انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من البرامج عبر موقع يوتيوب بصناعة سعودية شابة، تحكي أغلبها بطريقة ساخرة العديد من القضايا التي تعيشها بلادهم. في وقت أكد فيه المتحدث الرسمي لوزارة الإعلام أن وزارته لا تملك أي سلطة لحجب أو منع ما ينشر عبر المواقع المرئية.
جدة: مواهب شابة وأفكار إبداعية أصبحت جاذبة لمشاهدين سعوديين هجروا بشكل واضح البرامج والمسلسلات الكوميدية التلفزيونية، التي غالبا ما تكون عدسة الرقيب مكبرة عليها.
الأمر الذي أتاح لهذه الفئة من التعامل وفق الرؤية الإعلامية الجديدة واستفادوا من موقع "يوتيوب في بث رسائلهم وبرامجهم منه بلا قيود هي الحكم في البرامج التلفزيونية، وأصبحت هذه المسلسلات "اليوتيوبية" ملاذا للتنفيس من المشاهدين وصانعيها كذلك في نقاش ساخر عن قضايا اجتماعية أو رياضية تعيشها بلادهم.
وفي الوقت الذي تساءل العديد عن مصير هذه البرامج المرئية عبر شبكة الانترنت من لائحة النشر الإلكتروني التي اعتمدتها وزارة الإعلام مؤخرا، أكد لـ "إيلاف" المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبد الرحمن الهزاع أن وزارة الإعلام "لا سلطة لها على ما ينشر على موقع يوتيوب مضيفا أنه لا خطط مستقبلية تتمحور حول هذا الجانب.
مؤكداً الهزاع أن اللائحة تختص فقط بالمواقع الشخصية حال قدمت شكوى ضد أي محتوى داخله، مضيفا أن هناك لجنة تشكل لنظر فيها من قبل إدارة المطبوعات التي تبث فيها بعد أن تعرف كانت مقدمة ضد فرد أو جهة حكومية.وتنوعت أساليب عرض المواد المنشورة عبر يوتيوب ما بين الرسوم الكرتونية والمسلسلات نشرات أخبار بطريقة ساخرة، مكنها جميعا من احتلال مشاهدات عالية عبر الموقع.
الرسام الكاريكاتيري وصاحب أشهر الصفحات التي تنتهج هذه الطريقة التي برزت عقب أحداث سيول جدة الشهيرة في أواخر العام 2009 مالك نجر أوضح في حديث لـ "إيلاف" يقدم وجهة نظر بشكل مقنن بعيداً عن أساليب التجريح الغير مفهومة، حيث تتمحور حول قضية عامة ومسبباتها، مستبعداً الحديث عن الأشخاص.
وأوضح نجر أن وزارة الإعلام لن تستطيع أن تسيطر بأي شكل على كل ما ينشر على الانترنت من المواد مرئية، مشيراً إلى أن السيطرة سابقاً على البرامج التي تنشر عبر الإعلام المقروء والمرئي أمر سهل، أما اليوم فتعتبر عملية تنظيمه مجرد مضيعة وقت لأن تنفيذها صعب جداً على حد وصفه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأكد أن العديد من المبدعين السعوديين لا يملكون الدعم المادي الذي يساعدهم على الاستمرار، فباتوا للأسف "يقرصنون" على برامج المونتاج من خلال الانترنت كون قيمة البرنامج الأصلي الواحد تصل إلى 12 ألف ريال سعودي وهو مبلغ يعتبر كبير ومكلف على الكثير ممن يملك الرغبة في العطاء.
وأشار مالك نجر أن هنالك بوادر تُشير إلى ظهور تجارة الكترونية جديدة لمثل هذه البرامج التي تنتج وتحاكي مجتمع بأكمله، معتبرا أن ذلك نوع من الحراك الثقافي الإيجابي الذي يسمح لأي شخص أن يقف أمام الكاميرا أين كان نوعها ويتحدث بكل بلا رتوش تخفي ملامح غيره كونه لا يهاجم شخص بعينة.
واعتبر مالك نجر أن العديد من أطياف المجتمع السعودي لم تعد متابعة لما يعرض على شاشات التلفزيون بقدر متابعتها لما ينشر عبر قنوات اليوتيوب والمواقع الشخصية، وأوضح أن العمل على البرامج التي تنشر به يتراوح من يومين لسبعة أيام كحد أقصى في الوقت الذي يستغرق إنتاج المادة الواحدة لتعرض على الشاشة الفصية من شهر لثلاثة أشهر بحجة أن المونتاج يأخذ وقتاً طويلاً.
وأظهرت تقارير إعلامية أن السعوديون احتلوا المرتبة الأولى عالمياً في الأكثر مشاهدةً لليوتيوب خلال العام 2010 بـ 36 مليون فيديو، في الوقت الذي أظهرت الدراسة ذاتها أن 28 مليون عملية بحث تجرى يومياً في السعودية، منها ستة ملايين من أجهزة الهاتف النقال.