الى جواري جلس ر ئيس الوزراء وحين استدرنا لصعود التل المتجه الى القصر المحت قائلا :
لا يمكن لاي شخص ان يستقبل مثل هذا الاستقبال الا ان ينذر نفسه امام الله بان يفعل اي شيء ليبرر ثقتهم وارجوا ان يدرك الناس اني سافعل هذا .
رغم ان رحلتي من لوزان كانت مرهقه من الناحيه البدنيه والذهنيه فقد اويت الى سريري في تلك الليله وانا في غاية السعاده واستيقظت في اليوم التالي منتعشا ومتحمسا لمواجه المشاكل التي ستطرح امامي .. لم اعرف ما هيه واجباتي الانيه لان علي الانتظار بضعه اشهر قبل تولي سلطاتي الدستوريه في سن التاسعه عشره (في الواقع قبل الثامنه عشره بقليل حيث ان سني حدد بموجب التقويم العربي )..وسيواصل مجلس الوصايه الحكم خلال الاشهر الباقيه فقررت الافاده من هذه الفتره بالتعرف بشكل افضل على شعبي والتغلب على التعقيدات التقنيه لحياتي الجديده.
في البدايه حدث ما ياتي بالضبط كي اتقرب من مواطنيي قمت بجوله مدتها ثلاثه اسابيع زرت خلالها جميع المدن الكبرى والعديد من القرى قابلت الالوف من الاردنيين كنت اسافر بالطائره في بعض الاحيان واحيانا بالسياره الى ابعد زاويه في المملكه وكم كانت تجربه بهيجه ان يرى المرء بنفسه مدى حب الشعب الذي شكل العمود الفقري للاردن لملكه وبلده .
في احد مضارب البدو التي زرتها حيث قدمت المناسف رقص المئات من ابناءالعشيره واطلقوا نيران بنادقهم في الهواء واجبروني على مشاركتهم الرقص في اثناء وقوفي هناك بين المضارب البنيه اللون التي يختلط لونها بلون الصحراء قلت لنفسي :
ان كان هناك رجال مثل هؤلاء فسيبقى الاردن على الدوام بخير
( من كتاب ليس سهلا ان تكون ملكا )
من السيره الذاتيه للمغقور له جلالة الملك الحسين بن طلال .