تجاوز سعر برميل النفط اليوم (الاثنين) في لندن عتبة 100 دولار لاول مرة منذ اكثر من سنتين تحت ضغط المخاوف المرتبطة بالوضع في مصر ومخاطر انتقال الاضطرابات الى دول اخرى في الشرق الاوسط.
ووصل سعر نفط برنت بحر الشمال تسليم مارس/ اذار قرابة الساعة 17,00 تغ الى 100,81 دولار للبرميل في سوق انتركونتيننتال اكستشينج في لندن، وهو اعلى مستوى يسجله منذ الاول من اكتوبر/ تشرين الاول 2008.
وان كانت مصر تعتبر من منتجي النفط المتوسطي المستوى، الا انها تؤوي معبرين اساسيين لنقل النفط هما قناة السويس وخط انابيب سوميد، ما يبرر تخوف السوق.
وتمر يوميا حوالى 1,2 مليون برميل من النفط الخام و400 الف برميل من المنتجات النفطية المكررة من البحر الاحمر الى المتوسط من خلال قناة السويس البالغ طولها 190 كلم، فيما بلغ معدل كميات النفط التي عبرت خط انابيب السويس-المتوسط (سوميد) 1,1 مليون برميل في اليوم عام 2009.
وتمثل كمية النفط الاجمالية التي تعبر قناة السويس وخط سوميد 4,5% من الانتاج العالمي للنفط الخام، ما يجعل منهما معبرين اساسيين لنقل النفط من الخليج الى اوروبا.
وحذر الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله البدري الاثنين من "خطر حصول شح حقيقي" في سوق النفط العالمية في حال اغلاق هذين المعبرين الاستراتيجيين.
ولفت ميرتو سوكو المحلل في دار السمسرة اللندنية سوكدين فاينانشل الى ان المستثمرين يخشون ايضا "ان تغذي حركة التمرد تلك زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في الشرق الاوسط".
وقال فيليب بيترسون المحلل في مصرف سيب لفرانس برس انه "على ضوء الغموض المخيم على عمل هذين المعبرين المهمين ومخاطر انتقال عدوى الاحتجاجات السياسية في المنطقة، يبدو ارتفاع الاسعار المرتبط ببروز هذه المخاطر مبررا".
لكنه راى انه "اذا هدأ الوضع في مصر، من المرجح ان تعود اسعار نفط برنت الى الانخفاض" مشيرا الى ان السوق هشة ولا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة هذا الشتاء في اوروبا.
ولا تظهر اي بوادر تشير الى تراجع التعبئة الشعبية في مصر مع استمرار التظاهرات ولا سيما في السويس.
الا ان القناة كانت لا تزال تعمل "بكامل طاقتها" الاثنين بحسب وسائل الاعلام المصرية الرسمية.
وقال محللو شركة باركليز كابيتال انه "ليس هناك من مخاطر انية. وحتى ان شهدت السويس اضطرابات عنيفة جدا، الا ان احدا لم يهاجم حتى الان السفن. وليس هناك ما يشير الى ان المتظاهرين لديهم النية او القدرة" على التعرض لحركة نقل النفط.
كما سعى البدري الى الطمانة وقال "اذا شهدنا ازمة حقيقة، سيتحتم علينا التصرف" من خلال زيادة انتاج دول اوبيك.
وسبق ان اغلقت قناة السويس لبضعة اشهر عام 1956 ثم بين 1967 و1975 بعد حرب الستة ايام، ما ارغم ناقلات النفط على سلوك طريق طويلة ومكلفة تلتف حول افريقيا عبر راس الرجاء الصالح للوصول الى اوروبا.
ولفت محللو باركليز كابيتال بهذا الصصد الى انه "مع انتقال مركز الطلب العالمي على النفط الى اسيا، فان اغلاق القناة سيكون تاثيره محدودا اكثر بكثير منه في الخمسينات والستينات".