وداعاً لوجع القدمين..
بين الأفكار الشائعة والحقائق
ساد الاعتقاد لبعض الوقت أن زمن التشوه في بنية القدمين ولّى إلى غير رجعة وأن هذه المشكلة كانت من نصيب جداتنا في الأزمنة الغابرة. إلا أن الدراسات تشير إلى معاناة 2 إلى 4 في المئة من الناس من مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus)! هذا سبب كافٍ للتخلص من الأفكار الخاطئة المسيطرة على عقولنا...
هذا التشوه يصيب كل الناسخطأ. يقول الأطباء إن 90 إلى 95 في المئة من المصابين بمشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus) هم من النساء، ما يعني أن الجنس هو أحد العوامل المسببة للخطر. وتوجد بلا شك بعض الاستعدادات المسبقة في الجسم، مثل بنية عظمية خاصة أو أنسجة طرية، أو عضلات وأربطة موجهة منذ الولادة لتحفيز مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus). ولا شك في أن العامل الوراثي يؤدي دوراً مهماً أيضاً إذ تبين أن احتمال التعرض لمشكلة الإبهام الأروح تزداد كثيراً في حال معاناة أحد الأهل منها. ثمة عوامل أخرى يتم اكتسابها خلال الحياة مثل زيادة الوزن المرتبطة بالحمل أو بعض التقلبات الهرمونية.
الأحذية الضيقة تحفز مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus)صح. تشير الإحصاءات إلى أن مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus) شائعة جداً بين الأشخاص الذين يعيشون في المدينة، وينتعلون عادة الأحذية الضيقة من الصباح إلى المساء. وتعتبر النساء الأشد عرضة لهذه المشكلة نتيجة انتعال الأحذية العالية الكعب ذات الرأس المستدق ما يجعل الأقدام محشورة لساعات طويلة داخل قفص ضيق، وهذا يزيد من احتمال التعرض لمشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus).
المشكلة تطوريةصح. فمشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus) تتطور أو تتفاقم على مراحل، بطريقة غير مرتقبة وبسرعة تختلف بين شخص وآخر. في البداية، يشعر الشخص بانزعاج عند انتعال الحذاء، ثم تكبر الكتلة العظمية إلى حدّ إحداث ارتدادات في كل القدم. هكذا، تنقبض أصابع القدمين ويبدأ إحساس الألم في قوس القدم. واللافت أن المصابين بالدرجة نفسها من مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus) لا يشعرون بالدرجة نفسها من الألم. فبعض الأشخاص يتكيفون مع المشكلة عبر انتعال أحذية كبيرة، فيما يشعر البعض الآخر الذي لا يتخلى عن أحذيته الضيقة بانزعاج كبير خلال العمل. إنها حلقة مفرغة: فكلما تفاقمت مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus)، تشوّه شكل الحذاء. وكلما تشوه شكل الحذاء، تفاقمت مشكلة الإبهام الأروح (hallux valgus)! من الأفضل إذاً عدم الانتظار حتى يصل التشوه مرحلة متأخرة أو مؤلمة جداً تستلزم عملية جراحية، لأن العلاج يكون فعالاً جداً في حال التطرق إلى المشكلة في مرحلة مبكرة.
العملية الجراحية هي العلاج الوحيد الممكنصح. ثمة نعال طبية أو فواصل بين أصابع القدمين يمكن استعمالها ليلاً... لكن هذه الحلول لا تعالج السبب، ومن الأفضل دوماً اللجوء إلى العملية الجراحية. يقول الأطباء إن العملية الجراحية تكون ناجحة في 90 إلى 95 في المئة من الحالات، مع إمكانية استعمال واحدة من تقنيتين. هناك الجراحة التي تتطلب شقاً كبيراً في الجلد، والتقنية العابرة للجلد القائمة على إحداث فتحات صغيرة في الجلد لغرز أدوات مجهرية وإجراء العملية. وفي بعض الحالات، يتم استعمال التقنيتين معاً خصوصاً إذا كان التشوه معقداً. لكن في معظم الحالات، يتم اللجوء إلى التقنية الثانية الأقل عدوانية. في أية حال، تهدف العملية الجراحية إلى نحت المفصل أو كسره لتصحيح وضعية العظم، أو حتى لإعادة توجيهه في المحور عبر إدخال براغي صغيرة جداً. قد يتدخل الطبيب أيضاً في الأغشية المفصلية والأربطة، لكن هذه العملية ليست سهلة. لذا، لا تجرى العملية إذا كانت المرأة تسعى وراء مظهر تجميلي بحت ولا توجد آلام مبرحة أو مشاكل في العظم.
العواقب مؤلمة جداًخطأ. اكتسبت العملية لسوء الحظ شهرة سيئة مع مرور الأيام. إلا أن التطورات العديدة التي تم إحرازها على الصعيد الطبي أفضت إلى تحسينات كثيرة. فمدة المكوث في المستشفى بعد العملية باتت قصيرة نسبياً. يشعر المريض بالألم في الأيام الأولى، لكنه يستطيع تناول الأدوية المضادة للألم، ليتمكن بعدها من النهوض والمشي. في أية حال، يجب اختيار الجرّاح الماهر الذي أنجز الكثير من هذه العمليات الجراحية قبلاً ولن يقوم بتجربته الأولى معك.
لا بد بعدها من توخي بعض الحذر لتفادي الآلام التالية للعملية. بالفعل، يجب انتعال حذاء خاص، مفتوح في الأمام ومقاوم للصدمات، لفترة أسابيع قليلة إلى أن تختفي الوذمة ويتمكن المريض من انتعال حذائه العادي بطريقة طبيعية. يجب أيضاً على المريض التمرن على بعض الحركات لمحاربة الانتفاخ والتصلب في أصابع القدمين، وتجنب قيادة السيارة والركض وراء شيء ما. تجدر الإشارة أخيراً إلى أن المريض يستطيع مزاولة عمله بشكل طبيعي بعد 6 إلى 8 أسابيع على العملية.
رمي الأحذية القديمة بعد العمليةصح. بعد مرور بضعة أسابيع على العملية، يستطيع المريض انتعال حذاء رياضي مريح بدل الأحذية القديمة لأن هذه الأخيرة باتت كلها مشوهة نتيجة الإبهام الأروح (hallux valgus). لذا، ينصح الأطباء بشراء مجموعة جديدة من الأحذية مع الإشارة إلى أن الحذاء الجيد هو ذلك الذي نشعر فيه بالارتياح من دون أدنى انزعاج أو ألم. اختاري عند الإمكان الحذاء العريض في الأمام مع كعب صغير. لا تنتعلي الأحذية التي يتجاوز ارتفاع كعبها 4 سم، واختاري الأحذية المصنوعة من الجلد الطري.
م\ن