إيمان
| موضوع: في طريق الوصول 10/1/2011, 00:45 | |
| تقودنا طرُق الحياة لأماكن لم نظن قط أننا قد نصل إليها , فتارةً تكون اكثر مما نتمنى وتارةً تكون أقل مما نستحق , وخلال السير في هذه الطُرق تعترضنا الكثير الكثير من العوائق , جدرانٌ تعوق وصولنا , مطبات تعرقل مسيرتنا , حواجز تُقيّد مساحات خُطانا , وحمقى .. بل الكثير من الحمقى يستفزون الدم في أعصابنا , الوصول ليس سهلاً .. الحياة كُلها ليست سهلة , هي إمتحانٌ لانعرف متى ينتهى فيه نصف الوقت لنخرج منه , والأمّر من ذلك أننا لانعرف هل ستكون نتيجة هذا الإمتحان مُجدية ام لأ !
في خطوط السير نلمح الكثير من اللوحات الإرشادية , وضعها الله لنا لنختار مصيرنا بأنفسنا , وهنا تكمن شخصية هذا العابر , فأحدنا يقرأ هذه اللوحة الإرشادية دونما تركيز وعندما يُخطئ يلقى اللوم على من كتب هذه اللوحة لإن الخط كان صغيراً للغاية ! وكأن خيار التوقف عندها دقائق لفهمها جيداً لم يكن بيده ! , بدلاً من إلقاء اللوم على ذلك الكاتب الذي هو بمثابه الكومبارس ليس إلا !.
اما البعض الآخر يُخطئ فيما هو اكبر من ذلك فيقرأ لوحة لاتخص الطريق الذي كان يسير عليه ! , وعندما يكتشف اخيراً أن الطريق كُله خاطئ بناء على معلوماته الخاطئه منذ الأساس , يصعب عليه الإعتراف بمدى خطئه فيثور على كل العابرين من حوله ويُطلق رصاصات غضبه عليهم .. جبان! , أيظن ان الخطأ عيب وهو من بني البشر؟.
وأحدٌ آخر من العابرين لم يخطو خطوة من نقطة البدايه إلا بناء على خريطة كان يحملها في جيبه , يسير خطوتين ثم ينظر لتلك الخريطة بإمعان , ثم يخطو خطوتين أخريتين .. ويكرر النظر لهذه الخريطة التي يحمل ! ويستمر على هذا الحال حتى يجد أن الكل من حوله قد سبقه وهو مازال على أمره .. خطوتين ثم نظرات طويلة لورقه كانت لديه منذ أمد حتى فقدت أغلب ملامحها , فلا هو طال الوصول مُبكراً ولا هو نجح في الوصول برجوعه لها ! , غاب عن خاطره أن طريق الحياة لايكون دائماً حسب خرائط مرسومة في أذهاننا او على أوراق نكتبها .. هي ملئى بالمفاجآت التي يجب علينا تقبلها والتكيف معها .. ملئى للغاية.
وهنا عابرٌ يمشي من وقت مضى , لايهمه متى يكون الوصول وكيف ولماذا , بل لم يكن يهمه من الذي سيسبقه في الوصول وهل سيكون الأول أم الآخير ! ,كُل مايهمه أن يكون على الطريق الصحيح , يحمل في إحدى يديه شمعة تنير له طريقه .. وتنير لمن هُم حوله , وفي يده الأخرى كتابٌ يسترشد به عند كل منعطف , وفي رأسه افكار .. الكثير من الأفكار التي لاحدود لها , افكارٌ تتعدى في مداها اطوال كُل هذه الطُرق , وبهذا النور والكتاب والأفكار كان مُعلماً لمن هم حوله من العابرين .. لله دُره .
وبالمقابل تجد من بين العابرين من كانت مهمته الأساسيه أن يُضلل خُطى من حوله ! , قد سار كثيراً في الإتجاه الخاطئ حتى أيقن أن الأبواب مغلقة أمامه , اسوّد قلبه ولم يفكر أن هناك نوافذ في الحياة , ثم قرر أن لايكون هو الوحيد الذي فشل في الوصول .. ووضع له هدفاً أن يُضِل معه الكثير , فتارة يسرق من أحدهم كتاباً كان يرشده في طريقه , وتارة يزرع افكاراً فاسدة في رأس احدهم حتى ينضم لسرب الغربان الذي يقوده , وتارة يسحب احدهم من يده في الوقت الذي كان ينتظر فيه قشةً يتعلق بها ! , وهكذا يقضي حياته يهيم على وجهه باحثاً عن غريقٍ آخر يسحبه معه لمستنقع الفاشلين الحاسدين الحاقدين البُغضاء .
