مواقفهم، وشتان ما بين الفئتين: فئة تقاتل من أجل الله وأمة عزيزة، وأخرى خسيسة تقاتل من أجل حطام دنيا تعيسة.

إن المجتمعات بحاجة إلى أهل صحوة ينالون بها الحظوة، إلى أهل طاعة ينالون بها شفاعة، ولا يجوز أن ييأس الناس من الأمل بأن يغير الله الحال إلى أفضل، فمن كان يتوقع أن يحدث في تونس ما حدث، وربما في غير تونس، فالحق لا بد منتصر، والظلم لا بد مندثر، والقيد لا بد منكسر، والشعوب لا بد في يوم من الأيام منتصرة، لكنها بحاجة إلى قادة مهرة وسادة بررة.

من يأخذ الدرس مما جرى ويجري، وكلنا يعلم بأن الله يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، "وكذلك أخذ بك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليم شديد".


* عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة الأردنية
د. محمد المجالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



الملأ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملأ..   الملأ.. Icon-new-badge2/2/2011, 19:16

كل المواضيع بدها شوية تفكير وجرأة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



الملأ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملأ..   الملأ.. Icon-new-badge2/2/2011, 19:17

تم النقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Jasmine collar

Jasmine collar



الملأ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملأ..   الملأ.. Icon-new-badge2/2/2011, 20:41

اللهم هيء لسيد البلاد جلالة الملك عبدالله بطانة صالحة تعينه على الحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KLIM

KLIM



الملأ.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملأ..   الملأ.. Icon-new-badge25/2/2011, 01:06

مقالة رائعة اشكرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الملأ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: نثر و مقالات-
انتقل الى: