اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الغرفة المسكونة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Jasmine collar

Jasmine collar



الغرفة المسكونة Empty
مُساهمةموضوع: الغرفة المسكونة   الغرفة المسكونة Icon-new-badge11/1/2011, 23:52


مازلت حين أستعيد الذكرى، لا أصدق أننى عشتها، وأشك أنها وليدة فكرى المرهق وخيالى المضطرب. كنت مقيماً فى أحد بنسيونات محطة الرمل الشهيرة فى الإسكندرية، وهو فى الأصل شقة واسعة مكونة من سبع غرف، تعود إلى أربعينيات القرن السابق.

البنسيون كان يحتفظ بلمسة أناقة مستمدة من عراقة الماضى. البناية مزخرفة من الخارج بشكل يجعلك تتحسر على فوات هذه الأيام. الشرفة تطل على الميدان المتسع ثم استدارة الشاطئ عند محطة الرمل، والبحر الساجى المترقرق تومض فيه آلاف الشموس الصغيرة.

سقط الليل الشتائى مبكرا فى أول ليلة لى بالغرفة، أوصدت الشرفة وتابعت التليفزيون قليلا ثم تهيأت للنوم، لا أدرى كم مر من الليل حتى انتبهت لأشرب كعادتى، وبينما أتقلب شاهدت رجلا جالسا على كرسى صغير أمامى وينظر نحوى.

سقط قلبى من الرعب، وأظننى قد فقدت الوعى للحظات ثم انتبهت فلم أجد أحدا. أضأت المصباح جوارى، نهضت من السرير، فتشت الغرفة، بحثت خلف باب الحمام بشجاعة طارئة. شعرت بأننى سأختنق، فتحت شباك الشرفة فتدفقت الرياح الباردة، ومكثت لآخر الليل أتأمل الأمواج السوداء المتراكبة عاجزا عن الفهم. وحين أشرقت الشمس وسبحت الغرفة فى نور النهار البهيج، بدأت أتشكك أننى كنت أحلم.

مرت ليلتان فى سلام، وفى الليلة الثالثة استيقظت على هاتف خفى. فتحت عينى ببطء، حريصا أن أُخفى استيقاظى، فشاهدته يقف أمام المرآة وينثر العطر على وجهه بوفرة. لاحظت أن أثاث الغرفة مختلف عن أثاثه الحالى، حاولت أن أدقق فى ملامحه، لكنه تلاشى بسرعة.

هذه المرة لم أجد داعيا لتفتيش الغرفة. ولا حتى للقيام من سريرى، أدركت أن الغرفة مسكونة بطاقة روحية هائلة، الغريب أننى لم اشعر بأى رغبة فى مغادرة الفندق.

فى الصباح التالى وجدت تحت السرير إطارا زجاجيا لصورة قديمة. تأملت الوجه فلم أستطع أن أجزم بأنه هو.

بعد أسبوع انتبهت فوجدته راقدا على السرير جوارى. دققت فى ملامحه فوجدته صاحب الصورة. كان نائما فى هدوء وسرعان ما اختفى تماما.

استفسرت من مدير البنسيون عن صاحب البيت السابق فلم أجد معلومات سوى أنه لم يتزوج ومات عازبا. اكتفيت بهذا القدر من المعلومات وبدأت أكوّن نظريتى الخاصة.

هو ليس شبحا ولا يقصد أن يراقبنى. أعتقد أنه نوع من تداخل الأزمنة لا أعرف له سببا، وما أكثر ما نجهله فى هذا الكون الغامض! لم يكن ينظر لى حين رأيته أول مرة، كان فى زمنه الخاص يمارس حياته، ولعله لم يدر بوجودى أصلا.

أترى تكون أرواحنا لصيقة بالأماكن التى أحببناها، ثم تتجسد فى أوقات غير محسوبة؟ على كل حال كانت مدة إقامتى قد انتهت، ألقيت نظرة على الغرفة دون أن أمنع نفسى من التفكير: ترى هل سأظهر يوماً ما لنزيل آخر يقطن فى نفس الغرفة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد الرواضيه

avatar



الغرفة المسكونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغرفة المسكونة   الغرفة المسكونة Icon-new-badge12/1/2011, 01:32

موضوعك بغاية الروعه اشكرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Jasmine collar

Jasmine collar



الغرفة المسكونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغرفة المسكونة   الغرفة المسكونة Icon-new-badge12/1/2011, 01:32

العفو أخي الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغرفة المسكونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قصص قصيرة-
انتقل الى: