الصراع مازال صراع لاءات وخيارات!

الصراع مازال صراع لاءات وخيارات!

بقلم : خالد محمود 2011/1/10 الساعة 18:10 بتوقيت مكّة المكرّمة

ودع الفلسطينيون عام 2010 بخيبة أمل من الوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحقيق رؤية الدولة الفلسطينية، فإدارة أوباما فشلت في التقدّم، ولو خطوة واحدة باتجاه تحقيق الحد الأدنى مما يمكن للفلسطينيين القبول به أو تبريره، فضلاً عن إقناع الرأي العام الفلسطيني به.

على النقيض من ذلك، تراجعت الإدارة الأميركية بصورة كاملة أمام التعنّت الإسرائيلي، من دون أن تجرؤ دولة عربية واحدة، على أن ترفع صوتها في وجه هذه الإدارة.

وفي الوقت الذي كانت فيه حكومة نتنياهو المتطرفة تغيّر بصورة يومية الوقائع الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية على الأرض، من خلال بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية، كان المسؤولون الأميركيون يكتفون بترديد الكلام المعاد عن أن بناء المستوطنات في الأراضي المحتلّة غير شرعي وغير مقبول، ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

والنتيجة، مزيد من الشيء ذاته في الفراغ الحالي لما وصف يوماً بأنه "القضية العربية الأولى"، في الوقت الذي تزداد فيه معاناة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، إن في مدن وبلدات الضفة الغربية أو في قطاع غزّة!

نتنياهو أعاد مراراً ، وأكد على "أنه سوف يجعل العودة إلى المفاوضات مطلباً فلسطينياً، وأنه قد يستجيب أولا يستجيب لهذا المطلب وفق شروطه وعلى مزاجه..!

كما أن لدى نتنياهو لاءات رافضة واضحة حاسمة يتحصن ويتمترس وراءها بمنتهى التحدي والاستهتار والعجرفة والغطرسة مستنداً إلى حد كبير إلى مقولته المشهورة في كتابة "مكان تحت الشمس":"إنه كلما استخدمت إسرائيل القوة ضد العرب كلما رضخوا وتأقلموا مع الأمر الواقع".

الفلسطينيون والعرب يواجهون برامج ومواقف ولاءات إسرائيلية صارخة،وفشلاً أمريكياً ذريعاً، كما يواجهون جدلاً إسرائيلياً عقيماً حول عملية السلام بغية كسب الوقت والزمن لبناء المزيد والمزيد من حقائق الأمر الواقع في أنحاء القدس وفلسطين والمنطقة التي تنسف بالمحصلة كل مبررات وأسس ومصداقية عملية السلام.

قلنا سابقاً ونكرر اليوم بأنه يوجد بيد الدول العربية أوراق كثيرة وفاعلة، أولاً رفع الحصار كاملاً عن الشعب الفلسطيني دون أي تباطؤ أو حدود، ثانياً التعامل مع الفصائل الفلسطينية بصورة شرعية ومعلنة، دون التمييز بين حماس وفتح! و دعم المجتمع الفلسطيني في شتى المجالات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، والسعي إلى تأهيله وإخراجه من نفق الصراع الفصائلي؟

وفي حال تمادت (إسرائيل) في استعصائها الحالي مع الدول العربية، هنالك ورقة التلويح بالمعاهدات الحالية وإعادة إنتاج المقاطعة، ودعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال...

ولكن كل هذه الخيارات لم يستخدمها العرب لغاية اليوم رغم أن عملية المفاوضات سقطت في مأزق بالغ التعقيد ودخلت في نفق مظلم مقفل لا مخرج له إلا بمعجزة لن تتأتى في ظل مرحلة لا تعرف المعجزات ولا يقوى أحد على اجتراحها في ظل غياب الوزن العربي، وسقوط المصداقية لدى الأطراف المعنية أمريكية أو أوروبية أو إسرائيلية.

أصبح واضحاً وضوح الشمس أن المفاوضات وعملية السلام فقدت أسسها ومصداقيتها وبوصلتها ... لذا آن الآوان البحث عن خيارات وأوراق أخرى أكثر فعالية ، فالصراع ما زال صراع وجود وأرض وهوية ومستقبل بين الأمة العربية برمتها من جهة، ودولة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى..

ولنتذكر أن الصراع ما زال صراع لاءات وخيارات..فلنعد العدة لترتيب البيت الداخلي وننتقي خياراتنا الصحيحة وأن يعيد العرب والفلسطينيون على أنفسهم كل يوم أن (إسرائيل) ليست دولة تريد سلاماً مع الفلسطينيين، ولا تضع أدنى اعتبار لأصدقائها قبل أعدائها وخصومها!

كلها وعود كاذبة