قضية للمناقشة
Case Of The Week
" الغضب وكيفية التحكم فى مشاعرنا "
نطرح فى هذا الاسبوع قضية هامة ونطرحها للنقاش ونحاول بها السيطرة على نوبات الغضب سواء كانت من النوع المولول أو من النوع المكسر أو الملاكم فهي تعبير سليم عن (غيظ شرعي)
كما قيل أم أنها غير ذلك أو قد لا تحتمل بالنسبة للآخرين ورغم بعض المؤاخذات على هذه المصطلحات إلا أننا سنكتفي بذكرها ما دامت مستوفية للجوانب التي يطرحها هذا التحقيق.
ما الغضب ومثيراته وسلوكه وكيفية السيطرة عليه?
تعالوا معنا نكتشف هذا الانفعال وما الدور الذي يلعبه في حياتنا .
بادىء ذي بدء لا بد من تعريف الغضب فهو استجابة سلوكية تعبر عن رفض لموقف ما أو ظاهرة ما قد تتسم بالخير أو بالشر.
لتوكيد نفسه ذاتا مستقلة تحقق مطلبه لهذا التقينا الآنسة منى الياس المرشدة النفسية لنسألها:
> ما الغضب?
>> هو شكل من أشكال الانفعال يرتبط منذ تفجره في مرحلة الرضاعة (الصراخ) بسعي الفرد لتوكيد نفسه ذاتا مستقلة وتلعب دورا مهما في نمو الشخصية الانسانية وتساعد الفرد على تحقيق مطالبه ولا سيما المشتركة منها مع الآخرين.
> ما مثيرات الغضب?
>> الحاجات الأساسية في الطفولة واعاقتها هي ما يثير غضب الأطفال في مراحله الأولى ومع تقدم العمر فإن حوادث الحياة اليومية هي التي تفجر هذا الانفعال فالمطالب التي يلقيها الراشد على الصغير لدفعه للخضوع لرغباته حيث إن هذه المطالب تمثل قواعد السلوك الاجتماعي التي يغرسها الأهل في الناشىء.
وكذلك الراشدون الذين لهم تاريخ مرضي طويل في طفولتهم أميل للغضب من اندادهم التي تقل عندهم أمراض الطفولة, وتتابع لتقول فالتقليل من قيمة الفرد قد تعزز الميل للغضب وكذلك تجارب الفشل الذي يمر فيها الفرد تعزز له هذا الاحساس بالعار وتمس كبرياءه فتجعل صاحبها نزقا سريع الغضب.
> ما سلوك الغضب وأنواعه?
>> قد يعبر عن الغضب بصورة مباشرة الضرب, العض, الصراخ وقد يعبر عنه صورة غير مباشرة الممازحة, النميمة, الأساليب اللغوية فالضرب والعض وغيرها صيغ هجومية متنوعة فيضرب بقدميه ويطلق صراخه أولا ثم يعمد الى رفس الأشخاص والأشياء التي أغضبته أو عضها متيحا لنفسه حرية التعبير عن غضبه بصورة مكشوفة, وقد يرافقها أحيانا غضب مؤلم على المدى الطويل يتمثل بالصفعة على الوجه أو اللكمة على الحنك.
أما الصراخ فهو تعبير آخر يتناقص مع ازدياد العمر رغم أن الاناث أميل من الذكور لاستخدامه كوسيلة للتعبير عن الغضب اضافة لاستخدام البكاء أيضا ومن ناحية أخرى قد يواجه الغضب بعدوان نحو الذات عندما يعبر عن رفض لسلوك خاطىء قام به صاحبه (ضرب رأسه وجسمه) فيبدو معيبا وشائعا في أعين الآخرين أو إذا خاب توقعه في أمر ما.
فتتابع الياس: فغضب الناس يختلف كثيرا من واحد لآخر في استجابتهم لمثيرات الغضب حيث يغضب أشخاص بسهولة بحيث لا يغضب الآخرون لأن مثيرات الغضب تتعلق بالظروف المحيطة وذات صلة بأوضاع مؤلمة مرت بالماضي.
> هل للوضع الجسدي أهمية بالتواصل مع الآخرين (كالأفراد)?
>> أما عن علاقة الوضع الجسدي بالغضب فلا اعتقد بوجودها كعلاقة كبيرة بل له علاقة أكبر كانفعال بمدى النضج العاطفي والاتزان الانفعالي والعقلي والتربية الاجتماعية التي يتلقاها الفرد.
> كيف نسيطر إذاً على انفعالاتنا ومنها الغضب?
>> حين نرفض اعطاء الصغير دمية أو قطعة حلوى قد يلقي بنفسه على الأرض ويصاب بنوبة غضب يتجلى فيها الصراخ والبكاء والرفس في محاولة منه لفرض رأيه علينا أو الحصول على اهتمامنا وخير ما يجب فعله في مثل هذه الحالات هو تجاهل الطفل تماما, فعندما لا يتلقى الاهتمام فإنه سرعان ما ينهي غضبه وهو عادة لا يلحق الأذى بنفسه ويتلاشى غضبه بسرعة ويتعلم أنه بهذه الطريقة لا يستطيع فرض رغباته فيتخلى عنها.
وتفيد هذه الطريقة الأطفال الأكبر سنا رغم أن نوبات غضبهم أقل عددا.
تتابع الياس فالانسان ميال لأن يحسن ضبط انفعالاته إذا اعترف بأنه يعاني مثل هذه الانفعالات ويستطيع في المرات القادمة أن يضبط نفسه ويمتنع عن الانفعال الشديد.
وكيف ذلك?تقول الياس يجب على الانسان أن يعمل على عدم الاحتفاظ بغضبه وعليه أن ينفس عنه وذلك بالانصراف الى فاعلية جسدية أو عقلية تلهيه عن غضبه, ومن واجب الانسان أن يتعرف على ما يغضبه ومحاولة تعديلها بحيث لا تغضبه ويتكيف معها إذا كانت صحيحة ومحقة ولا بد من أن يتحكم الانسان في نفسه حتى ولو أهين أو أحيل دون رغباته على اعتبار أن الغضب قد يعمي البصيرة ويمنع الحكم الصحيح لهذا فهما أمران ضروريان في عالمنا اليوم فإن الغاضب كثيرا ما يرتكب أخطاء مميتة, وأخطاء يندم عليها فيشعرون بعقدة الذنب لإساءة التصرف والقيام بهذه الأفعال.
> هل للوراثة دور في الغضب?
>> لا شك أن للوراثة تأثيرا أو دخلا بالغضب وكذلك المحيط البيئي فالبيئة والمحيط لهما التأثير الأكبر مع اكتساب سلوك الغضب من الوراثة التي هي استعداد أو قابلية يمكن تنميتها وتغييرها بالتعلم.
أخيراً : لا يسعنا في النهاية إلا القول لا بد من أن يتدرب الفرد على انفعالاته وتصرفاته وخاصة على مشاعر الغضب عنده, ويتدرج بالتدريب على التصرفات بشكل هادىء وتكون ردة الفعل مناسبة مع الموقف المسبب للغضب دون المبالغة بردة الفعل فنوبة من الغضب السليم لا تؤدي اجباريا الى جريمة قتل إلا أنها ليست بعيدة عنها كل البعد.
لذا يخيفنا غضبنا أكثر مما يخيف الآخرين لأننا نقدر جيدا عواقبه ومخاطره..
موضوع: قضيه للمناقشه 
2/2/2011, 12:09