ثم هاهنا عابرٌ انقطعت به السُبل , حاول وحاول وحاول ولم يستطع ! وعندما كادت أن تفصل بينه وبين الإستسلام شعره , توجه إلى ربه رافعاً يديه خاضعاً وجهه ( يا الله خُذ بيدي , يارب أنت مُرشدي وأنت نوري وأنت من الجأ له , انت الذي من يقل للشئ كُن فيكون , انت الذي قلت "ادعوني أستجب لكم" , أنت الذي قلت "فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" , يارب خذُ بيدي خذ بيدي لطريق الصلاح يا الله , إهدني للحق يارب العالمين ) كان متيقناً وهو يطلب الله أن الشعره التي كانت تفصل بينه وبين الأستسلام هي ذاتها التي تفصل بينه وبين تحقيق مبتغاه .. فكان له ذلك , وكان خيرُ الواصلين ! .
نعم هكذا أمر الحياة , نغمض أعيُننا بالأمس القريب لنصحو اليوم ويبتهج الكثير بعامٍ جديد , مالجدوى من توالي الأعوام بلا وصول ؟ أنسير فقط لمجابهه المسؤليات والأعمال فقط بدون جدوى ؟ ألا نهايه لهذا الطريق ؟ ألا بابٌ نقف ورائه ونفكر بما خلفه ؟ ألا كرسيٌ نستريح عليه قليلاً ؟ نسير ونسير ونسير ولانرى خط نهاية لهذا الطريق ؟ أيّ حُمقٍ هذا ! حددُو نقطة تطمحون الوصول إليها ثم سيرو بإتجاهها , إسترشدو بكل ماهو حولكم , كل ماتراه حولك وضعه الله لحكمة يعلمها , ودورك أنت أن تبحث عنها ثم تبلُغها , انظر للوجوه من حولك , إستمع لصوت الرياح فقد تقودك لشئ ما , إقرأ وتعلم مايصعب عليك قرائته فلعل خريطة وصولك فيه , إصبر ثم إصبر ثم إصبر فلم تكن الحياة سهلة لمن قبلنا ولن تكون علينا .
ورغم كل ذلك إستمتع ! إستمتع بنسمة هواء عابره , بنغمة موسيقى راقصة , بكوب قهوه مُرّ يوقظ كسلك , إستمتع بشخص وضعته هذه الطرق جانبك ألقى عليك التحيه ورددتها فصار صديقاً لك , إستمتع بكل من هم حولك الأن .. بمن يحبونك كما حُبهم لأنفسهم , بالأغلب أنكم ستفترقون فأحبهم هذه اللحظه ولاتتوانى عن ذلك ! , إبتسم لأشجار ظللتك بأورقاها وأغصانها , لسحابة اسقطت امطاراً غسلت هموم قلبك , لبحرٍ سحبت أمواجه اتعاب يومك الطويل من جسدك , إبتسم لهذه التفاصيل التي جعلت للحياة الواناً جميلة تستمتع برؤيتها , وإبتسم لأن الحياة نعمه من الله اختارك لها فأوهبك الصحة والعافيه لعيشها , لاتجعل مرور السنوات امراً تكرارياً مُملاً يسرقك من كُل هذا الجمال , الحياه ملئى بالجمال فلا تبخسو جمالها حقه . | |
|
theredrose
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 00:51 | |
| ابتسم لكل شيء جميل في حياتك ابتسم للحياة فالحياة رائعة وجميلة ابتسم لابسط الامور التي تعترضك فابتسامتك ستزول لا محالة | |
|
إيمان
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:01 | |
| - theredrose كتب:
- ابتسم لكل شيء جميل في حياتك
ابتسم للحياة فالحياة رائعة وجميلة ابتسم لابسط الامور التي تعترضك فابتسامتك ستزول لا محالة إن اجمل شيء في الوجود هي الابتسامة التي تشق طرقها وسط الدموع فالابتسامة هي مفتاح القلوب واللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة . شكرا وعد نورتي | |
|
theredrose
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:05 | |
| فبالابتسامة تستطيع دخول القلوب بدون استئذان | |
|
إيمان
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:16 | |
| - theredrose كتب:
- فبالابتسامة تستطيع دخول القلوب بدون استئذان
في هذه انت محقه مثلا انت دخلت قلوب كل الاعضاء بكلماتك والتعابيرك الحلوة التي اكيد من ورائهم ابتسامة احلى وأروع من كل العبارات شكرا وعد | |
|
theredrose
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:22 | |
| وانتي وبشهادة الكل متميزة ودخولك رائع ووجودك اروع ومشكورة على اجمل المواضيع التي تعبر عن شخصية مثقفة ورائعة | |
|
Jasmine collar
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:26 | |
| | |
|
إيمان
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:31 | |
| | |
|
Jasmine collar
| موضوع: رد: في طريق الوصول 10/1/2011, 01:32 | |
| | |
|
KLIM
| موضوع: رد: في طريق الوصول 25/2/2011, 02:00 | |
| الطريق له نهاية بكل اكيد اشكرك فلنسعد انفسنا على الطريق الذي رسمناه | |
|