أُنثى الحبر والورق
ذات صيف..تعثرت بالحب صدفه...تأملته عمراً كاملاً ثم أكملت طريقي نحو الشتاء..وذات صيف اكتشفت أن الحب ليس إلا معطفاً نحتمي به من المطر..إن الحب ليس إلا تلك الثواني التي نسرقها من عيون الآخرين... وليس كل الآخرين.
إني الآن أُعيد صياغة الحب..إني الآن أعيد تشكيل أُنثاي كما أشتهي
أكتبها كما أُريدها أن تكون..أكتبها بمزاج الحبر المتقلب وقانونيَ الخاص..أنزفها على أوراقي العذرية البيضاء كما أُريد..
أُنثى الحبر والورق..ذاك هو اسمها..تأتي متأخرة كما هو الندم..تلتصق بأوراقي تستفز حبري حد الأنانية..تأتي على أمواج الحبر الغائب وتنام بين أوراقي كزهرة ياسمين تواصل حياتها بين أحضان كلماتي..وتطرح أسئلة لا إجابة لها عندي..فتقف أسئلتها أمام صمتي عارية كأشجار تشرين..
أرتدي الصمت لأجلها معطفاً..أحتمي به من هطول الأسئلة..وأشارك به مزاج الأمكنة الذي بدأ يسكنني ..(إن الأمكنة تحترف الصمت).
منذ اليوم سأترك للعبثية أن ترسم أدق التفاصيل لأُنثاي..لأني مللت الحبر ومللت الكتابة على الورق المرتجف ولأن الحبر قد توقف بي عند نقطة لاأملك أمامها إلا الصمت
إني أرفض كل حزن مؤجل في روزنامة المواعيد لأني منذ اليوم بدأت في إذلال الذاكرة..بدأت في إذلال ذاكرتي..لأنها متواطئة مع الحب..متواطئة مع الشتاء.
منقوووووووووووووووووووووول